عبّرت الخارجية الإيرانية عن إدانتها لقتل المدنيين في مصر داعية جميع أطراف النزاع لضبط النفس، وحثتهم على اتخاذ التوجهات السلمية ومن ضمنها إجراء الحوار الوطني والتزام المسار الديمقراطي. ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن بيان للخارجية حول التطورات على الساحة المصرية، إنها "تتابع الحوادث المرة والمؤسفة في مصر بدقة، وهي اذ تستهجن التعاطي بعنف وتدين قتل المواطنين، تعرب عن قلقها العميق إزاء التداعيات المؤلمة لهذا الأمر"، وأضافت أنه لا شك أن "التوجه الراهن للتطورات يزيد احتمال وقوع الحرب الأهلية في مصر، وان استمراره لن يخدم مصلحة الشعب المصري الحضاري والصانع للتاريخ". ودعت الخارجية الإيرانية جميع أطراف النزاع لضبط النفس، محذّرة من التداعيات الخطيرة لهذا المسار في ضوء الأزمات القائمة في المنطقة، ومؤكدة على ضرورة وقفه على وجه السرعة، وحثّت كل النخب السياسية والعلمية والدينية والأطياف والمجموعات المختلفة على اتخاذ التوجهات السلمية ومن ضمنها طريق الحوار الوطني والمسيرة الديمقراطية، وأضافت أنه من البديهي ان استمرار مثل هذه الأحداث "سيوفر الفرصة للعدو الصهيوني والمجموعات المتطرفة وعملاء الاستكبار العالمي في المنطقة لاستغلال هذه الأوضاع، ليعملوا عبر حرف مسار ثورة الشعب المصري، على خلق عقبات ومشاكل امام مسيرة التنمية والتقدم في مصر مستقبلا". ووصف الرئيس التركي عبد الله جول ما يحدث في مصر اليوم الأربعاء بأنه "غير مقبول" ، ودعا في الوقت نفسه إلى إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي، ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن جول القول :"ما يحدث في مصر اليوم غير مقبول. فالاعتداء على المتظاهرين والمدنيين أمر غير مقبول لأنه قد يؤدي إلى عواقف وخيمة مهما كانت الأسباب"، ودعا جول إلى "التعقل" ، وطالب بإطلاق سراح "الرئيس المنتخب ديمقراطيا". كما صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطر بأن بلاده "تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل منهم"، ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا) اليوم الأربعاء فقد أعرب المصدر عن "تمني دولة قطر على من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر". وأضاف :"لقد ضربت ثورة 25 يناير أروع الأمثلة في الاعتصام السلمي ، وكذلك فعل معتصمو ميداني رابعة والنهضة ، ومن الضروري المحافظة على هذه السلمية وعدم الدفع باتجاه شق صف الشعب المصري الشقيق ، إذ من الصعب حساب نتائج المواجهات وإسقاطاتها مستقبلا"، وقال :"ترى دولة قطر أن الطريق الأضمن والأسلم إلى حل الأزمة هو الطريق السلمي ومبدأه الحوار بين أطراف لا بد لها أن تعيش سوية في إطار التعددية السياسية والاجتماعية ، ولا يمكن لأحد منها أن يقصي الآخر ، وإن دعوات الحوار التي صدرت كان يمكن لها أن تثمر لو أنها أتبعت بمؤشرات لإظهار الجدية من قبيل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات".