وصل مفاوضو طرفي النزاع في جنوب السودان (الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار) إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأربعاء، استعدادا لبدء مباحثات السلام الخميس. وقال مراسلنا إن وفدا حكوميا برئاسة وزير الخارجية السابق نيال دينج نيال وصل أديس أبابا، فيما توجه وفد مؤلف من قيادات ميدانية للمتمردين وقيادت سياسية عبر كينيا. وقتل أكثر من ألف شخص في أعمال العنف، بحسب تقديرات الأممالمتحدة قبل عدة أيام، لكن من المتوقع أن تزيد الحصيلة مع تفاقم المعارك في أنحاء البلاد لا سيما في بور. وقال مشار في تصريحات خاصة ل"سكاي نيوز عربية" إن قواته بدأت التحرك باتجاه العاصمة جوبا بعد سيطرتها على مدينة بور الاستراتيجية، على حد قوله. وأكد مسؤول محلي سيطرة قوات مشار على بور التي تبعد نحو 120 كيلومترا عن العاصمة. وتمثل بور، عاصمة ولاية جونقلي، محور العنف العرقي الناتج عن التناحر السياسي بين كير ومشار. ونفى مشار أن يكون قد حصل اتفاق على وقف إطلاق النار، وقال إنه تم الاتفاق فقط على بدء المفاوضات ومناقشة القضايا محل الصراع. وأوضح أن أولى هذه القضايا هي مسألة الإفراج عن زعماء الحركة الشعبية الذين تم اعتقالهم في 16 ديسمبر. وقال إن السياسيين المعتقلين "جزء من المحادثات ولا يمثل الإفراج عنهم شرطا مسبقا". وأضاف: "كنا نريد الإفراج عن المعتقلين قبل بدء المحادثات لكن ضغطت علينا دول (إيغاد) والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بأن نبدأ أولا المحادثات ثم نطرح موضوع المعتقلين السياسيين". ومن القضايا التي يطرحها المتمردون بحسب مشار" الصراع مع الحكومة على السلطة والقضايا العالقة في الحركة الشعبية .. والمجزرة التي تمت ضد الشعب في جوبا.. والأسباب التي أدت لاندلاع الصراع"، على حد قوله. وبشأن حقول النفط التي سيطرت عليها قوات مشار، قال نائب الرئيس السابق إن قواته تضمن حماية شركات النفط واستمرار انتاج النفط وتستطيع تصديره و دفع رسوم العبور إلى السودان، لكنه اقترح أن يتم وضع العائدات في حساب مغلق حتى يكون بعيدا عن الصراع مع حكومة جوبا. كما طرح مشار مناقشة قضية التدخل الأجنبي، وخاصة القوات الأوغندية التي يعتزم سلفا كير الاستعانة بها من أجل استعادة المدن التي يسيطر عليها المتمردون. وعبر مشار في الوقت ذاته عن قبوله بوجود قوات تابعة للاتحاد الإفريقي إذا اقتضت الضرورة من أجل مساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حفظ الأمن.