سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذيرات من انهيارات وتصدعات في المباني مع استمرار الأمطار على الرياض أكد أن السبب يعود لطبيعة الأراضي التي تخفي تحتها الكثير من الفجوات.. د. ابن لعبون:
حذر خبير جيولوجي من انهيارات وتصدعات في عدد من المباني السكنية والجسور والطرق في العاصمة الرياض في حال استمرار هطول الامطار على المدينة لساعات متواصلة، مشيرا الى ان السبب قد لايكون هندسياً أو إنشائياً ولكن يعود أحياناً إلى طبيعة أرض المدينة التي تبدو كأنها صلبة ولكنها تخفي تحتها الكثير من الفجوات التي قد لاتخطر على بال المهندسين والمقاولين إذ إن بعضها لايرى بالعين وما إن تهطل الأمطار تتسرب المياه الى باطن الارض وتملأ هذه الفجوات مما يسبب هبوطاً في الارض لاسيما التي عليها منازل او مبان. العاصمة معرضة للخطر خاصةً أحياء الشرق.. وأي حركة أرضية ستكون مدمرة وطالب الدكتور عبدالعزيز بن لعبون عضو هيئة التدريس بقسم الجيولوجيا والفجيو فيزياء بجامعة الملك سعود والمستشار بالعديد من الهيئات واللجان المتخصصة في هذا الشأن داخل المملكة وخارجها، في حديثه ل"الرياض" بإعادة دراسة جيولوجية منطقة الرياض بشكل جاد للتصدي لهذه المشكلة قبل وقوع الخطر وعمل دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية لدراسة ظاهرة سطح الارض وما تحتها حتى لا نبني على مناطق خطرة، مؤكداً أن كثرة انهيار وتصدع وهبوط أرضيات كثير من منازل المواطنين والجسور والطرق والمنشآت الأخرى العامة إنذار بخطر أكبر قد يحدث مع كل موسم أمطار تهطل على العاصمة لاسيما في حال كانت غزيرة ومتواصلة، هذا إلى جانب المخاطر الأخرى المتمثلة في البناء في بطون الأودية بعد ردمها وبيعها كقطع سكنية حيث يكون المواطن قد بني على أساسات لينة وفي مجاري سيول. منظر معتاد لهبوط أرضي بأحد الطرق شرق الرياض وقال د.ابن لعبون إن كثيراً من أحياء الرياض خصوصاً احياء الشرق كالسلي والمونسية والثمامة وماحولها معرضة للخطر أكثر لأن طبيعة أرضها طينية وفي حال هطلت أمطار غزيرة وجرت السيول داخل الارض قد تنهار أجزاء من تلك الاراضي،محذراً في هذا الصدد من ان عدداً من أحياء الرياض تستقر فوق صخور مهشمة مجوفة واخرى تستقر فوق صخور مصدعة او فوق طبقات طينية لينة، وأن معظم التجويفات تحت السطحية لا تظهر معالمها على سطح الأرض بسبب انهيار فتحاتها أو ردمها بالرواسب من طمي ورمال ومخلفات وغيرها وهنا تكمن خطورتها خاصة مع اتساع النشاط العمراني وبناء المرافق المختلفة والطرق والجسور وناطحات السحاب فوقها. وأضاف أن أي حركة أرضية مهما كانت بسيطة قد تكون آثارها مدمرة في منطقة الرياض بسبب تخلخل الطبقات الأرضية القلقة، كما ان تعرض المنطقة لفترات مطيرة لمدة طويلة وجريان السيول سيتسبب في خلخلة الطبقات تحت السطحية وفتح الكثير من الفجوات التي كانت مردومة، وقد تتعرض الرواسب اللينة للتحرك والتشقق بسبب تشبعها بالمياه مما يؤدي إلى زحزحة وتصدع المباني والمرافق التي فوقها، موضحاً ان ذوبان الصخور الجيرية والمتبخرات مع الزمن نتج عنه تشكل سلسلة عظيمة من التجويفات "تحت السطحية" على هيئة دحول كما في الصمان وتسببت في تكوّن سلسلة من الخفوس والعيون والكهوف والمغارات على سطح الأرض، إذ كثيراً ما تظهر فتحات الفجوات رأسية أو مائلة في مقاطع الطرق وقد ملأتها رواسب الطين الحمراء، وكثيراً ما يعثر على التجاويف الأرضية أثناء حفر أساسات المباني وشق الطرق ويعمد عند ذاك لملئها بالأسمنت وغيره. ولفت ابن لعبون في نهاية حديثه الى انه قام بعمل مسح لعدد من المواقع بجهود ذاتية اجرى خلالها العديد من البحوث العلمية والشخصية ولم تجد أي اهتمام من قبل الجهات التي ابدى تعاوناً معها في هذا الغرض. د. عبدالعزيز بن لعبون