جامعة بيشة.. ولم لا؟ التوسع في انشاء الجامعات من السمات التي تتميز بها المجتمعات المتطورة لما لوجود الجامعات في المدن من قيمة كبيرة وانعكاسات تظهر واضحة وجلية في زيادة نتاج مراكز البحث العلمي وتنوعها بتنوع مجتمعات الجامعات التي تخدمها وتفتح الاذهان وتوسع المدارك لدى طلبة الجامعات الذين تتاح لهم فرصة الأخذ عن اساتذة الجامعات المتميزين في شتى فنون العلم ومختلف تخصصات المعرفة، كما يؤدي انشاء الجامعات إلى استمرار تزويد الوطن بالطاقات البشرية المؤهلة من علماء ومفكرين ومهندسين وأطباء وقضاة ودعاة، محامين ومعلمين واقتصاديين لتكتمل سلسلة بناء المجتمع بوجود تلك المخرجات الجيدة التي تنخرط مع بقية افراده في بناء مستقبل الوطن والمحافظة على مقدراته. ولذلك فإن وجود جامعة في كل تجمع سكاني يصل تعداد افراده إلى درجة الحاجة إلى انشاء الجامعة لهو أمر مهم ومطلب وطني. ولئن كان الدكتور محمد الخازم قد نادى في مقال سابق نشر في صحيفة الرياض بعنوان (جامعة الدمام ولم لا؟) يوم الاحد 8ربيع الاول 1426ه - 17ابريل 2005م - العدد 13446بشأن تحويل فرع جامعة الملك فيصل بالدمام إلى جامعة مستقلة لوجود خمس كليات بالفرع حيث يقول (وهذا يسوغ لقيام جامعة مستقلة لأن المادة السابعة من لائحة الجامعات الأهلية تنص على ما يلي "تتكون الجامعة من ثلاث كليات على الاقل في مقر واحد عند الانشاء، وبالتالي فليس هناك مبرر لتأخير اعلان قيام جامعة جديدة بالدمام نواتها تلك الكليات).أ. ه كلام د. الخازم.، فإن الأمر ذاته ينطبق على فرع جامعة الملك خالد في بيشة بل ان عدد الكليات التابعة للجامعة في بيشة أكثر من خمس كليات. ولعل من المبررات الأخرى للمناداة بقيام جامعة بيشة ما يلي: 1- عدد الطلاب والطالبات الذين يتوقع تخرجهم من الثانوية العامة للبنين والبنات سنوياً يفوق 6000خريج وخريجة في حاجة ماسة إلى طاقة استيعابية وتنوع في الخيارات للتعليم الجامعي المتاح في بيشة أكثر من المتاح حالياً. 2- عدد السكان في بيشة والمحافظات التابعة لها حسب الاحصائية المنشورة في موقع إدارة التربية والتعليم للبنين في بيشة يبلغ (314083) نسمة، في حاجة ماسة لقيام جامعة مستقلة تقدم خدمة التعليم الجامعي المتميز لهم. 3- الحاجة الماسة إلى خدمات العمادات المساندة مثل عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلاب وعمادة شؤون المكتبات، وعمادة التعليم المستمر وخدمة المجتمع لصعوبة وصول الطلاب والطالبات إلى العمادات الموجودة في المقر الرئيسي بأبها والتي تزيد المسافة بين بيشة وبينها عن 200كم مما يفوت عليهم فرصة الاستفادة من الخدمات المقدمة من تلك العمادات بنفس مستوى استفادة زملائهم من الطلاب الموجودين في المقر الرئيسي في أبها. 4- الحاجة ماسة لدى أساتذة الكليات والطلاب والطالبات في بيشة إلى مكتبة مركزية جامعية بامكانات جيدة لتخدم العملية التعليمية فيها. 5- الحاجة الماسة إلى لم شتات تلك الكليات الموجودة في بيشة تحت إدارة واحدة ذات صلاحيات كافية وميزانية مستقلة تمكنها من تطوير العملية التعليمية والارتقاء بمستوى التعليم العالي في بيشة. 6- حاجة المجتمع في بيشة والمحافظات المجاورة لها إلى كليات نوعية وجديدة، مثل كليات الطب والهندسة بتخصصاتها المختلفة لخدمة أبناء المنطقة. 7- الحاجة إلى المتابعة المستمرة من معالي مدير الجامعة بشكل دائم ومستمر، كما هو الحال مع المقر الرئيسي ولأن معالي مدير جامعة الملك خالد لم يقم بزيارة للكليات الجامعية في بيشة حتى الآن على حد علمي فإن ذلك يعني صعوبة الوصول والتواصل ميدانياً مع فرع كبير بحجم فرع بيشة، ويؤدي هذا إلى قصور محتم في مستوى التعليم العالي في بيشة بدون ادارة ذات صلاحية متواجدة. 8- توجه ولاة الأمر بضرورة اتاحة فرصة التعليم العالي بمستوى ممتاز من الجودة، ومحقق لمعايير الاعتماد الأكاديمي يجعلنا نطالب بالحاح بضرورة قيام جامعة مستقلة في بيشة. 9- منطقة عسير بمحافظاتها وقراها تعتبر من أكبر مناطق بلادنا الغالية ومع ذلك لا يوجد فيها سوى جامعة واحدة تذهب جهودها سدى عندما تتشتت في عدة محافظات متباعدة مما يؤثر على مستوى التعليم العالي في تلك المحافظات. 10- يعتبر تاريخ التعليم في بيشة من اقدم عهود التعليم في بلادنا الغالية. 11- وكما اشار الخازم في مقالة سابق الذكر عن ان فرع جامعة الملك فيصل بالدمام يعتبر أكثر تكاملا من بعض الجامعات الحديثة القائمة، فكذلك الحال مع فرع الجامعة في بيشة الذي لم ينشأ فيه سوى كلية واحدة جديدة من مجموع الكليات القائمة وهي كلية العلوم. ولا يزال الإنسان السعودي في بيشة يتطلع إلى تفضل ولي الأمر يحفظه الله بتوجيه المعنيين في التعليم العالي لاعتماد قيام جامعة بيشة مع إنشاء كلية للطب وأخرى للهندسة. وهنيئاً لأهل بيشة، ولكل السعوديين بهذه القيادة الرشيدة التي تضع نصب عينيها مصلحة الوطن والمواطن.