تستضيف «عكاظ» اليوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان رئيس مجلس المنطقة في حوار المسؤولية المشتركة، بحضور عدد من المسؤولين والكتاب والمثقفين والأهالي لمناقشة مختلف المشاريع التنموية والخدمية في محافظات المنطقة وعدد من الموضوعات المتعلقة بإجراءات العمل والجوانب الإدارية والتنموية والأمنية والحقوقية والخدمية. وينطلق (حوار المسؤولية المشتركة) اليوم من منطقة جازان في محطته الأولى ضمن سلسلة لقاءات ستتوالى تباعا مع أصحاب السمو أمراء المناطق، لتشمل كافة مناطق المملكة، حيث يلتقي عدد كبير من المسؤولين والاعلاميين والأكاديميين والمثقفين والشباب، بسمو أمير المنطقة على مسرح الغرفة التجارية الصناعية بجازان. وبالتزامن مع هذا اللقاء وضع عدد من المسؤولين والمواطنين بالمنطقة أمام سموه أبرز مطالبهم عبر «عكاظ»، وعلى رأسها إكمال مشروع المطار الجديد والمدينة الاقتصادية والسكة الحديد، وتسهيل إنهاء إجراءات صكوك الاستحكام، ومعالجة التجميد الوظيفي ومتابعة تنفيذ المشاريع. وثمن الدكتور مدني عبدالقادر علاقي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقا، جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية. وقال «طموحات أبناء المنطقة تتزايد ويتطلعون إلى الأفضل، ونحن متأكدون أنك تسير معنا في نفس الاتجاه أنت ومن يعمل معك في إمارة المنطقة». وأضاف نحن أبناء المنطقة العاملون في المناطق الأخرى نرى تحسنا في الأمور الاقتصادية في جميع المحافظات، لكن هذا لا يمنع أن نؤكد على أن هناك امورا لا بد أن تطالها يد الاهتمام والتطوير. أولا: أداء موظفي الحكومة في معظم الإدارات في المنطقة يتسم بالبطء والتراخي وقلة الاهتمام بمشاكل المواطنين والمراجعين وخاصة في الإدارات ذات الارتباط الشديد بالمواطن وهي معروفة للجميع.. حضور متأخر، انصراف مبكر، وعطاء أقل.. وليس هناك من يحاسب. ثانيا: هناك تقصير في انجاز المشاريع القائمة في المنطقة الأمر الذي يستلزم متابعة مستمرة، إلى جانب المساءلة والمحاسبة والعقاب لكل من يثبت تهاونه بالغش والتدليس والانتهازية. ثالثا: كثير من العاملين في أجهزة الحكومة يشتكون التجميد الوظيفي وانعدام برامج التدريب، وهو حق لهم خاصة إذا علمنا أن المراتب الوظيفية العليا في المنطقة تكاد تكون معدومة.. وهنا أسأل كم عدد موظفي المنطقة الذين يحتلون مناصب فوق المراتب العاشرة والحادية عشرة وحتى الخامسة عشرة؟ ان التعليم في المنطقة والعمل الاداري فيها يعد من أسبق مناطق المملكة، ومع ذلك ففرص الترقية إلى مراتب عليا، وكذلك وجود وظائف ذات مراتب عليا يكاد يكون مفقودا. واستطرد الدكتور علاقي قائلا: سمو الأمير.. ماذا نريد منكم؟ أولا: الاستعانة بأبناء المنطقة في المناطق الأخرى مستشارين أو منتدبين.. فهؤلاء قد اكتسبوا خبرة العمل في المناطق الكبيرة.. مع التأكيد على توسيع المراتب العليا في جهاز المنطقة الاداري. ثانيا: الاهتمام الأقصى بالتنمية والتطوير الاداري في مجالات: القيادة والادارة، الموارد البشرية (التدريب والتطوير)، إدارة المشاريع، تقويم الانجاز والأداء، المتابعة والمساءلة والمحاسبة. ثالثا: تكريم المتميزين على مستوى المحافظات على أن يرتبط هذا التميز بالأداء والإنجاز، الأمانة والصدق، التعامل الحسن مع ذوي الحاجة. رابعا: حث الجامعة والغرفة التجارية بالتعاون مع معهد الادارة العامة لإعطاء المزيد من الاهتمام بالإدارة في المنطقة تدريبا