أكد عدد من رؤساء أعضاء مجالس الندية الأدبية الثقافية بالمملكة أنهم نفذوا من نسبته 90% من توصيات الملتقى الأول لرؤساء المجالس الذي عقد في الطائف، وبأن توصيات اللقاء الثاني المنعقد في الأحساء قبل قرابة الستة أشهر نفذ منها - أيضا - ما يقارب 90% خلال ما تم مناقشته في الملتقى الثالث الذي عقد نهاية الأسبوع المنصرم في أبها، الأمر الذي يجعل من هذه النسبة رقما يجسده ما تم ترجمته على خارطة العمل الثقافي المؤسسي للأندية الأدبية خلال ستة اشهر مضت، ويعكس حقيقة ما تم تنفيذه من توصيات بشكل يصدق عليه التنفيذ بعيدا تعليق جوانب القصور على شماعة عزوف الحضور، ولم يكن بالإمكان أكثر مما كان! ناقش اللقاء الأول لرؤساء الأندية بالطائف محاور هامة، خرج من خلالها رؤساء مجالس الأندية بعدد من التوصيات التي كان من أبرزها: التقويم والمراجعة المستمرة للبرامج والفعاليات التي تقيمها الأندية الأدبية على أساس منهج علمي، والتنسيق بين الأندية لإقامة الملتقيات وتوزيعها على مدار العام، وتوحيد مشاركة الأندية الأدبية في معرض الكتاب بجناح واحد، وإضافة دعوات تخصص لمشاركة الشباب لحضور معرض الرياض الدولي، وإقامة أسابيع ثقافية مشتركة بين الأندية بمشاركة الشباب، وتحسين معايير الجودة شكلا ومضمونا تسهم في صناعة الكتاب المحلي، وإقامة ملتقى للإبداع الأدبي الشبابي سنويا والاستمرار في عقد شراكات مع المؤسسات المهتمة بالشباب، وتعزيز العمل على جوانب الاستثمارية لإيجاد موارد إضافية للنادي، وإقامة ملتقى نصف سنوي لرؤساء الأندية، وزيادة المعونة المادية السنوية المقدمة للأندية الأدبية. وفي إطار ما تم تنفيذه من توصيات اللقاء الأول قال رئيس أعضاء مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي عطاالله الجعيد: إن ما يقارب من 85-90% من التوصيات بذلك اللقاء تم تنفيذها، حيث إن التوصية الأولى لنجد أن كل ناد أدبي يقوم على تقويم ومراجعة أنشطته وفعالياته، إذ إن للجمعية العمومية دورا في ذلك، كما تم تنفيذ إيجاد مقر للأندية الأدبية في جناح واحد بمعرض الرياض الدولي للكتاب، إلى جانب تحسين الجودة بمعايير طباعة الكتب، حيث نفذها كل ناد أدبي بمجلس إدارته ووفق اللائحة باختيار دار النشر. وأضاف الجعيد قائلا: ترك للأندية الأدبية الحرية بالملتقيات الأدبية الإبداعية، وكانت هناك مبادرة من نادي جازان، والشراكة مع المؤسسات المهتمة كالتربية والتعليم والجامعات، كما أن هناك بعض الأندية قامت بعمل لجان أسمتها "لجان تنمية الموارد" إضافة إلى فتح قنوات اتصال كبيرة مع رجال الأعمال، والشركات والمؤسسات. وفيما يتعلق بتوصية زيادة المعونة السنوية للأندية الأدبية، قال الجعيد: إن هذه التوصية هي محور نقاش دائم بين رؤساء الأندية إذا اعتبرنا أن معونة الأندية لم يتم زيادتها من 40 سنة تقريبا، ورغم الزيادات وارتفاع الأسعار، حيث رفعت هذه المبررات للوزارة، كما تم لقاء ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - في رمضان الماضي، وهناك متابعة مستمرة من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة والمسئولين بالوزارة، لأنها بالفعل تقف حجر عثرة أمام تنفيذ بعض البرامج ،كطباعة الكتب، وإقامة الملتقيات، والمكآفات والاستضافات، والجوائز، فإذا ماتم رفع الإعانة فأنا أجزم أن الأندية ستخطو خطوات كبيرة جدا في تنفيذ تطلعات المثقفين، وتستوعب الجميع بدون استثناء. أما ملتقى رؤساء الأندية الأدبية الثاني الذي انعقد في نادي الأحساء الأدبي فقد توصل الملتقى لمجموعة من التوصيات تمثلت في النقاط التالية: أشاد المجتمعون بنتائج المراجعة للفعاليات التي تقدمها الأندية الأدبية، وأكدوا على استمرارية عملية التقويم، والتأكيد على تنفيذ توصيات الملتقى وفق ما أوصى به المجتمعون وما يخدم العمل الثقافي في الأندية الأدبية، ويتولى النادي المضيف متابعة تنفيذ التوصيات مع الجهات المختصة خلال فترة رئاسته للملتقى، والتوصية برفع الدعم السنوي للأندية الأدبية إلى ثلاثة ملايين ريال لتتمكن من القيام بواجباتها. كما أوصى المجتمعون بضرورة دعم الملتقيات الثقافية التي تنفذها الأندية وفق حجم الملتقى بما يحقق الهدف من إقامته، وتوحيد جهود الأندية الأدبية من خلال