أقسم أحد المواطنين أن الخطوط السعودية لن تتطور ولابعد قرن، كان المواطن غاضبا وهو يرفع بطاقة صعود الطائرة في يده ويردد قسمه ويقول إنها – أي الخطوط - لاتعتبرنا من بني آدم، ولذلك فهي لاتحترمنا ولا تحسب لنا أي حساب. كنا متكدسين عند البوابة رقم 33 في مطار الملك خالد بالرياض وقد مر على موعد إقلاع الطائرة ذات الرحلة رقم 1087 مساء السبت الماضي أكثر من عشرين دقيقة ولا حس ولا خبر، ولا أحد يدري عن مصيرها هل هي ألغيت أم هناك موعد آخر لإقلاعها إلى جدة أم ماذا؟ الركاب يسألون ولا مجيب، أحد موظفي السعودية على البوابة قال : مثلي مثلكم لا أعلم شيئا، وكانت إجابته هذه هي القشة التي فجرت غضب الحضور ومنهم المواطن الذي ظل يكرر قسمه بعدم تطور (السعودية)، وهو يتنقل بين كاونتر المعلومات الذي (طقطق) موظفوه على أجهزتهم وقالوا لا معلومات نازلة عن الرحلة، وبين البوابة التي حملت شاشتها معلومات عن رحلة إلى الجوف متأخرة عن موعدها، وما هي إلا دقائق حتى ارتفع النداء لدعوة ركاب الرحلة 1089 المتجهة إلى جدة على البوابة رقم 34 فتدافع الناس على البوابتين 33 و34 لتشابه رقم الرحلتين 1089 و1087 وفي هذه الأثناء فتحت البوابة 33 لركاب الرحلة 1087 وبدأ موظفو السعودية ينادون على ركاب الرحلة بأصواتهم ويفرزون ركاب الرحلتين، بحيث يوجهون ركاب الرحلة 1087 إلى الدرج نحو الباصات ويشرحون لركاب الرحلة 1089 طريق الذهاب إلى البوابة 34، وفي وسط هذه الزحمة والفوضى فوجىء الموظفون بأفواج من الركاب يخرجون من داخل ممر البوابة رقم 33 قادمين من إحدى الطائرات التي وصلت من تبوك وطابقت على البوابة وأفرغت ركابها دون علم الموظفين الذين يسحبون بطاقات الصعود للرحلة 1087 على نفس البوابة، وهات يازعيق وهات يادفدفة لفترة تجاوزت نصف الساعة حتى انجلى غيم الفوضى وتحاشر الركاب في الباص الذي أقلهم إلى الطائرة التي أقلعت بعد ساعة ونصف من موعدها الأصلي من دون أن يعلم أحد عن السبب، لكن المفاجأة الحقيقية أنه بعد الإقلاع بحوالي نصف ساعة أعلن الطيار سبب التأخير معتذرا للركاب عنه، والمفاجأة هنا ذات شقين : أولهما الاعتذار الذي لم يكن أحد ينتظره لأنه ليس من عادات (السعودية)، والثاني السبب الذي أعلنه الطيار للتأخير فهو- كما قال - الزحمة التي يشهدها المطار، قلت لجاري في المقعد هل سمعت اعتذار الطيار قال نعم يبدو أنه جديد على العمل في الخطوط، ولذلك لم يتفهم الفرق بين الزحمة وبين الفوضى، ولم يتعلم حتى الآن أن(السعودية) لا تعتذر، وطال النقاش في الموضوع وكثرت الأمثلة على تردي الخدمة وانحدارها، ولم يقطع الحديث سوى صوت المضيف وهو يقول شكرا لاختياركم السعودية، قلنا العفو العفو.