تواصل شركات الإنترنت انتشارها في سوق الشرق الأوسط بوتيرة بالغة السرعة، وبرغم أنها كانت تستهدف في البداية كامل المنطقة، إلا أنها ركزت بشكل متزايد على الأسواق الفردية وفهمت ما هو المطلوب لتحقيق النجاح في كل دولة على حدة، جاء ذلك في نتائج الدراسة التي نفذتها شركة الاستشارات بوز أند كومباني حول الاتجاهات الرئيسية لأكبر 50 شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم وعوامل نجاحها الجوهرية ومستوى أدائها. وقد حافظت الشركات الثلاث الأولى على مراتبها ولكن بترتيب مختلف، وذلك بفضل اتساع نطاق محفظة خدماتها ووجودها العالمي، حيث قفزت (آي بي إم) مرتبتين عن عام 2012 مُتصدرة طليعة التصنيف العالمي، تليها أوراكل ومايكروسوفت، وجاءت ساب في المرتبة الرابعة كأفضل الشركات الألمانية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما جاءت شركات تقديم حلول الأجهزة في المراتب الثلاثة التالية وهي سيسكو وأبل وإتش بي. ونجحت كل من غوغل وسامسونغ مع توسعهما المستمر في تقديم الخدمات والمنتجات في احتلال مرتبة ضمن أكبر 10 شركات في التصنيف، حيث أدركتا جيداً حجم الإقبال على الأجهزة الذكية وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط حيث ساهمت المنطقة في أرباحها نظراً لمستويات الأسعار المستقرة نسبياً. بالرغم من نمو إيرادات أكبر 50 شركة في العالم نمواً متواضعاً في عام 2013 (من 2.01 مليار دولار أميركي في عام 2011 إلى 2.07 مليار دولار أميركي في عام 2012)، إلا أن هذا المعدل لا يضاهي ما تحقق في السنوات السابقة، حيث وصلت بعض الشركات العاملة في السوق إلى قدرتها القصوى على النمو، وعلاوةً على ذلك، غدت كبرى شركات تقديم البرمجيات هي الوحيدة التي حققت نمواً قوياً في إيراداتها للعام الخامس على التوالي. وعلى النقيض من ذلك، كانت شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات وشركات الاتصالات العالمية هي الوحيدة التي عانت من ركود النمو، على الرغم من نجاحها في تحقيق الاستقرار لهوامش أرباحها قبل استقطاع الفوائد والضرائب في عام 2012. وكانت شركات الأجهزة والبنية التحتية التكنولوجية هي الوحيدة التي شهدت زيادة مستمرة في هوامش أرباحها ونمواً مستقراً في غضون السنوات الخمس الماضية، ويُعزى ذلك إلى نماذج أعمالها الفردية والمتكاملة القائمة في الأساس على توفير الأجهزة إضافةً إلى عناصر الخدمات التكنولوجية والحوسبة السحابية، وتؤكد نتائج الدراسة على قوة نموذج الأعمال هذا.