سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. المصطفى: بقاء القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس وحجمه ليسا دليلين على كون الهلال المشاهد هو أول ليلة مدينة العلوم توضح سبب بقاء هلال ذي الحجة بعد الغروب فترة زمنية غير معتادة
أصدرت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بياناً أوضحت فيه اللبس الذي وقع فيه الناس مؤخراً، حول سبب بقاء هلال شهر ذي الحجة 1425ه، بعد غروب الشمس فترة زمنية غير معتادة، مما مكن الغالبية من مشاهدة الهلال يوم الثلاثاء الماضي (حسب تقويم أم القرى) واعتقد البعض أن ما شاهدوه هو هلال الليلة الثانية حيث كان من المعتاد أن هلال أول يوم لا يراه إلا أهل الاختصاص والخبرة. وقال الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى، مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء، رئيس قسم الفلك، عضو لجنة الإشراف على تقويم أم القرى، في البيان، ان مسار القمر حول الأرض ليس دائرياً وإنما هو إهليجي (بيضاوي)، وبالتالي فإن مدة بقائه في الأفق تتغير من يوم لآخر حسب موقعه في المدار حول الأرض، وهذا يؤدي إلى عدم ثبات سرعته حول الأرض، التي تعتبر محسوبة بدقة عالية من قبل المختصين في علم الفلك، ما يجعل مدة بقاء القمر تختلف من وقت لآخر. وأكد الدكتور زكي المصطفى، ان بقاء القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس، وكذا حجمه ليسا دليلين على كون الهلال المشاهد هو هلال أول ليلة أو ثاني ليلة، لأن مدة البقاء والحجم يعتمدان اعتماداً كلياً على وقت ولادة الهلال فلكياً (الاقتران)، والمعروفة بعمر الهلال، هي الفترة بين الاقتران وغروب الشمس. وبيّن أن ما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان على النحو التالي: ولد هلال شهر ذي الحجة فلكياً يوم الاثنين 29/11/1425ه في الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً، وفي هذا اليوم (الاثنين) كان غياب القمر في جميع مناطق المملكة قبل مغيب الشمس مما جعل رؤيته مستحيلة في ذلك المساء، وبالتالي فإن اليوم التالي (الثلاثاء) يكون هو المتمم لشهر ذي القعدة، ويكون أول يوم لشهر ذي الحجة هو الأربعاء كما أشارت الحسابات الفلكية وكما ورد في تقويم أم القرى. وأشار الدكتور زكي إلى أنه قبل عام 1420ه كان تقويم أم القرى يعتمد على أن يكون الاقتران (ولادة الهلال فلكياً) قبل منتصف الليل حسب توقيت جرينتش (الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت المملكة)، ولو اتخذ هذا المعيار في دخول الأشهر القمرية لكان يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر ذي الحجة. وذكر أنه بعد هذا العام و استناداً على قرار مجلس الوزراء المبني على توصيات من مجلس الشورى تم اعتماد الشروط التالية في إعداد تقويم أم القرى، والتي تحقق قدراً كبيراً من الجانب الشرعي في دخول الأشهر الهجرية القمرية وهي: أن يكون كامل جرم القمر (الهلال) فوق الأفق بعد غروب الشمس، وأن يكون غروب القمر بعد غروب الشمس في مكةالمكرمة بحيث يكون بالإمكان رؤيته وقد تخلق فيه النور، وأن تتم ولادة الهلال فلكياً قبل غروب الشمس في مكةالمكرمة. وأفاد الدكتور المصطفى في بيانه انه في يوم الاثنين الماضي وعلى الرغم من أن الاقتران حدث قبل مغيب الشمس في مكةالمكرمة بتمام الساعة الثالثة وأربع دقائق عصراً حسب التوقيت المحلي للمملكة، إلا أن مغيب القمر كان الساعة الخامسة وثلاثاً وخمسين دقيقة مساءً، ومغيب الشمس كان في تمام الساعة الخامسة وست وخمسون دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر قد غرب قبل غروب الشمس بثلاث دقائق. وفي اليوم التالي (الثلاثاء) تمت مشاهدة الهلال لفترة طويلة غير معتادة لدى الناس، وإن كانت معروفة ومحسوبة مسبقاً لدى المختصين حيث كان وقت غروب الشمس في مكةالمكرمة في تمام الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة مساءً، في حين غرب القمر في نفس اليوم الساعة السابعة وخمس دقائق مساءً.. وهذا يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وثماني دقائق، وكان ارتفاع القمر على الأفق لحظة غروب الشمس في مكةالمكرمة اثنتي عشرة درجة واثنتين وثلاثين دقيقة وإحدى عشرة ثانية قوسية. وفي مدينة الرياض كان غياب القمر ليوم الاثنين الساعة الخامسة وست عشرة دقيقة مساءً، بينما غابت الشمس في تمام الخامسة وثلاث وعشرين دقيقة مساءً، وهذا يعني أن القمر غاب قبل الشمس في مدينة الرياض بسبع دقائق، أما في اليوم التالي (يوم الثلاثاء) كان مغيب الشمس في تمام الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة مساءً، وغرب القمر في نفس اليوم الساعة السادسة وتسع وعشرين دقيقة مساءً، مما يعني أن القمر مكث فوق الأفق بعد مغيب الشمس ساعة وخمس دقائق، وكان ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب الشمس في الرياض إحدى عشرة درجة وخمس وأربعين دقيقة وعشرين ثانية قوسية. وعلى ضوء ذلك فإن عمر الهلال منذ ولادة الهلال فلكياً (الاقتران) إلى وقت مغيب الشمس يوم الثلاثاء في مكةالمكرمة ست وعشرون ساعة وثلاث وخمسون دقيقة، في حين كان عمره في مدينة الرياض ستاً وعشرين ساعة وعشرين دقيقة، وهذه المدة الزمنية كافية لبقاء القمر في الأفق بعد مغيب الشمس لفترة زمنية تمكن الجميع من مشاهدته، ولا يعني ذلك وجود أخطاء في دخول الشهر أو وقت الترائي أو الحسابات الفلكية.