تابعت بدقة عملية تقاذف الكرة بين الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ورئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد حيال تصريحات عضو شرف نادي النصر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن الذي شكك في إصابة لاعب الهلال والمنتخب الوطني سالم الدوسري قبل مواجهة العراق الأولى، والذي رجح فيها أن يكون اللاعب قد تخاذل في تمثيل المنتخب بادعاء الإصابة كذباً، أو أنه كان مصاباً لكنه تعاطى المنشطات ما سهل عودته السريعة لتمثيل فريقه في الدوري، وهو ما جعلني أترنم بقول طرفة بن العبد: خلا لكِ الجو فبيضي واصفري ونقري حيث شئتِ أن تنقري قد رحل الصيادُ عنكِ فابشري ورُفِع الفخُ فماذا تحذري مباراة الرئيس العام ورئيس اتحاد الكرة بدأت برمي عيد للكرة في ملعب الأمير نواف متجاوزاً لائحة الانضباط التي تقر في موادها معاقبة تجاوزات شرفيي الأندية، بل إنه لم يكلف نفسه تقليب أوراق لائحة الانضباط قبل أن يكشف عن موقفه الغارق في الضعف للإعلام، وفيما كانت الأنظار شاخصة باتجاه ملعب الرئاسة جاءت "تغرديات" الرئيس العام بمثابة رد الكرة وبتسديدة أقوى في ملعب اتحاد الكرة؛ حينما رفع عن نفسه وعن "الرئاسة" عبء المسؤولية؛ مستنداً في ذلك على اللائحة الأساسية لاتحاد الكرة، وكأني به يقول لعيد: من (لائحتك) أدينك!. الحقيقة أن كرتي أحمد عيد والأمير نواف كلتاهما أخطأتا الشباك، فالاثنان قفزا على القانون، فلائحة الانضباط في اتحاد الكرة تدين تجاوزات الشرفيين وتجرمها إذ تعتبره مسؤولاً من مسؤولي النادي، ومثلها لائحة هيئة أعضاء الشرف الصادرة عن إدارة الأندية والاتحادات الرياضية في الرئاسة؛ والتي تعتبر مرجعية الهيئات الشرفية، ما يعني أن "الشرفي" المتجاوز يكون حين تجاوزه بين مطرقة الرئاسة وسندان اتحاد الكرة، لا أن يكون بمنأى عن العقوبة لمجرد أن المعنيين بالأمر لا يريدون تحمل المسؤولية. في الأثناء وحيث كان الرئيس العام ورئيس اتحاد الكرة يتباريان بحرفنة بعيداً عن القانون بدا لي أن الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بات يمد رجليه على طريقة أبي حنيفة، وحق له ذلك طالما تاهت قضيته بين المسؤولين الذين أشغلتهما مباراتهما حتى عن مجرد استنكار وشجب التعدي بمثل تلك الاتهامات الخطيرة دون أدنى دليل ولا حتى بينة على لاعب كان يمثل الوطن، وكأني بهم يفتحون الإشارة خضراء لكل من يريد ذلك. لربما يقول قائل إن الأمير ممدوح لم يعد يحمل صفة عضو الشرف، وهذا ما ألمح إليه الأمير نواف في تغريداته وهو ما يجعله محصناً من سطوة القانون، وأقول هذه إدانة أخرى له وللمعنيين في رعاية الشباب واتحاد الكرة وفي نادي النصر أيضاً، إذ إن الأمير ممدوح كان ولا زال وحتى أثناء تصريحاته المتعلقة بالقضية يقدمه الإعلام بمختلف أنواعه بصفته عضو شرف في نادي النصر دون أن يرفع عن نفسه الصفة، وهو ما يفتح الباب لقضية أخرى بين اتحاد الكرة والرئاسة مع نادي النصر الذي وقف صامتاً عن ذلك دون أن يتبرأ من التصريحات ومسؤوليته عنها. الموضوع برمته لا يتعلق فقط بتصريحات الأمير ممدوح على شناعتها؛ وإنما يتعلق بالانفلات الإعلامي الحاصل اليوم، وضعف الموقف القانوني تجاهها، ما يجعل الحبل على الغارب؛ ما يجعلنا نترقب تجاوزات إعلامية أفظع وأخطر من نوع "يا فرعون مين فرعنك.. قال ما حدا ردني"!