طالب أهالي المحافظات الجنوبية في جازان بضرورة زيادة فروع جامعة جازن في القطاع الجنوبي، الأمر الذي من شأنه أن يُنهي معاناة أبنائهم اليومية مع خطر الطريق، مؤكدين على أن محافظاتهم ذات كثافة سكانية عالية، وخريجي الثانوية العامة في ازدياد سنوي، مؤملين أن تنظر الجهات المعنية في معاناة طلاب وطالبات المحافظات الجنوبية، ومن ثم الشروع في إجراءات زيادة الفروع؛ لتخفيف الأعباء على الأهالي، وهو ما يكفل إعطاء الفرصة للجميع للالتحاق بالجامعة، خاصةً في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين اللامحدود للتعليم في كافة أرجاء الوطن. ويعاني سكان المحافظات الجنوبية من بُعد جامعة جازان عنهم، الأمر الذي يزيد الأعباء عليهم، من خلال توفير وسيلة نقل لأبنائهم، وهو ما يُعد صعباً على بعضهم، كما أن ذلك من شأنهم أن يُعرض الطلاب والطالبات -في حال كان هناك وسيلة نقل- إلى الحوادث، خاصةً أن هناك من يذهب إلى الجامعة ويعود في اليوم ذاته، مما يُشكل خطراً عليه من الطريق. وتُعد "جامعة جازان" أقرب الجامعات للمحافظات الجنوبية، بأكثر من (100كم)، كما أن طلاب الجامعة زاد عددهم على (40) ألف طالب وطالبة، منهم ما يقارب (10) آلاف طالب هم من أبناء القطاع الجنوبي، وهو ما يتطلب زيادة فروع الجامعة في المحافظات، لضمان دراستهم بالقرب من منازلهم، وكذلك ضمان استقرارهم، وهو ما يعود عليهم بالنفع في التحصيل العلمي. النظر باهتمام وقال الشيخ "منصور بن حسين بجوي": إن المحافظات الجنوبية من جازان أصبحت في أمس الحاجة لوجود فروع للجامعة، تستقطب الأبناء وتوقف رحلاتهم اليومية إلى جازان، بل وتقيهم خطر الطرق والحوادث المميتة، مؤملاً من الجهات المعنية النظر باهتمام حول تلك المعاناة والعمل على إيجاد الحلول بصورة سريعة. وأوضح الشيخ "حسين بن أحمد فقيهي" أن هذا مطلب أصبح لابد منه، خاصةً أن هناك كثافة سكانية كبيرة في هذه المحافظات، مناشداً المسؤولين بوزارة التعليم العالي بالموافقة على زيادة فروع الجامعة، حتى تنتهي معاناة أبنائنا وبناتنا من مخاطر الطريق، بل وتمسح آثار التعب وعناء السنوات. مطلب ضروري وأكد الشيخ "حسن أبوطالب عريبي" على أنه أصبحت زيادة الفروع في المحافظات الجنوبية مطلباً ضرورياً؛ لأنك لو أجريت دراسة بسيطة لإحصاء أبناء المحافظات لوجدت أنهم يمثلون شريان الحياة للجامعة؛ بسبب كثرة المتقدمين عليها، وهذا دليل حقيقي على أهمية زيادة الفروع، خاصةً وأنها تكف -بعد إرادة الله- عن أبناء القطاع الجنوبي أخطار حوادث الطريق. وأشار الشيخ "محمد الحسن أبو طالب" إلى أن وجود فروع للجامعة في القطاع الجنوبي يقلل من عمليات الهجرة والتنقل للشباب والبنات، حيث يعمد الكثير إلى إكمال دراستهم في جامعة جازان أوالجامعات الأخرى في مناطق المملكة، مُنتظراً تحقيق الأمنية بزيادة الفروع في المحافظات الجنوبية. خفق القلوب وتحدث "د.علي بن محمد العواجي" -الأستاذ بجامعة جازان- قائلاً: إن زيادة الفروع في المحافظات الجنوبية أصبح مطلباً مهماً، بل ورافداً تنموياً، في ظل النهضة العلمية الهائلة في قطاع التعليم العالي، مضيفاً أن الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية يعانون من ظروف معيشية صعبة، وبعضهم يدفعون أكثر من مكافآتهم ليصلوا إلى جامعة جازان، مبيناً أنه لتضيق ببعضهم الدنيا في سبيل تأمين لقمة العيش لأبنائهم فما بالك بتأمين مواصلات إلى مدينة جازان، وكم من قلب خفق من الآباء والأمهات بانتظار عودة الأبناء والبنات، وكم ذهب في الطريق إلى جامعة جازان من الضحايا، وكم دموع سكبت وكم آهات زفرت على أولئك الضحايا. وتمنى الشيخ "عبدالله قارش هزازي" لو أصبح الحلم حقيقة عبر زيادة فروع جامعة جازان في المحافظات الجنوبية، مستبشراً خيراً في الجهات المعنية بالموافقة على ذلك، وهو ما يُخفف معاناة الآلاف من أولياء أمور الطلاب والطالبات. دفع تكاليف وأوضح الأستاذ "عيسى الحكمي" -مساعد مدير عام تعليم جازان- أن هناك الكثير من الأسر في المحافظات الجنوبية يعانون من ظروف مادية لا يستطيعون دفع تكاليف ونفقات نقل أبنائهم وبناتهم إلى جامعة جازان، لذا فهم في أمس الحاجة لزيادة فروع الجامعة في تلك المحافظات، مبيناً أن الدولة رعاها الله تولي اهتماماً كبيراً بالعلم والتعليم، وإن شاء الله القطاع الجنوبي