تتميّز أحياء محافظة الأحساء (شرق السعودية) وبعض أنديتها الرياضية بتفريخ مواهب كروية عدة، إذ سجلت الشرقية حضوراً لافتاً في السنوات الأخيرة في تغذية الأندية الكبيرة والمنتخبات السعودية كافة بمواهبها الكروية بمبالغ زهيدة جداً في مقابل التنازل عنهم، حيث أظهرت بعض الدراسات مقدار الأموال التقريبية التي تسلمتها بعض أندية الاحساء جراء انتقال بعض لاعبيها إلى أندية المال والشهرة في المواسم الماضية، مقارنة بالأرقام الخيالية التي تتسلمها الأندية الأخرى سواء على مستوى الدرجة الممتازة أو حتى على مستوى الدرجتين الأولى والثانية، وأظهرت تلك الدراسة عدم وجود مقارنة على الإطلاق بين ما تتقاضاه بعض الأندية السعودية في مقابل انتقال نجومها للأندية الكبيرة وبين مداخيل أندية محافظة الاحساء في مقابل التخلي عن لاعبيها، إذ لم تتجاوز أكبر صفقة لانتقال أي من لاعبي المنطقة الشرقية المليون ونصف المليون ريال، في الوقت الذي انتقل فيه عدد كبير من أندية الدرجة الأولى بأرقام تجاوزت الستة ملايين ريال. ولم تتجاوز صفقات المليون للاعبي أندية الاحساء سوى حالات قليلة جداً لا تتجاوز الأربعة لاعبين فقط، وهم حسن الدوسري وطارق الذوادي من هجر وحسين الجويهر من الفتح وأحمد المبارك من العدالة، أما بقية اللاعبين الذين انتقلوا من أندية الاحساء إلى الأندية الأخرى فكانت صفقات انتقالهم تحت المليون، وتراوحت بين ال «200 ألف ريال» وال «800 ألف ريال»، وتعتبر تلك الأموال زهيدة في سوق انتقال اللاعبين، الذي يزخر بصفقات خيالية وللاعبين ليسوا بأفضل مستوى فني من لاعبي أندية الاحساء، بدليل تألقهم وتواجدهم الدائم مع المنتخبات السعودية، وفي أنديتهم الكبيرة مثل اللاعبين تيسير الجاسم وياسر المسيليم اللذين تألقا مع «الأخضر» في بطولة كأس أمم آسيا ال 14 عام 2007، مع العلم أن مبلغ انتقال اللاعبين للنادي الأهلي لم يصل إلى مليون ريال، وكان انتقالهما للأهلي وهما يلعبان في درجة الشباب، ومن أبرز اللاعبين الذين هاجروا الاحساء وكان لهم بصمة في المنتخبات السعودية لاعب هجر عبدالله الجنوبي ولاعب النجوم المنتقل للقادسية صالح القنبر ولاعب الفتح المنتقل للاتفاق علي الفهيد ولاعب الفتح المنتقل للهلال أحمد الصويلح. ويرجع البعض تنازل أندية الاحساء عن نجومها بهذه الأسعار الشحيحة لعدم تقديرها لنجومية لاعبيها، بدليل أن اللاعبين المنتقلين من أندية الاحساء ترتفع أسعارهم إلى ما فوق الستة ملايين ريال وأكثر بعد انتقالهم، ولو عرض الأهلي أحد لاعبيه الجاسم أو المسيليم على قائمة الانتقال، وعرض النصر لاعبه أحمد المبارك وعرض الهلال أحمد الصويلح على قائمة الانتقال لتجاوزت مبالغ انتقالهم ال20 مليوناً، ويرى المراقبون أن هذه الظاهرة في الاحساء شكلت لبعض الأندية مندوبين خاصين لها مقيمين في هذه المنطقة لاكتشاف النجوم والمواهب من ملاعب الحواري، إذ هناك مندوب للنصر والهلال والاتفاق والقادسية والأهلي والاتحاد، ويتقاضى هؤلاء رواتب شهرية. وبدأ الوافد الجديد للأضواء وسفير الاحساء فريق الفتح يستفيد من مواهب منطقته، خصوصاً أنه الفريق الأشهر والأكثر جماهيرية في هذه المنطقة، ونجوم في أندية مثل الطرف والنجوم وحتى الروضة سيتجهون للفتح في الموسم الجديد، خصوصاً بعد نتائج الفتح هذا الموسم، وتثبيت أقدامه في الأضواء، ويرى الكثير من النقاد أن محافظتي الاحساء والقطيف منجم ذهب لنجوم أسعارهم زهيدة وبالإمكان الاستفادة منهم، واللاعب حسن الراهب وقبله صاحب العبدالله أفادا الأهلي كثيراً وكانا سابقاً يلعبان للخليج، وقبلهما الحارس الدولي السابق حسين الصادق الذي كان يلعب للنور قبل انتقاله للقادسية ثم الى الاتحاد، وتيسير آل نتيف الذي كان يلعب للخويلدية قبل أن ينتقل للاتفاق ثم للأهلي ثم الى الاتحاد، كذلك بشار عبدالله الذي كان يلعب للنور ثم الخليج ثم الشباب والحزم، وحالياً مع الاتفاق والأمثلة كثيرة لخصوبة محافظتي الاحساء والقطيف بالمواهب.