تشكّل زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية أمس الأول ولقائه مع كبار المسؤولين فيها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز "فسحة أمل" جديدة للبنانيين الذين استوقفتهم الحفاوة التي لاقت بها المملكة ممثل الجمهورية اللبنانية. ويقول مصدر دبلوماسي سعودي ان تلك الحفاوة " هي تكريم للرئيس وعبره تكريم للشعب اللبناني برمّته، ولكن أيضا الى شخص الرئيس سليمان المعروف بحكمته في قيادة لبنان والحفاظ على السلم الأهلي فيه". وإذا كانت بعض الاصوات في قوى 8 آذار تشكك في إمكانية أن تحمل الزيارة الى السعودية مفاجآت غير سارة بالنسبة اليها، تقول أوساط دبلوماسية سعودية مواكبة للزيارة ل"الرياض":" لا تخفي المملكة والمسؤولون فيها أيّ أمر، فسياستها مطبوعة بالوضوح وهي تعلن ما تضمره على الملأ وترفض المساومات من تحت الطاولة". وهل تناول سليمان مسألتي تشكيل الحكومة اللبنانية أو التمديد وهما موضوعا الساعة في لبنان؟ تقول الأوساط الدبلوماسية المطلعة:" لا تتدخّل المملكة في تشكيل الحكومة أو في أي شأن لبناني آخر، فهذه مسؤوليات تقع على عاتق اللبنانيين وجلّ ما تتمناه المملكة هو استقرار لبنان وهي تشجع الحوار البناء بين جميع ابنائه ". وعن المواضيع التي طرحها الرئيس سليمان قالت الأوساط الدبلوماسية:" موضوعان رئيسيان طرحهما الرئيس اللبناني: مسألة اللبنانيين القاطنين في الخليج لكي يبقوا بعيدين عن التقلبات التي تحصل في المنطقة، ومسألة النازحين السوريين في لبنان، من حيث طلب دعم المملكة. وقد علم الرئيس بأن المملكة لا تتقاعس ثانية واحدة في ملف النزوح السوري وهي تقدم الدعم الإغاثي والاستشفائي والسكني وتتكفل بتعليم آلاف الطلاب السوريين وترعاهم دوما". وماذا عن الرسالة التي حمّلها المسؤولون السعوديون لسليمان؟ تقول الأوساط الدبلوماسية السعودية:" إنها رسالة تشمل جميع اللبنانيين وهي ضرورة حفاظهم على وحدة بلدهم وسلمه الأهلي واستمرار الحوار البناء في ما بينهم والنأي به عن التطورات الحاصلة في المنطقة". وعن قول البعض بأن المملكة مستقيلة من الملف اللبناني منذ فترة قالت الأوساط الدبلوماسية المذكورة:" "المملكة لا تتخلى عن لبنان لكنها في الوقت عينه لا تتدخل في شؤونه الداخلية لأنها ترى بأن اللبنانيين أنفسهم هم المسؤولون عن وضع بلدهم وضرورة تحصينه، فالمملكة موجودة سياسيا وإغاثيا عبر سفارتها في بيروت لكنها لا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون لبنان".