استعادت الطفلة (بتول المهدود) عافيتها بعد أن تبرع لها عمها بجزء من كبده ليعيد الفرحة من جديد إلى والديها. وقالت فاطمة المهدود والدة الطفلة ل "الرياض" إن ابنتها وُلدت بكامل صحتها وعافيتها وبعد مرور شهرين بدأت تظهر عليها علامات التعب ونقص الشهية وتكرارالاستفراغ، وقام والداها بمراجعة أحد الأطباء في أحد المستشفيات الخاصة والذي أخبرهم بأن "بتول" سليمة ولا تحتاج لأي علاج، لكن الأعراض استمرت لعدة أيام أخرى، وازدادت حتى أصبحت شاحبة اللون. وأضافت أنهم راجعوا بعد ذلك مستشفى القطيف المركزي لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل وأخذ عينة من الكبد، وهو ما أظهر حاجتها للعلاج في مستشفى متخصص ذي إمكانات متقدمة، ونقلت بسيارة الإسعاف من مدينة القطيف إلى العاصمة الرياض للعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تلقت الأم خبراً صادماً بأن طفلتها تعاني من فشل في الكبد لا يمكن علاجه إلا بإجراء زراعة كبد. وتابعت فاطمة: "قررت أن أتبرع لها بجزء من كبدي، لكنه تبين وجود مشكلة صحية تمنعني من ذلك فشعرت بخيبة أمل، خاصة أن والدها لا يستطيع التبرع نظراً لزيادة وزنه وتجمع الدهون حول الكبد"، وبعد ثبوت عدم ملاءمتها وزوجها تم اللجوء إلى عم الطفلة (مرتضى) الذي كان مبادراً برغبته بالتبرع منذ البداية لإنقاذ حياة ابنة أخيه، وثبت تطابق التحاليل بينهما، وأجريت العملية في اليوم التالي لاستئصال جزء من كبده وزراعته للطفلة، وتكللت العملية التي استغرقت عدة ساعات بنجاح. وعبرت والدة "بتول" عن شكرها وتقديرها للطواقم الطبية والتمريضية والإدارية في المستشفى التي بذلت جهوداً متميزة في العناية بابنتها وإنقاذ حياتها، مشيدة بمبادرة عم الطفلة الذي وهبها عمراً جديداً. وكان مستشفى الملك فيصل التخصصي قد أقام يوم الخميس ملتقى لعائلات الأطفال الذين أجريت لهم عمليات زراعة كبد لدعمهم ترفيهياً نظراً لما تعرضوا له من ضغوط نفسية واجتماعية أثناء مرض أطفالهم، بالإضافة إلى تثقيف المرضى وعائلاتهم وكذلك المجتمع بهذه العمليات ودواعي إجرائها والرعاية الطبية المصاحبة لها. الجدير بالذكر أن المستشفى أجرى خلال الأعوام الثلاثة الماضية 106 عمليات زراعة كبد للأطفال، من بينها 38 عملية أجريت منذ بداية العام الحالي 2013م وحتى مطلع شهر نوفمبر، وبمعدل نجاح متميز تجاوز 95%، وتتراوح أعمار الأطفال ما بين 5 أشهر و 15 عاماً.