المشاركة بإصداراتها في المعارف الداخلية والخارجية، وإقامة معرض نوعي لإصدارات الأندية الأدبية وفق آلية تتيح للجميع المشاركة ويقام هذا المعرض بالتناوب بين الأندية لتمكين شرائح المجتمع من الحصول على إصدارات الأندية بأسعار رمزية، والتأكيد على إقامة ملتقيات للشباب بالتعاون مع إدارات التربية والتعليم والجامعات في المناطق والمحافظات وتبني إبداعاتهم ومواهبهم وتنميتها، وأن يتزامن مع كل ملتقى تكريم شخصية أدبية من الشخصيات الرائدة التي لها بصماتها في حراكنا الأدبي أو مؤسسة من المؤسسات الداعمة للأندية وفق المعايير التي اقرها الملتقى. وحول ما تم تنفيذه من توصيات اللقاء الثاني لرؤساء الأندية الأدبية قال رئيس أعضاء مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الثقافي الدكتور ظافر الشهري: إن 90% من التوصيات باللقاء الثاني نفذت وقد أقيم جناح مشترك للأندية الأدبية، وتم مقابلة ولي العهد - حفظه الله - وتوصية زيادة الدعم للأندية على وشك التنفيذ، لكون ملف الأندية الأدبية تم تقديمه لولي العهد، وننتظر نتائجه قريبا، كما تم - أيضا - تنفيذ توصية تكريم الرموز الأدبية، إلى جانب ما قدمته الأندية في جوانب تشجيع الشباب، مشيرا إلى أن الشراكة بين النادي وبين أدبي أبها تأتي ضمن التوصيات التي طرحت مسبقا، وبأنه ستكون هناك شراكة فعلية من خلال استضافة الناديين أسابيع ثقافية متبادلة، والمشاركة بطباعة الكتب، وتبني ترجمة كتاب كبير يخفف الأعباء المالية على الناديين. أما الملتقى الثالث لرؤساء الأندية الأدبية، الذي عقد في نادي أبها الأدبي، فقد أوصى بضرورة وجود مشروع ثقافي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين يدفع نحو تنمية ثقافية تضاهي مكانة الوطن السياسية والاقتصادية، وستعمل الأندية الأدبية مع وزارة الثقافة والإعلام على بلورة تصور يليق بحجم هذا المشروع، كما أوصى الملتقى بتوجيه برامج الأندية الأدبية إلى تعزيز اللحمة الوطنية وتأكيد ثقافة الانتماء وصيانة مكتسبات الوطن، وتبني ملتقيات تخدم الشباب من الجنسين، مع التأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به الأندية حالياً في احتضان الشباب وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم، وأهمية دعم اللجان الثقافية التي تقيمها الأندية الأدبية في المحافظات والمدن. ومن التوصيات - أيضاً - تفعيل مشاركة الأندية الأدبية في مناشط "سوق عكاظ" وفق ما قدمه رؤساء مجالس إدارات أندية منطقة مكةالمكرمة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، والتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام بخصوص إنشاء مجلس الأندية الأدبية وفق التصور الذي تقدم به رؤساء مجالس الأندية، وتأكيد تصور وزير الثقافة والإعلام بعرض اللائحة المعدلة على مجالس إدارات الأندية الأدبية لمناقشتها قبل إقرارها. من جانب آخر قال رئيس أعضاء مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع: إن تحديد اللقاء كل ستة أشهر، جاء بسبب أن رؤساء الأندية لا يريدون أن تكون التوصيات حبرا على ورق، بل لتتجاوز ذلك لحد التنفيذ، وأن يقدموا ما نفذ من توصيات خلال الاجتماع القادم، وهذا يدل على الحرص والمتابعة والتنفيذ، مشيرا إلى أن رؤساء الأندية أحيانا قد لا يملكون القرار ولكنهم يملكون إيصال أصواتهم لصناع القرار بالوزارة، والذي بيده تحقيق المطالب، لذلك فاجتماعات الرؤساء هي من أجل التدارس ومتابعة ما تم تنفيذه وما تم إنجازه. وبّين آل مريع أن المشروعات التي تخرج من التوصيات على نوعين، فمنها مشروعات حقيقية لكون الأندية الأدبية بمجموعها تستطيع تنفيذها بعمل جماعي، وبأن الأندية بصدد عمل ملتقيات تشترك فيها الأندية الأدبية لتحقيق مثل هذه المشروعات، وهناك مشروعات كبيرة جدا لا تستطيع الأندية الأدبية القيام بها، كمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير الثقافة، ورفعها للوزارة للتباحث، ومن ثم اتخاذ القرار بها.. مختتما حديثه عن النوع الثاني من مشروعات الأندية الأدبية بأنها تتمثل في مشروعات أخرى تخرج بصيغة العموم، وكل ناد ينفذ برنامجه بحسب خصوصيته وتنفيذ العمل على حسب توجه كل ناد. د. ظافر الشهري د. أحمد آل مريع