في ظل الثورة التقنية الحديثة وانفتاح مجتمعنا على جميع المجتمعات والثقافات المختلفة في الدين والمعتقد والفكر والأخلاق والقيم يكون لهذا الانفتاح نتائج إيجابية في الاستفادة من تجارب وتقدم الآخرين وكذلك لها جانب سلبي وضريبة اجتماعية وفجوة أسرية ومشاكل معقدة تطفو على سطح المجتمع لم تكن موجودة من قبل ولحل هذه المشاكل والتعامل معها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع يتطلب الأمر الشخص المختص الذي يمتلك المهارات العالية والأسلوب المناسب للتعامل مع هذه المشاكل لإنهائها او الحد من آثارها السلبية على المجتمع والأخصائي الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية من خريجي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وقد أمضى سنوات في الدراسة النظرية والتطبيق الميداني والعملي في المؤسسات الاجتماعية وإجراء البحوث والدراسات على حالات ومشاكل واقعية واكتسب من خلالها الخبرات للتعامل مع مشاكل المجتمع بكل أطيافه وطبقاته هو الأنسب للتعامل مع تلك المشاكل بطرق علمية واسلوب تربوي. والأخصائي الاجتماعي له دور كبير وأساسي لا يقل عن أهمية الطبيب والجراح في المستشفيات فهو صديق المريض ومن يهون عليه الصدمات ويزرع الابتسامة على شفاه المرضى ويكوّن علاقات مهنيه معهم حتى يتجاوز مشكلته ودور الأخصائي لا يقتصر فقط في المستشفيات بل يمتد الى دور الإصلاحيات والسجون ويأخذ بيد من زلت به القدم من مستنقع الجريمة الى بر الأمان ويعمل على إصلاحه ليكون عضواً صالحاً في المجتمع ومثلهم في دور الرعاية والإرشاد الأسري والصحة النفسية وعلاج الإدمان والجمعيات المعنية بخدمة المجتمع وكذلك القيام بدور في بناء المجتمعات والوقاية من الانحراف والعلاج والتأهيل ويجب ان يعرف أفراد المجتمع أهمية الدور الحيوي الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي المتمكن المؤهل في تقديم الخدمات الاجتماعية والإرشادات الأسرية برؤية علمية والاجتماعيين لهم علاقة مباشرة في اعلام واقتصاد وسياسة وسياحة المجتمعات والدول. وفي مجتمعي وللأسف الشديد هناك المتطفلون والدخلاء على هذه المهنة الإنسانية المبنية على أسس ودراسات علمية من غير المختصين ومعاهد وهمية تسوق لهم دورات بمسميات لامعة لا يتجاوز اسبوعاً حتى يحصل على ألقاب ومعرفات لا يستحقها بمبلغ وقدره ويقدم الاستشارات الأسرية والدورات التدريبية وهو لا يمتلك أدنى المهارات لذلك وفي المقابل هناك من ابناء وبنات الوطن من المختصين يحملون مؤهلات البكالوريوس والدبلوم والماجستير ولا يزال يبحث عن عمل وقد يضطر ان يعمل بعيداً عن التخصص لكي لا يقع في نفق البطالة وفي بعض مدارسنا يعمل في الإرشاد الطلابي بعض المعلمين من التخصصات الأخرى التي ليس لها علاقة بالإرشاد وهذا له تأثير سلبي على اداء الطلاب الذين يحتاجون خدمات المرشد الطلابي وعلى المسؤولين الاعتراف بأهمية ودور هذا التخصص بشكل اكبر لكي يعترف بها الفرد وعلى الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية برئاسة الأستاذ الفاضل الدكتور عبدالعزيز الدخيل تعريف وتثقيف المجتمع بأهمية دور الأخصائي الاجتماعي في بناء ورقي وإصلاح المجتمعات وباختصار الاجتماعيين يقدمون الخدمات للإنسان من الطفولة وحتى الكهولة.