دعا باحث جيولوجي إلى ضرورة إجراء دراسات جيولوجية لأي مشروع، لتجنب تأثره بالهزات الأرضية وتداعيات الظواهر الطبيعية. وأوضح الباحث الجيولوجي الدكتور فواز الأزكي، مؤلف أول موسوعة جيولوجية عربية، أن الزلازل ليست السبب المباشر في حدوث ظاهرة انهيار الصخور، موضحا أنه إذا تعرضت مناطق الكهوف تحت السطحية أو مناطق التربة الغضارية إلى زلزال فيمكن أن تحدث عملية الانهيار قبل أوانها، وليست ظاهرة انهيار الصخور أو زحف التربة أو تشققها دليلا قاطعا على أن المنطقة قد تعرضت لزلزال، فآثار الزلازل تكون على مناطق جغرافية أوسع بكثير وبؤرتها تكون على أعماق تصل إلى أكثر من 300 كلم، داعيا الدول والأفراد بإجراء دراسات جيولوجية لأية منطقة مشروع سكني أو منشأة مدنية قبل البدء في البناء لتأمين الوقاية من أخطار الظواهر الطبيعية وما هو معلوم اليوم كان مجهولا بالأمس وبالإخلاص للبحث العلمي نأمل في معرفة الغد وما نجهله اليوم. وأبان الأزكي إلى أن العمليات الجيولوجية المؤثرة في تضاريس سطح الأرض تنقسم إلى عمليات خارجية وعمليات داخلية، أما العمليات الخارجية فهي تلك التي تحدث فوق سطح الأرض وتؤدي إلى تحطيم صخور القشرة الأرضية وتحويلها إلى فتات عن طريق عامل التجوية الفيزيائية، بفعل تجمد الماء في شقوق الصخور في المناطق الباردة أو تمدد وتقلص الصخور في المناطق الصحراوية أو إزالة الحمل بسبب الحت أو بفعل النمو البلوري للمنيرالات والأملاح داخل الشقوق وتكرار التشبع بالماء والجفاف عند الصخور الغضارية الطينية، أو المد والجزر عند صخور الشاطئ أو بفعل الكائنات الحية النباتية والحيوانية والنشاط الإنساني مثل شق الطرق وحفر الأنفاق والمناجم وغيرها أو عن طريق عامل التجوية الكيميائية بفعل التحلل المائي في المناطق الاستوائية. وأفاد الأزكي أن انهيار التربة أو الصخور من عمليات التحرك الكتلي الذي يتضمن الانسياب البطيء كزحف الصخور، ينتج عن عدم كفاية الدعامة التي تمنع هبوط أو تهاوي كتل الصخور تحت وطأة الشد بالجاذبية الأرضية، موضحا أنه في جميع هذه الكتل يكون للمياه أمطارا أو ثلوجا أثر فعال في تسهيل عملية التحرك، مبينا بأن انزلاق التربة ظاهرة فيزيائية جيولوجية تبدي الانتقال إلى الأسفل عبر سطح انزلاق أقل أو أكثر نظامية للمواد الناتجة عن تحطم الصخور أو نتيجة خلل توازن ناجم عن تأثير ثقل المياه وتتم انزلاقات التربة عبر كامل سطح الأرض في شروط مختلفة من المناخ والمورفولوجيا والهيدروجيولوجيا وتتم هذه الظاهرة بسرعة كبيرة. وقال الأزكي «أسباب انزلاق التربة عديدة وتتبع جميع الشروط الداخلية أو المؤثرات الخارجية للمنحدر، والتي يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في توازن الكتل الصخرية في الحقل أي الطبيعة البترولوجية، التركيب الجيولوجي، درجة مسامية الصخور، جود الشقوق والميل بنفس اتجاه سطح المنحدر، كمية الهطولات والراشحات الصناعية، الأنهار، الأحواض المائية السطحية، والمنشآت على المنحدر، المؤثرات الهندسية عند قاعدة المنحدر مثل عمليات الحفر الهندسية، أعمال الري والقنوات، الجدران الاستنادية التفجيرات الطبيعية، والصناعية، وتخريب الغطاء النباتي، والزلازل ولكن يبقى العامل الأهم في حدوث انزلاق التربة هو المياه الجوفية».