أجرى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري مساء اول من امس، اتصالاً هاتفياً برئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وصفته مفوضية الاعلام في الحزب في بيان انه حصل «تماشياً مع رغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ابقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الافرقاء اللبنانيين»، موضحة ان «الحديث كان ودياً وحميماً وتناول التطورات السياسية الراهنة، وأكد جنبلاط للحريري خلال الاتصال ان طلبه الوحيد هو دعم رئيس الجمهورية وجهوده المستمرة لحفظ الاستقرار وحماية السلم الاهلي». وعلمت «الحياة» ان سليمان لعب دوراً في تنقية الاجواء امام معاودة التواصل بين الحريري وجنبلاط وانه اثار مع الاخير في اجتماعه به في قصر بعبدا في حضور الوزير وائل ابو فاعور مسألة انهاء القطيعة بينهما لأن الوضع الراهن في لبنان بحاجة ماسة الى الحوار في ظل الازمة القائمة وان هناك اكثر من نقاط مشتركة بينهما تستدعي كسر الجليد. وقالت مصادر سياسية واكبت مبادرة سليمان ان الاخير فاتح جنبلاط في مسألة اعادة التواصل لأن من غير الجائز ان تكون هناك قطيعة طالما ان البلد في حاجة الى جهود مشتركة لمعاودة الحوار. وكشفت أن جنبلاط اكد امام رئيس الجمهورية ان ليس هناك من مشكلة وهو يقف الى جانب اي خطوة يراها مناسبة خصوصاً ان موقفه واضح وقال ما قاله في المقابلة التلفزيونية وليس في وارد التصعيد ولا يريد اضافة مشكلة جديدة للبلد الذي تكفيه مشكلاته. وأكدت أن سليمان، وبعد وقوفه على ما قاله جنبلاط، بادر الى الاتصال بالحريري الذي استجاب لرغبته واتصل بجنبلاط وهنأه بحلول عيد الاضحى المبارك. وقالت انه جرى عرض سريع للتطورات وان الاتصال ادى عملياً الى طي الصفحة لمصلحة معاودة التواصل. وصرحت مصادر مواكبة لجهود سليمان بأن الاتصال دليل الى عدم صحة ما ذهب اليه بعض الاوساط حين ربط بين السجال الذي دار على خط الحريري - جنبلاط وبين اي موقف سعودي من الاخير. وأكدت المصادر نفسها ان ما حصل بينهما هو خارج ملف العلاقات بين جنبلاط والمملكة العربية السعودية. الى ذلك، أعلنت مفوضيّة الاعلام في الحزب التقدمي ان جنبلاط استنكر التفجير الذي وقع في مدينة الاسكندرونة التركية، ورأى انه يصب في اطار «تنفيذ تهديدات النظام السوري بتفجير الساحات المجاورة له لحرف الانظار عن الثورة السورية والانتقام من المواقف السياسية التركية المؤيدة للثورة والرافضة اخضاع الشعب السوري للقتل والاذلال ومن احتضان الحكومة التركية لعشرات الآلاف من السوريين الابرياء الذين تركوا بلادهم خوفاً من بطش آلة القتل المنهجي التي يمارسها النظام بدم بارد هو الذي دمر سورية وحرق تاريخها وتراثها وحطم اقتصادها وبناها التحتية». ميقاتي: حرص تركي على سيادة لبنان وفي السياق، عرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي مع سفير تركيا لدى لبنان إينان أوزلديز، العلاقات الثنائية بين البلدين. وجدد ميقاتي «الشكر لتركيا على المساعي التي تقوم بها لإطلاق اللبنانيين المخطوفين في سورية». وشدد على «أن لبنان يقدر مشاركة تركيا الفاعلة في إطار قوات يونيفيل»، مؤكداً أنه «لمس خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الأتراك، حرصاً شديداً على حفظ سيادة لبنان واستقلاله وإبعاده من تداعيات الأحداث في المنطقة، لا سيما في سورية». أما السفير التركي، فقال: «عبرت عن رضانا لإطلاق السيد (الصحافي) فداء عيتاني، الذي كان محتجزاً في شمال سورية منذ أسبوع»، مذكراً بأن «السلطات التركية بذلت كل ما في وسعها من أجل إطلاقه، واكدت مواصلتنا بذل الجهود لتحرير إخواننا اللبنانيين الموجودين في سورية منذ أكثر من خمسة أشهر، ولكن لسوء الحظ لا معلومات كاملة لدي حول هذا الموضوع».