الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله تعالى- قامة كبيرة فى عالم الشعر بشقية الشعبي والفصيح والميزات الأخرى كالقلم السيال والبلاغة فى المقال وتوصيف الحال والأحوال بخلاف ما تميز به فى عالم الصحافة والأدب والجغرافيا والتاريخ التى ارتقاها فى حياته ولا زالت معيناً للطلاب والدارسين والباحثين فى عالم اليوم. أخرجت لنا اليوم إحدى المهتمات والباحثات برجالات الوطن الدكتورة هيا السمهرى دراسة علمية عن شعر هذا العلم ضمن أطروحة علمية نالت على اثرها شهادة الدكتوراه التى حصلت عليها في عام 1433ه، بعنوان (شعر عبدالله بن خميس: دراسة موضوعية فنية) حيث بينت الباحثة أن ابن خميس (1339ه-1432ه) متعدد المواهب في مجالاته الإبداعية والتى أسهمت فى خدمة الأدب والثقافة والفكر الإنساني بوجه عام ولهذا كان اتجاهها واختيارها لهذه الدراسة إضافة إلى مزاوجة هذا العمل بما تحقق لها من دراسة لمرحلة الماجستير عن هذه الشخصية ايضاً. وما زادها عناية ان لهذه الشخصية أشعاراً لم تنشر بخلاف ما تم نشره على صفحات الجرائد، التي كانت دافعا لها لإعداد رسالة علمية عنه، موضحة الباحثة أن طبيعة البحث الإفادة من المنهج التاريخي والمنهج النفسي والأسلوبي وهو مما أعانها على بسط تجارب الشاعر وتحليلها تحليلاً يخرج نفائسها للمتلقي. وأشارت الباحثة فى التمهيد إلى روافد تشكل الإبداع لدى الشاعر وروافد هذا الإبداع وتأثير الموهبة والطبع والدراسة والقدوة، حيث خصصت الباب الأول لموضوعات الشعر التى نظم فيها الشاعر على ثلاثة فصول في المدح والفخر والمناسبات وغيرها، أما الثاني فدار حول الشعر الاجتماعي وشعر الاخوانيات والنقد والمناسبات، بينما جاء الثالث حول موضوعات شعر الوصف والغزل والرثاء والهجاء والحكمة والتأمل. أما الباب الثاني فضم موضوع الدراسة الفنية لشعر ابن خميس، مشتملا على أربعة فصول عن اللغة الشعرية وألفاظها وتراكيبها، ثم الصورة الفنية وروافد بنائها لدى الشاعر، ففصل ثالث عن الموسيقى الشعرية بشقيها الخارجي والداخلى.. حيث ختمت السمهري الفصل الرابع بالحديث عن الوحدة العضوية وبناء القصيدة عن الشاعر وختمتها بخاتمة ضمنتها أهم نتائج الدراسة.. حيث وقع البحث فى إحدى وسبعين وخمس مئة صفحة، جمعت الكثير من الأشعار والمواد التى تنشر لأول مرة خلال هذا البحث عن أحد رموز الأدب والثقافة في المملكة.