تعيش كثير من الفتيات بين أسرهن بعد ما فاتهن «قطار الزواج» لأسباب ربما ليس لهن دخل فيها؛ فالقطار يسير ولن يتوقف لمجرد أن هناك من لم يستطع اللحاق به.. ولكن السؤال لماذا فاتهن القطار؟. «الرياض» التقت بمجموعة من الفتيات لتنقل حكاياتهن. البداية مع المواطنه «فاطمة» -35 عاماً-، وتعمل معلمة، وتمارس أعمالاً تجارية على «النت»، وتعد الأخت الصغرى لاثنين من الأشقاء كلاهما تزوج ولديه أطفال يعيشون حياة سعيدة، أما شقيقتها الكبرى فهي متزوجة أيضاً لكنها تقيم خارج المنطقة. وقالت:»بعد زواج الجميع عانيت الوحدة والاكتئاب فى بيت خلا تماماً بعد وفاة الأم، وبقيت وحيدة مع والدي الذي فكّر في الزواج بعد رحيل والدتي، إلاّ أنه متردد وينتظر زواجي، ولكن النصيب لم يأت بعد». وأضافت «أميرة»: «يبدو أنني السبب في عدم زواجي حتى اليوم، فكنت في العقد الثاني من العمر أرفض فكرة الزواج؛ بسبب رغبتي مواصلة دراستي، ومع الأيام قلّ عدد من يتقدم لي، رغم عملي في القطاع الخاص منذ سنوات، وأحوالي ممتازة، لكن شعوري بعدم الزواج يؤرقني ويحزنني إلى حد البكاء أحياناً»، مشيرة إلى أنه لا يعرف ذلك إلاّ والدتي؛ فهي الوحيدة التي تعيش ظروفي ومعاناتي، لكن بصراحة أشعر أن الحياة ناقصة كوني لم أتزوج بعد، على الرغم من أنني في السابعة والثلاثين من عمري، وأتمنى لو جاء شخص مناسب حتى ولو كان متزوجاً فسوف أقبل به في الحال، ومن خلال التجربة أنصح كل فتاة أن تقبل بالرجل المناسب وهي في سن الزواج فهذا أفضل. وأشارت «بدريه» -ممرضة تجاوز عمرها الخمسين عاماً وتقاعدت مبكراً- إلى أن أهلها رفضوا تزويجها من بعض زملائها الأجانب في العمل، وأُسقط في يدها، وتقبلت الأمر بصعوبة وألم، ومرت الأيام بصورة سريعة ورتيبة، وتقضي وقتها في مشغل لها وصديقتها ويدر عليهما دخلاً كبيراً. وقالت:»إن عدم زواجي حتى الآن لم يعد مشكلة، حيث تعودت على ذلك، ولا تهمنى نظرة الآخريات أو حتى اسئلتهم المؤلمة أحياناً»، مؤكدة على أن تأخر زواج الفتاة هو من عند الله؛ فكل شيء مكتوب.. وقسمة ونصيب. أما «ثريا» فهي خاطبة بطريقة غير مباشرة، ولكنها لم تتزوج بعد، حيث تجاوزت الأربعين ولم يكتب لها النصيب، وتعمل معلمة في إحدى القرى، وقد تقدم لها أكثر من زوج قبل عقدين من الزمن لكن الأول كان يريدها زوجة ثانية ورفضته، والثاني كان يريد الانتقال بها إلى المنطقة الغربية وبحكم ظروف والدتها الصحية لم تقبل أن تكون بعيدة عنها، وانشغلت بدراستها وعملها. وقالت:»أساعد حالياً أفراد أسرتي في البحث عن زوج أو زوجة، ومع التطور التقني صرت اتعرف على الفتيات من خلال صفحات الفيسبوك، ومن خلال تواصلي المباشر معهن، وطبعاً هذا يأخذ الطابع السري». «ليلى» تقول جاء لي أكثر من زوج؛ فأنا جميلة ومتعلمة، وكما يقولون في عين الزبون، وبحكم كوني من أسرة معروفة فنحن لا نقبل إلاّ بما يناسبنا، فهذا تقليد وعُرف في عائلتنا، ولكن أصابني حادث عندما كنت في العشرين من العمر، واحترق وجهي وجزء من جسمي عندما كنت أُحضّر طعام العشاء، وهذا قدري، وبحكم إنني كنت في مدينة صغيرة لم تكن تتوفر فيها الخدمات الطبية كما يجب، ولم يتم التعامل مع الحروق بصورة تجميلية مما ترك آثاراً شوهت ذلك الجمال؛ لذلك هرب مني الخطاب والعرسان. وأضافت:»أنا الآن تعودت على حياتي، ولي اهتماماتي في مجال التوعية والإرشاد، وأعمل في القطاع الخاص، وهو ما أبعدني عن التفكير في الزواج أو هم العنوسة أو حتى تعب الأيام».