يعتبر الدماغ المسؤول الرئيسي عن التحكم بدورة النوم ويؤدي اعتلال الدماغ الى خلل في هذة الدورة الطبيعية. وبما ان الخلايا الدماغية هي المسؤولة عن النوبات الصرعية فإن النوم والصرع يرتبطان ارتباطاً وثيقاً. ففي حالة النوم غير الحالم تعمل خلايا الدماغ في تزامن مع بعضها البعض مما يساعد الخلايا الصرعية على التزامن وبالتالي إلى حدوث نوبة صرعية أو نشاط كهربائي صرعي في التخطيط الدماغي. أما في حالة النوم الحالم فإن خلايا الدماغ تكون نشطة جداً ولكن غير متزامنة مع بعضها، وكما أن الخلايا العضلية تكون في وضع إرتخاء لايسمح لها بالحركة وهذا مما يقلل فرصة حدوث نوبة صرعية في هذه المرحلة. وينقسم الصرع إلى قسمين رئيسيين ويتفرع من كل قسم عدة فروع: 1- الصرع العام 2- الصرع الجزئي الصرع العام: ويرتبط عادة ارتباطاً قوياً بدورة النومز فأحد أنواع هذا الصرع ينشط خلال فترتين من النوم، الفترة الأولى أول الليل بين 9 – 11 مساءً والفترة الثانية قبل الصحوة من النوم بين 3 – 5 صباحاً، بينما نوع آخر من أنواع الصرع العام وهو الصرع اليفعي الرمعي المصحوب بتشنجات رمعية عضلية فينشط في ساعات الصباح الأولى بعد إلى ساعتين من اليقضة. ونوع ثالث وهو الصرع الغيابي والذي عادة مايصيب الأطفال ويكون عبارة عن نوبات يغيب معها الطفل عن الوعي مع سرحان ورمش بالعيون لعدة ثوان ليستعيد الطفل وعيه مباشرةً بعدها وقد لايلاحظه الأهل في بداية الأمر. بالعادة لايحدث لايحدث هذا النوع من الصرع إلا في حالة اليقضة ولكن يلاحظ وجود نشاط للتغيرات الكهربائية الصرعية في النوم الخفيف غير الحالم. الصرع الجزئي: وجد في حالة الصرع الفص الصدغي نشاط كبير للكهربائية الصرعية في مرحلة النوم غير الحالم وتقل هذه حتى تكاد تختفي في النوم الحالم. وفي حالة الصرع الجزئي الحميد عند الأطفال ويشكل 15- 25%. ويشمل نوبات صرعية جزئية في الوجه وأحد اليدين وقد تتطور إلى تشنجات عامة في الجسم, وعادة ماتختفي هذه النوبات عند مرحلة البلوغ. وتحصل هذه النوبات فقط أثنائ النوم في 80% من المرضى. وفي حالة صرع الفص الأمامي: والتي قد ينشأ عنها نوبات جزئية في أحد الجانبين مع الاحتفاظ بالوعي في حالة صرع الفص الأمامي الجانبي، أو نوبات صرعية في الطرفين العلويين بشكل غير متساو مع دوران للرأس إلى أحد الجبهتين والتي تحصل في صرع الفص الأمامي الوسطي. أو تشنجات مصحوبة بحركات عنيفة خاصة في الأطراف السفلية وتكون معظم هذه النوبات في العادة في حالة النوم الغير حالم. وجد ارتباط الصرع بالنوم في عدة دراسات منها أن بعض الأشخاص لم يكونوا مصابين بالصرع أصيبوا بتشنجات صرعية بعد حرمانهم من النوم لمدة 48 ساعة وفي دراسة أخرى وجد أن 65% من المرضى المصابين بالصرع أصيبوا بنوبات صرعية بعد حرمانهم من النوم الليلي و15% أصيبوا بنوبات صرعية نتيجة تغيير عادة النوم. وكما أن النوم يؤثر على الصرع فإن العكس صحيح أيضاً حين لوحظ أن مرضى الصرع يأخذون وقتاً أطول للدخول في النوم بعد الاسترخاء. كما أن لديهم زيادة في النوم غير الحالم على حساب نقصان في النوم الحالم. * قسم العلوم العصبية ووحدة الصرع