في عشية عيد الجمهورية الرابع والستين للهند، أتقدم بتحياتي الحارة وتمنياتي الطيبة لجميع المواطنين والزملاء والأصدقاء الهنود المقيمين في المملكة العربية السعودية. إن العلاقات التاريخية بين الهند وشبه الجزيرة العربية في مجالات التجارة والثقافة تمنحها طبيعة متميزة تتجاوز الحدود التقليدية الخاصة بالارتباط الإنساني. وفي الوقت الحاضر، قد لمس مستوى المشاركة الثنائية بين الهند والمملكة رقما قياسيا جديدا. والزيارات التاريخية لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، إلى الهند في يناير 2006، ولدولة رئيس وزراء الهند، الدكتور مانموهان سنغ إلى المملكة في أوائل عام 2010، أتاحت دفعة جديدة للمشاركة الثنائية. وقد وفرت اتفاقات دلهي والرياض الإطار وخارطة الطريق وساهمت في ارتقاء العلاقات الثنائية وبشّرت بعهد جديد من الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. والنمو الأخير المسجل في التجارة الثنائية كان رائعا، على أقل تقدير. من 15.94 بليون دولار أمريكي في 2006-2007، قد تجاوز حجم التجارة الثنائية 36 بليون دولار أمريكي في 2011-2012. وبلغت أرقام التجارة الثنائية من أبريل - نوفمبر 2012 إلى 27 بليون دولار، مسجلا زيادة 15.15% خلال الفترة نفسها من العام الماضي. واليوم، تمثل المملكة رابع أكبر شريك تجاري للهند، وتبقى أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند، ملبية نحو ربع احتياجاتها. وقد تجاوزت الاستثمارات الهندية في المملكة 1.6 بليون دولار أمريكي التي تغطي مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك خدمات الإدارة والاستشارات، ومشاريع البناء، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والمستحضرات الصيدلانية، وما إلى ذلك. ويوجد عدد من المشاريع الهندية - السعودية المشتركة، والشركات السعودية العاملة في الهند في القطاعات مثل صناعة الورق، والكيماويات، وبرامج الكمبيوتر، وتجهيز الجرانيت، والمنتجات الصناعية والآلات، والاسمنت والصناعات المعدنية وغيرها. وفي الآونة الأخيرة، وجدنا علامات مشجعة من المستثمرين السعوديين المتطلعين للاستثمار في الهند وخاصة في القطاعات مثل البنية التحتية والعقارات. ويوجد مجال واسع لتنويع العلاقات التجارية وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية. وفي العام الماضي، زار "وفد الشباب السعودي" المكون من 45 عضوا ثلاث مدن في الهند وهي حيدرأباد وبنغالور ونيودلهي برعاية وزارة الخارجية السعودية حيث قام الوفد بزيارة، لمدة 10 أيام، كل من مراكز التميز، ومقار تجارية، ومستشفيات، إلى جانب تبادل الأفكار مع الشباب الهندي، والاجتماع مع المسئولين الهنود. مؤخرا، كما تم عقد "الأسبوع الثقافي الهندي" في الرياض وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية الذي شارك فيه الوفد الهندي المكون من 54 عضوا. يقيم عدد كبير من المغتربين الهنود في المملكة ومساهماتهم في التقدم والتنمية الشاملة للمملكة قد تم الاعتراف بها وتقديرها. ومصداقية المجتمع الهندي كمحب للسلام ومجتهد في العمل وملتزم بالقانون محل الإعجاب. والحقيقة أن الكثير من مواطنينا المقيمين في هذا البلد الصديق هي في حد ذاتها شهادة على قبولهم على نطاق واسع من قبل الشعب السعودي والحكومة. وأود أن أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، للدعم والرعاية المستمرة المقدمة إلى الجالية الهندية في المملكة. ومما لا ريب فيه أن العهد الجديد الذي دخلت العلاقات الهندية – السعودية فيه هو زاخر بالوعود والآمال. وفي حين قد تم تحقيق تقدم هائل في العقد الماضي، يبدو المستقبل أكثر إشراقا، الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك، وفرصا كثيرة لم يتم الاستفادة منها حتى الآن، وذلك من أجل تحسين أوضاع شعوب البلدين. * سفير جمهورية الهند لدى المملكة