اعتبر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس، أنه على أوكرانياوروسيا أن «تطورا شراكتهما الاستراتيجية». وقال إن اللقاء بينه وبين بوتين «يعتبر إلى حد ما استراتيجياً. ويجب ألا نتوقف عند هذا الحد، يجب أن نطور شراكتنا الاستراتيجية». في المقابل، أعرب بوتين عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الأوكراني لحل «المسائل الحساسة» بين البلدين، وقال إن أوكرانيا شريك استراتيجي لروسيا. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين تشديده على ضرورة أن تتخذ روسياوأوكرانيا «الإجراءات الكفيلة بوقف انخفاض حجم التبادل التجاري والنهوض به وإعادته إلى مستواه السابق»، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين انخفض خلال العام الحالي «بنسبة 14.5 في المئة». وأشار إلى أن «الوقت حان لاتخاذ إجراءات مكثفة لإعادة العلاقات التجارية إلى مستواها السابق وخلق ظروف لتحقيق تقدم». واقترح يانوكوفيتش على بوتين تنسيق العمل في تنشيط التعاون التجاري-الاقتصادي ليس بين روسياوأوكرانيا فحسب، بل ومع الدول الأخرى في رابطة الدول المستقلة. وكان يانوكوفيتش أكد لأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، أن بلاده «لا تزال تتجه للاندماج في الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أن كييف «تسعى في الوقت ذاته، إلى الحصول من روسيا على قرض مالي بقيمة 15 بليون دولار، وتخفيض أسعار الغاز الروسي». وكان رئيس الحكومة الأوكرانية نيكولاي أزاروف أشار إلى أن تقلص التجارة مع روسيا يهدد بانهيار الاقتصاد الأوكراني. وأتت زيارة يانوكوفيتش لموسكو غداة تظاهرة كبرى للمعارضة في كييف التي ترفض أن يوقع رئيس الدولة اتفاقات تهدف إلى الانضمام إلى الاتحاد الجمركي لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. ودعت المعارضة إلى تجمع كبير امس، تزامناً مع اللقاء بين يانوكوفيتش وبوتين الذي يتهمه الأوروبيون بأنه مارس «ضغوطاً اقتصادية غير مقبولة» على أوكرانيا لكي تعدل عن توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وفي مواجهة مماطلة السلطة الأوكرانية، أعلن المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع ستيفان فولي أن المحادثات الهادفة إلى التوصل لاتفاق شراكة مع أوكرانيا علقت بسبب عدم وجود «التزام واضح» من يانوكوفتيش بتوقيع هذه الوثيقة. وأعلنت المعارضة الأوكرانية التي تتهم الرئيس «ببيع أوكرانيا إلى روسيا» أنه يمكن أن يتنازل لموسكو عن نظام أنابيب الغاز في البلاد للحصول على تخفيضات لأسعار الغاز. وقال فيتالي كليتشكو أحد قادة المعارضة: «تلقينا معلومات تفيد بأن الرئيس قد يحصل على حسم على سعر الغاز الروسي مقابل أنابيب الغاز الأوكرانية التي تعتبر استراتيجية للاقتصاد الأوكراني». وأضاف: «لا نريد التفريط بالمصالح الوطنية». والسلطات الأوكرانية غارقة في أزمة سياسية غير مسبوقة منذ الثورة البرتقالية عام 2004، وبدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مع رفض الرئيس يانوكوفيتش توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي كان يجري التفاوض حوله منذ فترة طويلة، مفضلاً التقارب مع روسيا.