بمناسبة عيد الاستقلال السابع والستين للهند أتقدم، نيابة عني ونيابة عن شعب وحكومة الهند، بتحياتي وأطيب تمنياتي إلى كافة الجالية الهندية المقيمة في المملكة العربية السعودية، وأعرب عن شكري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتبني النهج الإنساني تجاه القضايا الخاصة برفاهية الوافدين الهنود في المملكة وأيضا لتمديد فترة السماح للمتخلفين الأجانب لتصحيح أوضاع تأشيرتهم. وتعمل السفارة بعزم ثابت لضمان أنه لا يبقى حتى هندي واحد من الوافدين الهنود في المملكة غير قانوني وفقا للقوانين واللوائح السعودية، ولتحقيق هذه المهمة على نحو فعال، قد أنشأت السفارة شراكة قوية مع الجالية الهندية، وقامت بتحريك وتنشيط شبكة تضم أكثر من 600 متطوع غير مجز الذين عملوا بصمت لمد اليد إلى الهنود المقيمين في أماكن بعيدة في المملكة، كما قد ساهم في جهودنا كل من اللجان الإدارية والمديرين والمعلمين وغير المعلمين من مدارس الجالية الهندية، وقد لعبت وسائل الإعلام على حد سواء العالمية والمحلية دورا فعالا في جهودنا للوصول إلى الآلاف من الهنود في المناطق النائية من هذا البلد الكبير. وهذه الشراكة أثبتت انها مفيدة جدا في تقديم المساعدة لكافة الهنود المتخلفين في المملكة ولتصحيح أوضاع تأشيرهم. وتجاوز المتطوعون حواجز اللغة والمنطقة والدين وعملوا كفريق واحد، علما بأن الوحدة الجوفية في التنوع كانت في العمل. لقد تم كل شيء حتى الآن على مسار سليم وأنا واثق من أننا سنحقق هدفنا جيدا خلال فترة السماح الممتدة التي أعلنتها السلطات السعودية، على كل حال، لا يزال أمامنا طريق طويل للذهاب. وأحث كافة زملائي الهنود على التعاون في جهودنا الرامية إلى حماية وتعزيز رفاهية المواطنين الهنود. وعلاقاتنا مع المملكة العربية السعودية تعود إلى عدة آلاف من السنين. وقامت الدولتان بصون الاتصالات الثابتة على أعلى المستوى السياسي. وفي عام 2006، قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة الهند كضيف الشرف خلال الاستعراض بمناسبة عيد الجمهورية للهند، ووقع الجانبان "إعلان دلهي"، مع توقيع "إعلان الرياض" خلال زيارة الدكتور منموهان سنغ، رئيس وزراء الهند إلى المملكة العربية السعودية في فبراير 2010، ارتفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" في مجال السياسة والاقتصاد والدفاع والأمن، ولقد حققنا تقدما مطردا في جميع هذه المجالات منذ ذلك الحين. أما في مجال الاقتصاد، تشهد علاقتنا نموا قويا، وقد بلغت تجارة الاتجاهين بين البلدين إلى أكثر من 43 مليار دولار أمريكي في 2012-2013، بينما شهدت الصادرات الهندية إلى المملكة نموا لأكثر من 72٪ خلال نفس الفترة. وتلبي الهند حوالي 17% من احتياجاتها من النفط الخام عن طريق استيرادها من المملكة العربية السعودية، وإن البلدين ملتزمان بتجاوز علاقتهما من علاقة البائع والمشتري التقليدية إلى شراكة الطاقة المفيدة بشكل متبادل. والتكامل في اقتصادنا قد جلب تقارب المصالح بين مجتمعات الأعمال في البلدين. والفرص الاستثمارية بين البلدين وفيرة وتحتاج استغلالها إلى أقصى حد، كجزء من جهودنا الرامية إلى زيادة تعزيز علاقاتنا التجارية نقوم بالمبادرة لتشكيل الشبكة السعودية-الهندية للأعمال في الرياض والدمام. آمل من جميع رجال الأعمال ورواد المشاريع الهنود المقيمين في المملكة العربية السعودية المشاركة في هذه المبادرة. أود أن أشيد بأعضاء الجالية الهندية المقيمين في المملكة العربية السعودية لدورهم البناء والنشيط في تعزيز علاقاتنا الثنائية. ويساهم الوافدون الهنود المقيمون في المملكة العربية السعودية مساهمة كبيرة في نمو وتنمية المملكة، وهذه هي الحقيقة التي تلقت تقديرا بالغا من قبل القيادة السعودية، وآمل أن تستمر الجالية الهندية أن تكون "الجالية الأكثر تفضيلا" في المملكة العربية السعودية لاجتهادها والعناية واحترامها للقوانين وطبيعتها للعمل الشاق. وأعرب عن شكري لقيادة المملكة لاستضافة عدد كبير من الجالية الهندية واهتمامها بقضاياهم ورفاهيتهم.. هذا، وأختتم كلماتي معبرا عن ثقتي التامة أن العلاقة الهندية-السعودية ستستمر في النمو وتساهم في الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة وما ورائها. *سفير الهند لدى المملكة