اختلف الاستاذ (عبدالله ابو السمح) في مداولاته المنشورة في جريدة عكاظ بالعدد: (15880) بعنوان: "تقويم ام القرى" تعريفا لكلمة (تقويم) ام القرى إذْ فضل على مزاجه كلمة (روزنامة) في الفارسية، وكلمة (Caleder) في الانجليزية على معنى كلمة (تقويم) في اللغة العربية الذي شكك في معناها الدقيق، الواضح الذي لا لبس فيه اطلاقاً، لغة هذه الأمة العظيمة، مهد العروبة والإسلام. فمعنى كلمة "تقويم" في لغتنا العربية الخالدة تطلق على حساب (الأزمنة) وما يتعلق بها، فهي سجل يبين شهور السنة وايامها ونحو ذلك. وفي الجغرافيا: تعني بيان طول (البلدان) وعرضها، فعبارة "تقويم البلدان" تعني بيان طولها وعرضها وخراج اراضيها. وفي مقالنا بعنوان: "بين التقويم الإسلامي والميلادي" اشرنا في المقدمة إلى أن التقويم الإسلامي (الهجري)، تقويم أم القرى يرتبط بهجرة المصطفى عليه أفضل الصلوات واتم التسليم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، وقد كان في أول الشهر المحرم، الموافق: لليوم السادس عشر من شهر يوليو من العام (622) ميلادية وقد أخذ المسلمون يؤرخون لانفسهم منذ ذلك اليوم. وفي عهد ثاني الخلفاء الراشدين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه تم اعتماده كبداية (رسمية) للتاريخ الإسلامي (الهجري) بايعاز من (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، و(علي بن ابي طالب)، وباجماع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعا. اكتفي بهذا القدر من المعلومات التي تحضرني الآن كتتمة لا بد منها في التعريف بكلمة "تقويم" التي تجاهلها الكاتب او نفى وجود معنى لها في لغتنا أو تاريخنا الإسلامي، واستبدالها بكلمة (روزنامة) في الفارسية، وبكلمة (كلندر) في الانجليزية دون ان يعلم ان كلمة (تقويم) في العربية لها معنيان: لغوي، وجغرافي. اكتفي بهذا الايضاح لمعنى كلمة (تقويم) الذي لا يعرف (الكاتب) -بكل اسف- سبب تسميتها (تقويم)! واما ما تبقى من مداولات، فاتركها للجهات المعنية التي تطبع التقويم الهجري وتقويم ام القرى في الرد على اسباب اختيارها للبنط في كتابة ايام وشهور السنة الهجرية على الرغم من وضوحها، ولا تحتاج الى تبرير لمن يتخذ هذا (التقويم) نهجاً لحياته الدنيوية الذي لا يتفق مع التقويم الجويجوري (الميلادي). وهناك -بكل اسف- من يتخذ من "التاريخ الميلادي" في جميع العمليات المالية، ومن المناسب ان تؤخذ (المصارف) البنوك في هذا الوطن بالتاريخ الهجري، الإسلامي، تقويم ام القرى لانه التقويم (الرسمي) المعتمد في هذه البلاد في العمل الحكومي. فهل تعود البنوك الوطنية وغير الوطنية الى الالتزام بما هو معتمد رسميا في داخل هذا الوطن بالتاريخ الهجري لا الميلادي الذي اصبح -بكل اسف- يعتمد عليه الذين ارتموا في احضان الثقافة الغربية، وهم أقلية - بحمد الله- ولعل الوقت قد حان لعودتهم الى اصالتهم وقيمهم واخلاقهم العربية الإسلامية، وان تبادر وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية في الاسهام بالتوعية، وان تلزم الجهات المختصة داخل هذا الوطن في جميع معاملاتها بالتأريخ الهجري (تقويم ام القرى)، ولا خير في وضع التقويم (الميلادي) في بعض العمليات المتعلقة بالعاملات الخارجية حتى لايصبح التقويم الهجري غير متداول في تعاملاتنا في داخل الوطن!