وتأهيلا وتطويرا. من جهته، أكد أحمد مجلي أن للأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة بصمات وإنجازات وهو شاهد عيان في جازان، يحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين ويتلمس احتياجات المواطن.. من خلال هذا الحس الوطني الكريم أطرح بعض التطلعات والطموحات وهي كثيرة جدا، ألخص بعضها في الآتي: نتطلع من سموه التسريع في بناء البنية الأساسية في مواقع السياحة في القطاع الجبلي والجزر التي هي مقصد السياح. دعم مشروع تصريف السيول مطلب حيوي تأخر. نتطلع لإنشاء جمعية لمراكز الأحياء لخدمة المجتمع وتنمية أحياء جازان. النقل الداخلي بين المحافظات من خلال الحافلات يوميا، مشروع تمت دراسته وحتى الآن لم يبت فيه، تطلعات وآمال كبيرة جدا رأسيا وأفقيا نتطلع لتحقيقها لتواكب مشاريع التنمية في جازان من سمو أمير المنطقة. وقال الدكتور قاضي العقيلي عضو مجلس الشورى سابقا «أتفاءل جدا بمستقبل المنطقة في ظل الحركة والنهضة الاقتصادية والتعليمية التي تشهدها». وطالب بسرعة انجاز مشروع المطار الجديد، المدينة الاقتصادية، مشروع السكة الحديد وربط المنطة الجنوبية عموما بالمنطقة الشمالية مرورا بالوسطى لترتبط بالتالي ببقية المناطق. واستغرب من ربط وزارة النقل مشروع السكة الحديد في المنطقة بالجدوى الاقتصادية، وقال «إن مشاريع السكك الحديد وتحسين النقل والمواصلات هي التي ترفع الجدوى الاقتصادية للمناطق لأنها تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي»، مطالبا بإنشاء مصنع آخر يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الأسمنت مع المشاريع الكبيرة التي تشهدها المنطقة، إضافة لعدم الاكتفاء بفروع للجامعة الحالية لأن جازان من أكثر المناطق كثافة سكانية ولتوفير العناصر البشرية المؤهلة التي تحتاجها المنطقة في النهضة، مبينا أن ميناء جازان لم يستفد منه بشكل حقيقي حتى الآن مع أن امكاناته وموقعه مهم جدا اقتصاديا وتجاريا، وطالب بتحويل المدينة الصناعية المتعثرة منذ سنوات، بالاضافة إلى تمكين المواطنين اصحاب الاراضي الزراعية من الحصول على صكوك شرعية لأراضيهم المتوارثة منذ اجيال ويملكون عليها الحجج والوثائق. وبين أن المنطقة تتوفر فيها مقومات وإمكانات سياحية متنوعة لم تستثمر ولم توظف بشكل جيد حتى الآن، مضيفا: نتطلع أن يستفاد من هذا التنوع السياحي وتقدم تسهيلات ضخمة للمستثمرين في المجال السياحي، مع تسويق المنطقة واستقطاب مستثمرين لها يسهمون في انعاش الحركة الاقتصادية والتنموية التي تهتم بها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين. تسهيل إجراءات الأراضي من جهته، قال المهندس فهد قلم «هناك عجز ملحوظ في القضاة خاصة المعنيين بإنهاء اجراءات صكوك الاستحكام والافراغات»، مشيرا إلى أهمية تعزيز النظام القضائي بأنظمة تسهل على الناس إنهاء إجراءات الأراضي. وأكد أهمية تعزيز مشاريع النظافة والصيانة في المنطقة التي تكثر فيها النفايات بكميات كبيرة. تعثر طريق الساحل وقال «قطعت وزارة الطرق شوطا كبيرا ولا بد أن يذكر هذا لهم، إلا أن هناك تعثرا في طريق الساحل الذي يعتبر شريانا حيويا، وكذلك الطرق الجبلية ما زالت تعاني من تأخر في انجازها إلى جانب العناية بالطرق القائمة، وكذلك هناك حاجة لمراقبة التنفيذ، فكثير من الطرق تم انجازها قبل فترة قليلة وأصبحت بحاجة لترميم، ما يؤكد سوء التنفيذ وليس من التقادم، مؤكدا أهمية توفير المزيد من