جاء انتقال نجم منتخبنا الوطني ونادي القادسية ياسر القحطاني لصفوف الهلال ليؤكد على عمق العلاقة التاريخية بين نادي الهلال واندية المنطقة الشرقية في استقطاب اللاعبين المميزين منها طوال اكثر من ثلاثة عقود حيث بدات اولى الرحلات الاستقطابية من اندية المنطقة الشرقية للهلال في اواخر الستينات الميلادية، وحقيقة فإن تلك الانتقالات جاءت في صالح اللاعبين انفسهم حيث حالفهم التوفيق بالانتقال لنادي كبير بحجم الهلال وفي المقابل فإن النظرة الثاقبة للهلاليين مكنتهم من الاستفادة من اولئك اللاعبين الذين شكلوا اضافة اخرى للهلال حيث اسهموا في تحقيق بطولات لهذا النادي العريق. عوض صالح وبداية الهجرة يشكل اللاعب عوض صالح النوبي بداية المسيرة التي حركت انطلاقة التعاون بين اندية المنطقة الشرقية ونادي الهلال حيث جاء انتقال عوض صالح في النصف الثاني من الستينيات الميلادية « الثمانينيات الهجرية » وبالتحديد عام 1388 ه حيث كان النوبي واحداً من ابرز لاعبي الشعلة « القادسية حالياً » وشاءت الظروف ان يسافر للرياض للدراسة في كلية الرياض سابقا جامعة الملك سعود حاليا ليجد ابواب الهلال مشرعة له ليسجل نفسه رائد الانتقالات بين اندية الشرقية والهلال في ذلك الوقت، ولعل من المفارقات الجميلة ان عوض صالح عاد بعد سنوات لناديه القادسية ليس كلاعب وانما للعمل كإداري حيث تولى منصب نائب الرئيس في فترة سابقة. الغول وشمروخ وبصمة تاريخية في السبعينيات الميلادية « التسعينيات الهجرية » استطاع الهلال ان يضم لاعبين فذين من لاعبي المنطقة الشرقية هما المدافع العملاق عبد الرحمن بشير الشهير ب« الغول » رحمه الله الذي قدم له ايضا من القادسية وكذلك النجم عبد الرحمن القصاب الشهير ب« شمروخ » عافاه الله والذي يعاني حاليا من مرض الرعاش المعروف ب « الباركنسون » والذي جاء انتقاله من فريق الشاطىء « الترجي حاليا » وهو احد اندية القطيف،وكان اللاعبان فأل خير على الفريق حيث حققا معه بطولة الدوري عام 1397 ه بعد غياب ما يقارب 13 عاما عن البطولات، ومن المفارقات ان اللاعبين شمروخ وبشير « الغول » قد حملا شارة القيادة في الفريق لما كان يتمتعان به من فن راق وشخصية قوية حيث سجلا نفسيهما كأثنين من ابرز لاعبي الهلال في حقبة التسعينيات الهجرية وقد مثلا المنتخب الوطني الاول. الصغير وبداية التوأمة قد لايعرف البعض ان علاقة توأمة نشأت رسميا بين نادي القادسية والهلال بعد نجاحات انتقالات اللاعبين من وإلى الناديين وخير مثال على ذلك اللاعب عبد الله الصغير الذي بدأ حياته الرياضية في الهلال قبل ان ينتقل للقادسية على إثر تسجيله في جامعة البترول والمعادن بدءا من العام 1395ه حيث لعب مع الفريق القدساوي خلال فترة دراسته في الظهران قبل ان يعود مجددا للهلال ويواصل مسيرة النجاح معه. خالد فهمي ورحلة هادئة من القلائل الذين انتقلوا من اندية المنطقة الشرقية الى الهلال ولم يحدثوا حضورا لافتا في النادي العاصمي كان الحارس خالد فهمي الذي انتقل من القادسية في التسعينيات الهجرية ايضا لكن انتقاله مر مرور الكرام حيث لم يسجل حضورا باهرا اسوة بزملائه الذين انتقلوا في ذلك الوقت. الزاكي لاعب الثمانينيات في الثمانينيات الميلادية هدأت موجة الانتقالات من اندية المنطقة الشرقية للهلال لعدة اسباب لعل ابرزها بروز مجموعة كبيرة من لاعبي الهلال في ذلك الوقت حيث كان معظمهم يشكلون نواة المنتخب الوطني بالاضافة الى ان اندية المنطقة بدات تتشبث بلاعبيها بعد دخول الاتفاق بقوة على خط تحقيق البطولات سواء المحلية او الخارجية وفضلا عن ذلك صدور قرار من اتحاد الكرة في منتصف الثمانينيات بايقاف الانتقالات غير ان فور رفع القرار ظل الهلال يبحث عن اللاعبين المميزين واهتدى الى اللاعب عبد الله الزاكي الذين بدا يسجل حضورا مبهرا في نادي الخليج مكنه من تمثيل المنتخبات الوطنية اكثر من مرة، وبالفعل تمت عملية الانتقالات في موسم 1407 هت وكان الاثنان الزاكي والهلال يحلمان بالناجح مع بعضهما البعض غير ان الظروف كانت اقوى منهما في الاستمراية حيث حالت ظروف اللاعب العملية كونه في شركة ارامكو من المواصلة لصعوبة نقل عمله الى الرياض فضلا عن الاصابة التي وقفت هي الاخرى حائلا دون مواصلة رحلته لتنفض العلاقة بين الطرفين في موسم 1409 ه. الاحتراف يفتح الباب على مصراعيه ومع بدء تطبيق نظام الاحتراف في التسعينيات بدات افواج الانتقالات من اندية المنطقة الشرقية الى معظم اندية المملكة وكان للهلال نصيبا وافرا ليس في العدد وحسب بل في النوع وكان اول اللاعبين المنتقلين في تلك الحقبة صخرة دفاع القادسية الدولي عبد الله شريدة الذي كان واحدا من انجح الصفقات على الاطلاق ثم لحقه مدافع الاتفاق احمد خليل فمهاجم الاتفاق حسين العلي فلاعب وسط النهضة ابراهيم هزازي، وتمكن هذا الجيل من اللاعبين من ان يسهموا اسهامة واضحة في فوز الفريق الهلالي بعدد من البطولات المحلية والخارجية وكانوا - بحق - صفقات ناجحة بكل المقاييس. اندية الاحساء على الخط وللاعبي اندية محافظة الاحساء حضور اخر وإن كان بشكل مختلف تماما حيث التفت الهلاليون للاعبي الاحساء في السنوات الثلاث الماضية وتمكنوا من ضم بعض اللاعبين ابرزهم احمد الجري واحمد الصويلح اللذان قدما من نادي الفتح. القحطاني والالفية الجديدة ويسجل ياسر القحطاني مهاجم منتخبنا ونادي القادسية نفسه كابرز الصفقات التي يعقدها الهلال من اندية المنطقة الشرقية في الالفية الجديدة إن لم يكن ابرز الصفقات على الاطلاق على مستوى المملكة إن من حيث مكانته الفنية او من حيث قيمة انتقاله او كذلك من حيث الصخب جعله حديث الساعة لشهور عديدة قبل ان يتمكن الهلال من اختطافه وسط اماني معظم اندية المملكة. وبطبيعة الحال فلن يكون القحطاني آخر الصفقات فالهلال سيواصل مسيرة الاستفادة من اللاعبين الذين تبرزهم اندية المنطقة الشرقية وليجدد كذلك علاقته معها والتي اتسمت بالنجاح خلال العقود الماضية.