ما تعرضه القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المبارك من أعمال درامية يعتبر كارثة بكافة المعايير، فالكثير من التجاوزات الأخلاقية والسقطات الفنية عوضاً عن النصوص التافهة والمعالجة الضعيفة. ما تقدمه القنوات الفضائية من اعمال درامية تجاوز في معظمها جميع الخطوط وليست الحمراء فقط، وإضافة إلى عدم مناسبتها لروحانية الشهر الكريم، فقد احتوت على تجاوزات اخلاقية وألفاظ نابية كانت السمة الطاغية على معظم الأعمال، حتى ان اغلب تلك التجاوزات لم يكن لها داع اصلا ولا تؤثر على السياق الدرامي للاحداث انما جاءت كنوع من الاثارة الرخيصة، حتى الاعمال الكويتية اصبحت تتنافس نحو مزيد من تلك التجاوزات ومعظم الاعمال التي قدمت هذا العام والعام الماضي شهدت انحدارا كبيرا سواء في المضمون او المحتوى. بعد ان كانت الدراما الكويتية سباقة في الاعمال المميزة تحولت الى مجرد صور تتحرك وحوارات مليئة بالصراخ والعبارات الحادة والخادشة. الاعمال الدرامية الكويتية رغم انها تجد متابعة كبيرة ومن مختلف فئات المشاهدين الا ان اغلب تلك الاعمال جاء مخالفاً للتوقعات فالنصوص ضعيفة والاخراج مشي حالك كما يقولون رغم وجود كوكبة كبيرة من النجوم المتميزين وذوي الخبرة الطويلة ومعظمهم يحملون تأهيلاً أكاديميا الا ان ما يقدم حاليا لا يتناسب والواقع المطلوب. حين تتابع مسلسلا مثل "بركان ناعم" تجد ان العمل يقدم وصلات يومية في الشتائم وآخر طرق النصب والاحتيال والسرقة. وحين تشاهد عملا مثل "لن اطلب الطلاق" تشاهد احداثا مركبة بصورة مضحكة وصراخ مستمر بداع وبدون داع ومبالغ فيها من نجمته هدى حسين، وحين تسترجع احداث مسلسل "سر الهوى" لا تدري ماذا يريد المسلسل ان يقول ولا ماذا يسعى لإيصاله؟. الدراما الكويتية بدأت تفقد توهجها الذي كان المشاهد العربي وليس الخليجي يتابعها، وأصبحت مجرد أعمال مليئة بالاحداث الصاخبة والمشاهد الجارحة. بقي لدي سؤال أتمنى أن أجد له إجابة: كيف عادت مشاهد التدخين والسجائر للأعمال الكويتية وبشكل كبير وواضح؟. أليس هناك قانون من وزراء الصحة بدول مجلس التعاون يمنع عرض مشاهد السجائر في التلفزيون؟. الدراما الكويتية مطالبة بإعادة النظر في واقعها الحالي حتى تعود متوهجة كما كانت..