عقد قادة دول الاتحاد الأوروبي اجتماع قمة في بروكسل اليوم الخميس وسيتواصل حتى غدٍ الجمعة وسط توقعات بأن تلقي التطورات التي شهدتها أوكرانيا مؤخراً بظلالها على جدول أعمال الاجتماعات التى تتناول بحث التحديات التي تواجه سياسات الأمن والدفاع للمجموعة ومن بينها تضاؤل الميزانيات والتهديدات العالمية المتغيرة. وتأتي قمة الاتحاد الاوروبي بعد وقت قصير من قرار أوكرانيا قبول عرض لتوريد الطاقة بأسعار أقل وباعتمادات ائتمانية من روسيا بعد أسابيع من التودد من جانب كل من بروكسلوموسكو بعد تأخير كييف تاتوقيع على اتفاقية انتساب تاريخية مع المجموعة الأوروبية. وكان مسؤولو الاتحاد الأوروبي قد سارعوا بالترحيب بعقد أوكرانيا التي تعاني من ضائقة نقدية لصفقة مالية مع موسكو، طالما أنها لم تصطدم مع التزامات كييف مع دول المجموعة الأوروبية. ولاول مرة يتم ادراج مباحثات الشأن الدفاعي على اجندة زعماء الاتحاد الأوروبي منذ الأزمة المالية فى عام 2008 عندما بدأت المتاعب الاقتصادية تلقى بظلالها على اجتماعاتهم. ووجه فان رومبوي رئيس الاتحاد الأوروبي الدعوة الى قادة الاتحاد الأوروبي ال28 لبحث "التحديات الكبرى" التي يواجهها التكتل الأوروبي بمشاركة الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) اندرس فوج راسموسن. وحدد الاتحاد الاوروبي ثلاثة مجالات رئيسية للمناقشات: فعالية السياسة الأمنية والدفاعية للاتحاد الأوروبي، تطوير قدرات مشتركة، ومستقبل صناعة الدفاع في أوروبا، التي توفر آلاف فرص العمل. ومن المتوقع ان يعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند فكرة اقامة صندوق طوارئ تابع للاتحاد الاوروبي للعمليات العسكرية، مثل العملية العسكرية التى تقودها فرنسا حاليا في جمهورية افريقيا الوسطى. ومن المقرر ان يبحث قادة الاتحاد الاوروبي فى يومهم الختامي غداً سبل الحيلولة دون وقوع وفيات جراء الهجرة فى عرض البحر. من جهة أخرى طالب زعيم المعارضة الأوكراني فيتالي كليتشكو الاتحاد الأوروبي بدعم المعارضين الذين يتظاهرون ضد حكومتهم في العاصمة كييف. وعبر بطل العالم السابق في الملاكمة عن أمله في أن "تتضامن" القمة الأوروبية في بروكسل مع المتظاهرين. جاء ذلك في مقال لكليتشكو نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار. ورأى كليتشكو أن على السياسيين الأوروبيين أن يعلموا أنه لن يكون هناك تقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي "في ظل هذه الحكومة.. وهذا الرئيس". وسادت البلاد موجة من الاحتجاجات منذ رفض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي رغم وصول المفاوضات بشأن هذه الاتفاقية لمراحلها النهائية. ويعتبر كليتشكو من زعماء هذه الاحتجاجات التي تتركز بشكل أساسي على ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف. ويخشى معارضو الحكومة الأوكرانية من أن يربط الرئيس يانوكوفيتش بلاده بروسيا أكثر من تقاربه مع أوروبا. وأكد كليتشكو في مقاله أن "المحتجين في الميدان لا يريدون اتحادا للجمارك، إنهم يريدون التقارب أكثر من الاتحاد الأوروبي" مضيفا: "نريد إصلاحات تحقق الرخاء ولم نعد نقبل أن يتسبب الفساد في أن يعيش القليل من الأوكرانيين فقط في غنى". وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين وعد أوكرانيا بقرض قيمته 15 مليار دولار بالإضافة إلى خفض سعر تصدير الغاز الروسي إلى كييف بنحو 30%.