قام فريق طبي بوحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد بمستشفى القوات المسلحة بالرياض بإنجاز طبي تمثل ذلك في إجراء عملية لزراعة الكبد، وذلك بطريقة تبادل الاعضاء بين العائلات، أوضح ذلك اللواء الطبيب سعيد بن محمد الأسمري مدير مستشفى القوات المسلحة بالرياض وعبر اللواء الأسمري عن عظيم شكره وامتنانه وكافة العاملين بوحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد لنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على دعمه السخي لوحدة الكبد والذي يعكس اهتمام وحرص سموه حفظه الله على راحة المرضى وتسخير كافة الامكانات الكفيلة بتقديم الرعاية الصحية المتقدمة التي وفرت على المرضى مشقة وعناء السفر للخارج بحثا عن العلاج لمثل هذه الحالات ومن ثمار ذلك الدعم هذا الانجاز الطبي الفريد. وأكد اللواء الأسمري على ان توجيهات سمو نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والمتابعة المباشرة من سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية تجعل من مستشفى القوات المسلحة بالرياض يعد من المراكز المختصة التى حققت انجازات طبية تدعو للفخر والاعتزاز. ومن جهته أوضح الدكتور عاطف بصاص رئيس وحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد والقنوات المرارية تفاصيل هذا الانجاز الطبي العالمي قائلاً: إن طفلة تبلغ من العمر (11سنة) ويبلغ وزنها ( 27كغم) راجعت الوحدة وكانت تعاني من مرض مزمن في الكبد أدى إلى حدوث فشل شديد للكبد وأصبحت حياتها في خطر شديد وتعرضت في أكثر من مرة لنزيف حاد كاد أن يودي بحياتها، وكان عمها البالغ ( 29سنة) هو الوحيد من العائلة الذي ثبت صلاحيته لتبرع لها بجزء من كبده، ولكن الجزء المتوفر من كبده البالغ حجه (165غم) لا يتناسب مع الحجم الذي تحتاجه الطفلة لإجراء عملية زراعة الكبد لها. وأضاف: في المقابل تواجد في الوحدة طفل آخر يبلغ من العمر ( 11شهراً) ويعاني أيضاً من مرض وراثي أدى إلى حدوث فشل حاد في الكبد ويزن الطفل ( 5.7كجم فقط) وتبين بعد إجراء الفحوصات المناسبة صلاحية والدته البالغة من العمر ( 27سنة) ويبلغ حجم الكبد المتبرع به أكثر من ( 350جم) وهو حجم كبير جداً على الطفل ولا يمكن إجراء الزراعة له باستعمال هذا الجزء الكبير من الكبد. وقد قام الطاقم الطبي برئاسة الدكتور سامي ولي - استشاري الجهاز الهضمي وأمراض الكبد للأطفال بإجراء التنسيق ما بين العائلتين لتبادل المتبرعين، بحيث يتم إجراء عمليتي زراعة الكبد في وقت واحد، ولكن بطريقة تبادل الأعضاء، حيث تتبرع والدة الطفل للطفلة، ويتبرع عم الطفلة للطفل، وبالتالي يتناسب حجم الأعضاء ويتم إنقاذ كلا الطفلين في وقت واحد بإذن الله. ومضى قائلاً: وبعد استكمال الإجراءات المناسبة من العائلتين وإيضاح الأمور المتعلقة بالعمليتين المذكورتين وتم التنسيق مع قسم التخدير بالمستشفى وقسم العمليات وتم توفير أربع غرف عمليات في وقت واحد وتجهيز الطاقم الجراحي برئاسة رئيس وحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد الدكتور عاطف بصاص - وأكثر من خمسة عشر جراحاً وبمساعدة أثني عشر طبيباً متخصصاً من قسم التخدير وطاقم تمريض يزيد عن عشرين ممرضاً وممرضة وما يقارب عن عشرة مساعدي تخدير وتم إجراء العمليتين المذكورتين في حوالي الساعة الثامنة صباحاً، وذلك بأخذ الأجزاء المتبرع بها من كلا المتبرعين وإجراء عملية الزراعة في نفس الوقت وتم الإنتهاء من كلتا العمليتين حوالي الساعة الخامسة عصراً من ذات اليوم وتم التأكد من عمل الكبدين للمذكورتين، بعد ذلك تم تحويل الطفلين إلى وحدة العناية المركزة لإجراء إستكمال الإفاقة من قبل قسم العناية المركزة وهما في حالة صحية مستقرة. وأكد الدكتور بصاص - رئيس الوحدة بأن هذه الطريقة لإجراء عملية زراعة الكبد يتم القيام بها لأول مرة على مستوى العالم، حيث قد نوقشت هذه الطريقة من قبل المحافل الطبية الدولية وتم إستعمالها لإجراء عمليات زراعة الكلي في أكثر من مركز عالمي، ولكن لم يتم تطبيقها لإجراء عمليات زراعة الكبد من قبل على الإطلاق ويعود السبب إلى عدم إستعمالها من قبل المراكز الأخرى إلى صعوبة التنسيق لهذا النوع من العمليات وصعوبة إيجاد الكوادر الطبية الكافية في المراكز الأخرى لإجراء هذه العمليات في وقت واحد وهو عنصر أساسي في هذه الطريقة، حيث يتوجب إعطاء الفرصة للعائلتين بالنسبة لفرص نجاح العمليتين بدون إمكانية التراجع لأي من العائلتين وهذ النجاح في إجراء هذه العمليات إنما يدل على ما وصلت إليه وحدة الأمير سلطان لزراعة الكبد من قدرة علمية وجراحية وتشخيصية ذات مستوى عالت من الأداء، حيث تمكن الطاقم الطبي من إجراء العمليات في يوم واحد وتوفير الطاقم المذكور لهذا الغرض وهذا لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم وجود أطباء في كافة التخصصات وعلى هذا القدر من المسؤولية. ومن جانبه أكد الدكتور فيصل بن عبدالرحيم شاهين رئيس المركز السعودي لزراعة الاعضاء ان هذه العملية في زراعة الكبد بالتبادل بين عائلتين لم تسجل من قبل على مستوى العالم وقال الدكتور شاهين في اتصال مع "الرياض" يوم امس أثناء تواجده في تركيا لحضور ملتقى طبي هناك انه بحث مع عدد من الاطباء المعروفين بزراعة الاعضاء منهم رئيس اليونس مركز زراعة الاعضاء بالولايات المتحدةالامريكية السابق عن هذه الحالة التي أجراها الفريق الطبي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض وأكد على انه لم يسبق ان سجلت حالة مشابهة لهذه العملية وأتفق في ذلك مسؤول زراعة الاعضاء في اليابان، حيث إن المعروف في مجال تبادل زراعة الاعضاء التى أجريت العديد منها على مستوى العالم وبالاخص كوريا الشمالية هو ما يتعلق بزراعة الاعضاء في الكلى أما الحالة التى أجراها الدكتور عاطف بصاص وزملاوه لم يسبق ان سجلت من قبل على مستوى العالم.