سينال نصيبه من هذه الرعاية. وأشار الأستاذ "هادي طالبي مدخلي" إلى أن الحاجة تتطلب زيادة فروع جامعة جازان في المحافظات الجنوبية، تضم عددا من التخصصات العلمية. وناشد "محمد قيسي" -مدير الأراضي ببلدية صامطة- أصحاب الشأن بزيادة فروع جامعة جازان في القطاع الجنوبي للمنطقة، حتى يتسنى لأبناء وبنات هذا القطاع الإفادة منها، من خلال الانخراط في التخصصات التي يرغبون فيها، بعيداً عن مخاطر الطرق. قصص يومية وتحدث "عبدالرحمن محنشي" و"موسى يحيى" و"أحمد حكمي" -طلاب في جامعة جازان- قائلين: كل يوم لنا حكاية وقصص نعيشها أثناء ذهابنا إلى جامعة جازان، سواء من خطورة الطريق أو شبح الحوادث المميتة التي تحدث بين فترة وأخرى لزملائنا الذين ذهبوا ضحية في سبيل مواصلة تعليمهم الجامعي، متمنين زيادة فروع الجامعة في محافظاتهم، ليتسنى لهم التعليم بالقرب من منازلهم. وذكرت "مها عبدالله" -طالبة تذهب يومياً إلى جامعة جازان- أنه باسمها ونيابة عن زميلاتها من طالبات المحافظات الجنوبية توجه نداء عاجلا للمسؤولين في وزارة التعليم العالي بزيادة فروع الجامعة، وإنقاذهم من الحوادث المرورية القاتلة التي راح ضحيتها أرواح بريئة انتهى حلمها الدراسي إلى الأبد. هجرة ريفية وكشف "أ.د.علي شيبان عريشي" -عميد معهد البحوث والخدمات الاستشارية بجامعة جازان والمتخصص في جغرافية التخطيط الإقليمي والتنمية الريفية والحضرية- في دراسة حديثة له عن مبررات إنشاء جامعة بالقطاع الجنوبي، حيث بيّن أن ذلك القطاع يتميز بكثافة سكانية عالية، يتطلب تنميتها في مجال التعليم العالي، خاصةً مع إنشاء المدن السكنية للنازحين، وكذلك يُعد بوابة رئيسة بين المملكة واليمن، كما يتميز أيضاً بتنوع بيئي يجمع بين البيئة الجبلية والسهلية والساحلية، ويمتلك إمكانات معدنية متعددة تساعد في إيجاد أنشطة صناعية في مجال التشييد والبناء، مضيفاً أنه يتوافر بالقطاع الجنوبي أيضاً أسواق تجارية كبيرة، مبيناً أن سكان القطاع الجنوبي يعانون من الهجرة الريفية إلى المدن سواء داخل المنطقة أو خارجها، إضافةً إلى المستوى المعيشي المتدني في الأوضاع المعيشية والصحية والسكنية، مما يعيق كثيراً من الأسر ذات الدخل الضعيف من تأمين وسيلة مواصلات أو الوفاء بمستلزمات أبنائهم وبناتهم في المرحلة الجامعية، مما يتطلب تنموياً الحد من هذه الهجرة بوجود جامعة كبنية تنموية تحتية. كثافة سكانية وأوضح "أ.د.عريشي" أن القطاع الجنوبي يُعد من أهم قطاعات منطقة جازان، إذ يشغل ما يقارب (2480 كم2)، وذلك بنسبة مقدارها (19%) من مساحة منطقة جازان، ويبلغ عدد سكان هذا القطاع أكثر من (330952 نسمة)، حسب التعداد السكاني لعام 1431ه، أي ما نسبته (24.2%) من إجمالي سكان منطقة جازان، مضيفاً أنه بلغ عدد المساكن (46916)مسكناً، أي ما يمثل (23.5%) من جملة مساكن المنطقة، مبيناً أنه يصل متوسط عدد أفراد المسكن إلى (7.1 نسمة) لافتاً إلى أن القطاع الجنوبي من جازان من أكثر الأماكن في الكثافة السكانية ليس على مستوى منطقة جازان فحسب، بل على مستوى المملكة، حيث تصل الكثافة السكانية إلى (133.5نسمة/كم2)، كما أن معدلات النمو السكاني تعد مرتفعة جداًّ، حيث وصلت إلى (2.1%) وبذلك يتوقع أن يصل عدد السكان إلى (393502 نسمة) بحلول 1440ه، متوقعاً أن يصل العدد إلى نصف مليون نسمة في عام 1450ه. 10 آلاف طالب وأكد "أ.د.عريشي" على أن القطاع الجنوبي من منطقة جازان يحظى بخدمات كثيرة منها انتشار مدارس التعليم العام، التي يصل عددها إلى أكثر من (400) مدرسة، منها (64) مدرسة ثانوية, يدرس بها أكثر من (3000) طالب وطالبة، مبيناً أن أقرب جامعة لهذا القطاع هي جامعة جازان التي زاد عدد طلابها على (40) ألف طالب وطالبة, منهم ما يقارب (10) آلاف طالب هم من أبناء القطاع الجنوبي, لافتاً إلى أن الجامعة تبعد عن هذا القطاع بأكثر من (100كم) لما يقارب (67%) من مدن وقرى القطاع, مما يسبب الزحام وكثرة الحوادث في الذهاب والإياب, خاصةً وأن معظم الطلاب والطالبات يستخدمون الحافلات الصغيرة التي تنطلق من مدن وقرى القطاع في وقت مبكر صباحاً وترجع في وقت متأخر مساءاً, مما يؤثر على التحصيل الدراسي لديهم. حادث باص نقل طالبات كان مُتجهاً إلى جامعة جازان منصور بجوي حسين فقيهي محمد أبوطالب حسن عريبي د.علي عريشي د.علي العواجي