دان المجتمع الدولي أمس تدخل قوات الأمن المصرية العنيف لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي حين نددت الولاياتالمتحدة بفرض الطوارئ، طالبت تركيا مجلس الأمن بالتدخل «لوقف المجزرة». ودان البيت الأبيض «بقوة» لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد أنصار مرسي وعارض إعلان حالة الطوارئ في البلاد. وقال مساعد الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن «الولاياتالمتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر. نقدم تعازينا إلى عائلات القتلى والجرحى». وأضاف في مؤتمر صحافي: «لم نكف عن دعوة الجيش وقوات الأمن المصرية إلى التحلي بضبط النفس، والحكومة إلى احترام الحقوق العالمية لمواطنيها، كما حضينا المتظاهرين على الاعتراض سلمياً». وتابع أن «العنف سيجعل تقدم مصر نحو الاستقرار الدائم والديموقراطية أكثر صعوبة، وهو يتنافى في شكل مباشر مع وعود الحكومة الموقتة بالسعي إلى مصالحة». وشدد على أن الولاياتالمتحدة «تعارض العودة إلى حال الطوارئ وتدعو الحكومة إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التجمع ودولة القانون». ونبه أرنست إلى أن «العالم أجمع يشاهد ما يحصل في القاهرة... ونحض الحكومة المصرية وجميع الأطراف في مصر على تجنب أعمال العنف والتوصل إلى حل سلمي لخلافاتهم». وعلى رغم انتقاده الجيش والحكومة المصريين، رفض أرنست التطرق إلى ما يمكن أن تتخذه واشنطن من إجراءات للرد على ذلك. وتابع: «قلنا إننا نقوّم في شكل دوري المساعدة التي نقدمها إلى المصريين، وهذا التقويم مستمر». وفي أنقرة، قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في بيان إن «على الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، التحرك فوراً لوقف هذه المجزرة». ودان الرئيس التركي عبدالله غُل تدخل قوات الأمن المصرية، مؤكداً أنه «غير مقبول»، وعبر عن قلقه من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سورية. ونددت وزارة الخارجية الإيرانية ب «مذبحة بحق المدنيين». وأعرب الناطق باسم الوزارة عباس عراقجي عن قلقه من أن تسفر التطورات الحالية عن «حرب أهلية لا تخدم الشعب المصري وتاريخه الحضاري»، داعياً جميع الأطراف إلى «ضبط النفس». وحذر من «العواقب الوخيمة والخطرة لهذه التطورات التي تتزامن مع الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة»، مؤكداً «ضرورة إيقاف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف». ودعا إلى «انتهاج الطرق السلمية والجلوس إلى طاولة الحوار لحل جميع المشاكل العالقة». ونددت قطر، الداعم الرئيس ل «الإخوان» في مصر، في شدة بتدخل الشرطة ضد «المتظاهرين السلميين»، فيما دانت حركة «حماس» «المجزرة المروعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية» ودعت إلى «حقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين». ودان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بأشد التعابير أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الأمن المصرية القوة» ضد المتظاهرين. وقال في بيان إنه «يأسف لقيام السلطات المصرية باختيار استخدام القوة للرد على التظاهرات». ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى «إبداء أقصى قدر من ضبط النفس» في حين اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن «سقوط هذا العدد الكبير من القتلى أمر غير مقبول». وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن «قلقها الشديد». وقالت في بيان: «أدعو قوات الأمن إلى إبداء أقصى حد من ضبط النفس وأدعو جميع المواطنين المصريين إلى تفادي أي استفزازات جديدة أو تصعيد للعنف». وأكدت أن «المواجهة والعنف ليسا الطريق لتسوية القضايا السياسية الرئيسية». وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن «القلق العميق لتصاعد العنف في مصر»، مديناً استخدام القوة وداعياً «قوات الأمن إلى التحرك بضبط نفس»، فيما حذرت فرنسا من «استخدام غير متناسب للقوة»، ودعت إلى تغليب «منطق التهدئة». ودعت برلين إلى «البدء فوراً في مفاوضات» لتجنب «أي إراقة دماء جديدة». كما اعتبرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أن تدخل الشرطة «لا يسهم في إيجاد تسوية». ودعت قوات الأمن إلى مزيد من «التحكم في النفس». وقالت في بيان: «أبديت الرغبة في إخلاء الميادين» التي يحتلها أنصار مرسي في القاهرة «من خلال اتفاق بين الأطراف وليس بتدخل قوات الشرطة الذي لا يسهم في إيجاد تسوية للأزمة السياسية».