بعض الناس لا يفرق بين كلمة"سنة" وكلمة "عام" ويعتقدون أنهما مترادفتين، ويجعلونهما بمعنى واحد وهذا "خطأ". "فالسنة" تعني الشدة، والطول، أما "العام" يعني اليسر والرخاء وقلة المدة أو قصرها وقد ورد كلاهما في "القرآن الكريم" بهذا المعنى. فالعام فترة من الزمن مدتها اثني عشر شهرا التي يبدأ عدها عام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، وهو ما أرخ له الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث جعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة لأول يوم في العام، والذي وافق يوم "الجمعة الأول من محرم عام واحد هجري"، الموافق"16 يوليو عام 622 ميلادي"، و"التقويم القمري" أقصر من "التقويم الميلادي"، وعلى الأمة الإسلامية أن تتذكر هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم المليئة بالمواقف والعظاة والدروس التربوية العظيمة المختلفة التي يجب على كل مسلم أن يتربى عليها، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل العام بأدعية وردت في كتب السنة. وقد ودعت الأمة الإسلامية عاما مضى من أعمارها، عام مضى لا يعلم الإنسان كيف قضاه ولكن عليه أن يبحث عن أعماله، ويتأمل كيف عاشه، فإن كانت خيرا حمد الله عليها وإن كانت خلاف ذلك تذكر واستغفر الله. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي". ويقول الحافظ ابن كثير: تمر بنا الأيام تترى دائما* تساق إلى الآجال والعين تنظر فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى* ولا زائل هذا المشيب المكدر. وقال الحسن البصري رحمه الله"يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك وقد أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم على دراهمكم وعلى دنانيركم". وقد استقبلت الأمة الإسلامية عاما جديدا لاتعلم ما تحمله أيامه فيها من أمور. فالعاقل يغتنم أيام حياته فلا يعلم ما يبقى منها إلا يسيرا. قال ابن القيم رحمه الله: "ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منه أماني والوقت ضائع بينهما". وعامنا الذي يبدأ بشهر "المحرم" الذي حث المصطفى صلى الله علي وسلم على "صيامه"، وقد وردت أحاديث في ذلك، وهو استهلال لأن يبدأ الإنسان عامه بالطاعات والإخلاص لهذا " الدين" و"الوطن" الذي يعيش فيه بالمحافظة عليه، وأن يكون معول بناء لا هدم، والله من وراء القصد،،