الأفراد والدوريات الأمنية في المنطقة، كونها شاسعة وحدودية وتحتاج لتعزيز جوهري في هذا المجال، مطالبا بتذليل المصاعب وتقديم الحوافز الاستثنائية للمستثمرين ورجال الأعمال من المنطقة وخارجها حتى يكون هناك تركيز فعلي وليس شكليا على الاستثمار بالمنطقة. ويتطلع عدد من أهالي أبو عريش لمعالجة ضعف البنية التحتية، درء خطر السيول، تحسين وصيانة الطرقات، اطلاق المنح والقروض والتخلص من مباني المدارس المستأجرة. وقالوا «واقع حال المحافظة لم يتغير منذ سنوات، ومعاناتنا مستمرة مع ضعف الخدمات الضرورية، بسبب عدم وجود دراسة من المحافظة والبلدية لتطوير المدينة»، مشيرين إلى أن التنفيذ ربما يخضع للاجتهادات الشخصية أو المزاجية، ما ينعكس سلبا، ويتضح ذلك من تدني جودة الطرق وغياب النظافة في عدد من الأحياء، انعدام التشجير في الشوارع، ضيق مساحات طرق المحافظة، عدم وجود مقر مخصص لسوق الخضار والفواكه، وكذلك الأسماك واللحوم، مبينين أن أراضي المنح تنتظر إيصال الخدمات إليها. وقال علي داود «مشروع تصريف مياه الأمطار الذي تنفذه بلدية المحافظة منذ عدة سنوات لم ينته بعد، ما أثر على طرقات المحافظة وتسبب في إزالة طبقتها الأسفلتية بقصد إيجاد قنوات لتصريف مياه السيول، ما يعني فشل المشروع في تصريف مياه الأمطار». وأضاف «أشاهد يوميا تكسير الطرق لعمل التمديدات الأرضية حتى أصبحت شوارع المحافظة مسرحا للحفريات بطريقة مشوهة». من جانبه، قال هادي علي «الشركة المنفذة للمشاريع لم يكن عملها في مستوى الطموح المطلوب، حيث إنها لم تنته من تنفيذ مشروع طريق أو تصريف حتى تظهر عليه الملاحظات الهندسية»، مبينا أن الأهالي تقدموا بشكوى إلى بلدية أبو عريش ضد الشركة لكنهم لم يجدوا أي تجاوب. وأبدى سكان أبوعريش استياءهم من انقطاعات المياه المتكررة في ظل غياب فرع وزارة المياه، ما أجبر السكان على جلب صهاريج المياه بأسعار مرتفعة. تجاهل المطالب وفي العيدابي، قال عدد من سكان أحياء الخلية ومطرح السيد والوشايا والصرويف «بلدية المحافظة لا تنظر في الشكاوى وتتجاهل مطالبنا التي تتمثل في تلافي أوجه النقص في خدمات الإنارة والسفلتة»، موضحين أنهم يعيشون في جحيم يومي لا يطاق جراء غياب الخدمات التي تعتبر في نظرهم «صفر». وقال محمد علي الغزواني «الأحياء تشكو من عدم سفلتة الطرق وانعدام النظافة، غياب الإنارة، ما يسهل الاعتداء المتكرر على المنازل من قبل ضعاف النفوس، إضافة إلى أن المستنقعات المائية والحشرات والزواحف تداهم منازلنا»، متهما فرع مكافحة الملاريا في العيدابي بأنه لا يؤدي واجباته في مكافحة البعوض والزواحف. مطالب صحية وبيئية وفي صبيا، أكد عدد من الأهالي ومنهم مصطفى إبراهيم، علي شراحيلي، عبده الذبالي، وعلي مطوع سعيد، أن المنشآت والمحلات التجارية والورش ومعارض السيارات تقع في مجرى السيل، ما يؤدي لسد منافذ مياه السيول، ما يترتب عليه ارتداد السيول إلى جهة المدينة من الناحية الشرقية الشمالية وقد يؤدي ذلك إلى وقوع كارثة، مشيرين إلى أنهم يعانون من عدم رفع النفايات، ما يؤدي لتشويه المنظر العام، وينذر بمخاطر صحية وبيئية كثيرة. واشتكى كل من أنور عبدالله، عبدالله صقلي، وأحمد صالح من تجمع المياه في كثير من الشوارع، متهمين بلدية المحافظة بعدم أداء دورها في مجال الصرف الصحي، مشيرين إلى أن هذه الشوارع تحولت إلى مصايد بسبب الحفر الوعائية. وفي محافظة العارضة، قال كل من محمد عبدالله وعبدالله إبراهيم إن مطالب