يعاني اكثر من 106 ملايين مواطن أمريكي من ارتفاع مستويات الكوليسترول لديهم بل ان أربعين مليوناً تقريبا منهم يعانون من مستويات كوليسترول مرتفعة جدا بما يشكل تهديدا خطيرا لصحتهم العامة. ولا يفرق الكوليسترول بين عمر وجنس فضحاياه من ذكور وإناث وفي الحقيقة فان النساء فوق سن الخامسة والأربعين يواجهن احتمالات اكثر في الإصابة بمستويات كوليسترول مرتفعة اكثر من الأعمار الأخرى. وإذا تجاهلت مستويات الكوليسترول لديك فانك تكون بذلك قد هيأت نفسك للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية وعليه فان الأمر جد خطير. وعادة ما تشتمل النصائح الطبية المثالية في السيطرة على مستويات الكوليسترول لدى الشخص اتباع حمية غذائية قاسية وصارمة وممارسة ضروب من الرياضة البدنية و تناول عقاقير خافضة لمستويات الكوليسترول في البدن إذا أخفق اتباع الحمية وممارسة الرياضة في تحقيق الهدف المنشود. غير أن هنالك أدلة متزايدة على إمكانية السيطرة على مستويات كوليسترول صحية دون اتباع هذه النصائح الطبية من حمية ورياضة وعقاقير طبية. ويتعين علينا في المقام الأول تعريف الكوليسترول فهو مادة شمعية تتكون في الدم وفي خلايا الجسم غير أنها تؤدي وظائف عديدة مهمة إذا كانت في مستويات عادية حيث إنها تبني وتقوي جدران الخلايا والعظم الغشائي وهو عظم ينشأ في نسيج غشائي ويلعب دورا حيويا في إنتاج بعض الهرمونات المهمة ولذلك فان الهدف ليس التخلص تماما من الكوليسترول في جسمك حيث إن الجسم ينتج بعض الكوليسترول بطريقته الخاصة والباقي يأتي من أطعمة حيوانية مثل اللحوم الحمراء والبيضاء ومن السمك والبيض والحليب والجبن ضمن الأغذية التي تتناولها. وقد أظهرت دراسات أخيرة بان الكوليسترول الذي تحصل عليه من طعامك يلعب دورا صغيرا في تجلط الأوردة والشرايين لديك بالمقارنة مع الكوليسترول الذي ينتجه جسمك بدون تدخل منك وعليه فان تقليل مقدار اللحوم والأطعمة الأخرى ذات العلاقة بارتفاع مستويات الكوليسترول لن تكون مجدية تماما ولذلك فانك إذا تناولت طعامك بكميات معقولة وابقيت على التوازن الغذائي فانك تكون قد فعلت كل ما تستطيعه من اجل حماية جسمك من مستويات الكوليسترول المرتفعة ولكن لا تأخذ هذا القول بمثابة رخصة لتناول اللحوم والبيض في إفطارك كل صباح أو تناول شرائح لحم البقر في وجبات عشائك كل يوم ولكن عليك فقط الاعتدال لتجنب اتباع حمية غذائية قاسية. ويلجأ بعض الناس إلى ممارسة الرياضة وبالرغم من أنها تساعد في المحافظة على مستويات كوليسترول صحية غير أنها لا تؤدي في حد ذاتها إلى فوائد إضافية. ولاحاجة لك لتركض كل يوم ميلين او تنفق أموالك في نوادي اللياقة البدنية من اجل خفض مستوى الكوليسترول لديك ولكن حاول فقط الاستفادة من أنشطة يومك العادية وعلى سبيل المثال استخدم الدرج في تحركاتك اليومية بدلا من المصعد وقم بالمشاوير الصغيرة مشيا على الأقدام بدلا من استخدام سيارة وقم بالمهام المنزلية المعتادة من نظافة وغسيل وغيرها حاول التمشي أو القفز لفترات قصيرة أثناء مشاهدتك التلفاز. وانه يتعين عليك أيضا قبل اللجوء إلى استخدام العقاقير الطبية أن تجرب الاستفادة من الأعشاب والتوابل التي يحتويها مطبخك والمتوفرة في كل الأماكن التجارية للأغذية في خفض مستويات الكوليسترول لديك وفي مقدمتها : أولا - الفلفل الأحمر حيث إن تناوله في الطعام ينشط الدورة الدموية وبالتالي يقلل من تجمع الكوليسترول في الأوردة والشرايين ويمكنك تناول اكبر كمية ترغب فيها منه. ثانيا - الثوم والذي يعتبر علاجا طبيعيا محددا لمشاكل الكوليسترول فانه يخفض مستويات الكوليسترول المضر ويرفع من مستويات الكوليسترول الحميد كما يعد عاملا مضاداً للتجلط وكذلك يمكنك تناول اكبر كمية تريدها منه اما رائحته فانه يكمن معالجتها بطريقتك الخاصة. ثالثا - البرسيم الحجازي الذي يحتوي على مادة تسمى سابونين تمنع الجسم من امتصاص الكوليسترول كما تمنع تكاثره في جدران الأوردة والشرايين والاهم من ذلك فان البرسيم الحجازي يهاجم الكوليسترول من النوع الضار بينما يبقي على النوع غير الضار منه. وكذلك فان هنالك العديد من الأعشاب والأطعمة الأخرى التي أظهرت فعاليتها في معالجة مستويات الكوليسترول المرتفعة بما فيها زيت الزيتون وزيت السمك وزيت بذر الكتان والكركم وغيرها من توابل وأعشاب مختلفة.