انطلقت يوم أمس في أديس أبابا مفاوضات وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في جنوب السودان وسط حالة من التشاؤم لدى الطرفين. فما يزال كل طرف من الطرفين (الحكومة والمتمردين) يتمسك بمواقفه بخصوص وقف إطلاق النار ما جعل المفاوضات تتوقف بعد ساعة من بدايتها. ويسعى الوسطاء إلى إنقاذ المحادثات والتوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار لإنهاء العنف القبلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في جنوب السودان. وقال دبلوماسيون في أديس أبابا، إن المباحثات المباشرة حول وقف القتال "لم تحرز تقدماً" وإنها "وصلت إلى طريق مسدود"، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس". وفي جوبا، قالت مصادر حكومية من جنوب السودان ل "الرياض" إن وفد الوساطة وصل إلى جوبا والتقى سلفاكير بهدف اطلاق سراح ثلاثة سياسيين يتحفّظ عليهم المتمردون. وأكدت ذات المصادر أن كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان نيال دينق عاد هو الاخر الى جوبا الليلة قبل الماضية وذلك بهدف إجراء المزيد من التشاور مع الرئيس. ويأتي بدء المفاوضات المباشرة لوقف النار على وقع استمرار المعارك بين القوات الحكومية وأنصار نائب الرئيس المقال مشار، ما دفع الآلاف إلى النزوح عن منازلهم. وكان من المقرر أن تعقد الوساطة مؤتمراً صحافياً أمس بشأن التقدم الذي أحرز في المباحثات لكنه تأجل بسبب تمسك كل طرف من الطرفين بمواقفه. وأكد متحدث باسم الجيش الشعبي تواصل الزّحف نحو مدينتي بور عاصمة ولاية جونقلي وبانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية لاستعادتهما. وفي وقت سابق، قال قائد المتمردين رياك مشار، إن قواته في تخوم العاصمة جوبا وتسعى لدخولها. إلى ذلك حذر متحدث باسم الأممالمتحدة من نفاد الإمدادات في قاعدة تابعة لبعثة حفظ السلام تأوي آلاف اللاجئين في مدينة بور بجنوب السودان. وقال فرحان حق للصحافيين في نيويورك إن إمداد قاعدة مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، التي لجأ إليها نحو 9 آلاف مدني "أصبح قضية حرجة" وتابع "لقد تم استنفاد القدرات الطبية إلى أقصى درجة ممكنة".