اتخذت التجاذبات الروسية – الأوروبية منحى تصاعدياً حول الأزمة الأوكرانية، وينتظر أن يسيطر الملف على محادثات الطرفين في بروكسيل الخميس، فيما رجح الكرملين تقديم مساعدات مالية عاجلة لدعم اقتصاد أوكرانيا. وأعلن الكرملين أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير سيجري اليوم، محادثات في موسكو مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، تتناول العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، وينتظر أن يوقع الرئيسان عدداً من الاتفاقات والوثائق المشتركة، في ثاني لقاء يجمعهما خلال أقل من شهر. وتسعى موسكو إلى دعم يانوكوفيتش لتجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة في بلاده، ولتعزيز مواقعه التي اهتزت بقوة بسبب الاحتجاجات المتواصلة ضد قرار كييف تجميد توقيع اتفاق الشراكة مع أوروبا. وقال مساعد الرئيس الروسي أندريه بيلؤوسوف، إنه لا يستبعد أن تقوم بلاده بتقديم قرض ماليلأوكرانيا لدعم اقتصادها الوطني ومعالجة مشاكلها. وأضاف أن كييف لن تكون قادرة على دعم الاستقرار من دون مساعدة عاجلة. ولم يستبعد مساعد الرئيس الروسي أن تقدم كييف طلباً رسمياً في هذا الشأن خلال زيارة يانوكوفيتش، لكنه لفت إلى أن القرار الروسي ربما لا يعلن أثناء اللقاء. في غضون ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون استعداد بروكسيل للعمل على «إزالة بعض المخاوف» لدى أوكرانيا التي أعاقت توقيع اتفاق الشراكة. وقالت إن مخاوف كييف «يمكن تجاوزها»، مؤكدة أن ما يجري في أوكرانيا لن يؤثر سلباً في علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا. وزادت إنها بحثت هذا الموضوع خلال لقائها أخيراً، مع الرئيس الأوكراني، مشيرة إلى «إمكان حل بعض المشاكل في هذا الشأن من خلال دعم الاتحاد الأوروبي وإزالة غيرها من المخاوف عبر المؤسسات المالية والقطاع الخاص». كذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الاتحاد الأوروبي ما زال مستعداً لتوقيع اتفاق شراكة مع أوكرانيا التي تتماشى كذلك مع مصالح روسيا. وزاد أن الوزراء الأوروبيين سوف يبحثون هذا الملف مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وبات معلوماً أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيركز خلال قمته المقبلة يومي الخميس والجمعة، على الأزمة الأوكرانية التي أدرجت على جدول أعمال المناقشات الخاصة بالقضايا الدولية. وأكد ديبلوماسيون أن أحد زعماء المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو سيحضر جانباً من المناقشات ويلتقي عدداً من القادة الأوروبيين وبينهم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل. وينتظر أن تجرى محادثات روسية – أوروبية على هامش القمة تركز على الملف الأوكراني أيضاً. وتوجه لافروف أمس إلى بروكسيل لإجراء محادثات في هذا الشأن مع أشتون. إلى ذلك، أعربت أوساط روسية عن استياء بسبب ما وصفته تصاعد وتيرة التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ومحاولات التأثير على الشارع. ووصف سياسيون روس زيارة السناتور الأميركي جون ماكين إلى ميدان التظاهرات في كييف ولقاءاته مع زعماء المعارضة الأوكرانية، بأنها محاولة للتحريض وتصعيد التوتر وتعكس «توجهاً قوياً لإطاحة يانوكوفيتش»، كما قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما اليكسي بوشكوف. وكان يانوكوفيتش التقى ماكين في كييف بعد ذلك، وأكد له أن كييف ستواصل تعميق مسار علاقاتها مع أوروبا، وأنها تسعى حالياً، إلى تسوية مشكلات اقتصادية وتجارية مع جيرانها. اللافت أن أوساطاً روسية استبعدت قبل يوم من زيارة يانوكوفيتش لموسكو أن يطرح الطرفان موضوع انضمام أوكرانيا إلى اتفاقية الاتحاد الجمركي التي وقعها عدد من بلدان الفضاء السوفياتي السابق. وكانت كييف أعلنت في وقت سابق أنها تسعى للانضمام إلى الاتفاقية لكن الموضوع لم يدرج على لقاءات الطرفين منذ اندلاع الأزمة الداخلية في أوكرانيا. في الوقت ذاته، أعلنت قرغيزستان أنها مستعدة للانضمام إلى اتفاقية الاتحاد الجمركي، بعد الحصول على ضمانات اقتصادية وتجارية ومراجعة بعض النصوص التي وضعت في وقت سابق. ويشكل انضمام قرغيزستان إلى المعاهدة، دفعة للدول الموقعة التي تسعى إلى توسيع الفضاء الجمركي المشترك بضم كل بلدان «الرابطة المستقلة».