المحافظة تنحصر في مجمع رياضي، إنشاء مستشفى عام جديد، افتتاح كلية التربية والعلوم للرجال، والنظر إلى بقية المدارس المستأجرة ونقل طلابها وطالباتها إلى مبان تليق بالمسيرة التعليمية، افتتاح فروع للدفاع المدني، إدارة للأحوال المدنية، مكتب للضمان الاجتماعي وفرع لهيئة التحقيق والادعاء العام. الطيران العمودي وطالب المواطن فؤاد زميم، مديرية الدفاع المدني باعتماد طيران عمودي للمنطقة لما تشهده من أمطار وسيول، مبينا أن طلب طيران من قاعدة خميس مشيط للمشاركة في إنقاذ محتجزين يستغرق وقتا طويلا، حيث لا تصل الطائرة إلى منطقة الحدث إلا بعد ساعات. دعم الرياضة وأعرب عدد من شباب صبيا عن تطلعاتهم بوقوف أمير المنطقة ميدانيا على مشروع نادي الأمجاد الذي تم تدشينه قبل عام تقريبا، ولم يبدأ العمل فيه حتى الآن، وطالبوا باستحداث مراكز لمزاولة الهوايات الرياضية لهم، لقضاء وقت الفراغ واستقطابهم للاستفادة من مواهبهم وطاقاتهم في مشاريع اجتماعية ذات طابع تطوعي وفق أسس وخطط علمية مدروسة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة مثل جامعة جازان وجمعية الثقافة والفنون ومؤسسات رعاية الشباب والتربية والتعليم. المنح والقروض وطالب المواطن ماجد الخولي بتوفير المنح السكنية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأراضي، وقال «نتطلع لاستحداث مخططات سكنية نموذجية حول مدينة جازان والمحافظات الأخرى للخروج من أزمة السكن، والقضاء على المشكلات الاجتماعية الناجمة عنها، واستغلال الأراضي الفضاء واستثمارها بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة». وأضاف نطالب الخطوط السعودية بتوفير رحلات إضافية لمواجهة الضغط الكبير على الرحلات من وإلى جازان، مشيرا إلى أنه أجرى حجزا مسبقا قبل شهر لتفادي أزمة الحجوزات. ووصف عدد من أهالي المنطقة آلية عمل صندوق التنمية العقاري بالسلحفائية، مؤكدين أنه سبب تأخر التنمية والبناء في المنطقة، لقلة عدد المستفيدين من قروض الصندوق الذين لا يتجاوزون ال200 شخص في كل دفعة على حد قولهم. وأوضح كل من ماجد موسى وعبدالله بهلول، أن عدد المستفيدين لا يتجاوز ال150 شخصا في كل دفعة يعلن عنها الصندوق على مستوى المنطقة، بينما يصل عدد المستفيدين في المناطق الأخرى لأكثر من 500 مستفيد وهو ما يؤخر عجلة التنمية على حد قولهما، وطالبا المسؤولين في صندوق التنمية بضرورة النظر في زيادة عدد المستفيدين من أبناء المنطقة وبما ينعكس على زيادة الإعمار. وقال عبده العواف «أنتظر دوري في الحصول على القرض منذ عام 1424ه هذا الوضع دفعني للاستدانة من أجل بناء منزلي». من جهته قال وليد قادري «المنطقة ذات الكثافة السكانية تستحق اهتماما أكثر من الصندوق، خصوصا أنها تشهد حركة اقتصادية مستمرة، والمواطنون على قوائم الانتظار في حاجة ماسة لدعم الصندوق حتى يتمكنوا من بناء منازلهم على أراضيهم التي يملكونها». المدارس المستأجرة على صعيد آخر، ارتفعت المطالبة بإنهاء مباني المدارس المستأجرة بعد زيادة نسبة حوادثها خلال السنوات الماضية والتي تصدرتها حوادث الحريق والتماسات الكهربائية، في وقت ما زالت العديد من مدارس المنطقة في مبان مستأجرة، ما يشكل خطرا على حياة الدارسين بها، خصوصا أن معظمها مبان قديمة تصل أعمارها إلى 20 عاما، وتنعدم بها وسائل السلامة، فضلا عن التشققات والتصدعات وضيق مساحاتها وانعدام النظافة، فيما يطالب الأهالي أمير المنطقة بإنشاء مدارس حديثة.