اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك.. مقولة بات الآباء والأمهات يرددونها هذه الايام، وبحثا عن الزوج الصالح المناسب لبناتهم الشابات ذات الحسب والنسب والجمال والمال وخوفا عليهن من العنوسة بعد ان كانت هذه الفكرة حتى عهد قريب مرفوضة منهم جملة وتفصيلا.. لكن ماذا لو بدأت البنات انفسهن في البحث عن هذا الشريك بمواصفاتهن الخاصة بعيدا عن اختيار الاهل لهن بحجة ان هذا الاختيار قد لا يناسب احلامهن وافكارهن في اختيار فارس الاحلام في الارتباط به.. ولأنه لا حياء في الدين في ان الزواج نصف الدين. في هذا التحقيق ماذا يقول علماء الدين في هذه القضية وهل يوافق عليها الاهل والفتيات في رؤية اليوم؟ لا حياء في الزواج في البداية وقبل الاستماع الى آراء الاهل والشابات يشير الكاتب الاسلامي الشيخ د. احمد عبدالقادر المعبي: يستهجن كثير من الاهل عرض بناتهم للزواج معللين ذلك بأنه لا يتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، لذا كان من الواجب على اهل البنات التفكير في ضرورة تزويجهن خوفا من ان يفوتهن قطار الشباب والدخول في دوامة العنوسة حينها يصبح ارتباطها بأي رجل شاب فيه نوع من الصعوبة والذي يرفض الارتباط بشابة تكبره سنا حتى وان كانت لم يسبق لها الزواج من احد. ويضيف الداعية الاسلامي المعبي لذا فإني في هذه المساحة أؤيد للفتاة ان تبدأ في البحث لها عن صاحب الخلق والدين ولا حرج في ذلك في ان تنتقي بين آلاف من الرجال الانسان الذي تلوح عليه ملامح الصلاح والعبادة والزهد والذي يتميز بصفات وميزات قلما تتوفر بالرجال هذه الايام. الدنيا تغيرت سألنا الشيخ د. احمد المعبي عن أن فكرة بحث البنات للعريس الصالح من قبل الاهل مرفوضة جملة وتفصيلا، مدعين ان ذلك يضر بسمعة البنت وحتى لا يقول عنها الناس انها تريد الزواج وكأنها لا تستطيع الانتظار لحين ان يأتيها نصيبها.. فماذا تقول في ذلك؟ الحقيقة أن هذه العقليات كانت حتى عهد قريب سائدة في مجتمعنا السعودي لأسباب كثيرة ابرزها.. أن العادات تحكمنا في موضوع الزواج وهي ما اسميها بالنعرة القبلية (والتعصب القبلي) حيث تظل الفتاة حبيسة هذه العادات التي رغم تطور الحياة وتغيرها ما زالت تحكمنا حتى يومنا هذا في بعض القبائل والمناطق في المملكة كان يرفض الاهل تزويج بناتهم من غير القبيلة التي ينتسبون اليها او ان يكونوا من الاشراف الذين يرفض دخول احد كما هم في منطقة الطائف إلى نسبهم سوى من نفس النسب وهو الاشراف اذا رغب احد في الزواج من بناتهم.. وهكذا. ايضا هناك سبب آخر وهو عضل الآباء لبناتهم بسبب الراتب، حيث يرفض بعض الآباء تزويج بناتهم بسبب رواتبهن العالية، وكلما تقدم لهن احد يرفض مُدعيا انهن متزوجات او مخطوبات. ويشير د. المعبي لقصة حقيقية حدثت له عندما اتصل به شقيقتان تعملان مدرستين في احدى المدارس وتشتكيان فيه من ظلم والدهما ورفضه لتزويجهما من العرسان الذين يتقدمون لهما بسبب رواتبهن حيث ان راتب كل واحدة (12) ألف ريال اي (24) ألف ريال راتب الشقيقتين وهذا ما دفع والدهن لرفض العرسان لاستيلائه على هذا المبلغ الكبير كل شهر المهم انني وبعد تلقي الشكوى من الفتاتين قابلت والدهما والذي رفض تزويجهما بحجة كاذبة وهي انهما مخطوبتان، فلم يكن بيدي حيلة في ان اكذب الوالد الظالم صحة ارتباط بنتيه لاني لا استطيع ان اخبره بان بنتيه اتصلتا بي تطلبان الزواج من دون علمه، فكان حلي الوحيد لهما ان تقدما شكوى الى القاضي في المحكمة على والدهما وفي ذلك لا يعتبر عقوقًا عما تفعلانه ليستطيع القاضي إسقاط الولاية من الوالد بعد ان يكتشف ظلمه في رفضه لتزويجهما بسبب طمعه في راتبيهما. ورغم محاولاتي في اقناعهما بذلك لكنهما رفضتا تقديم الشكوى ضد والدهما وفضلتا العنوسة على فعل امر لا يرضى به المجتمع على الاطلاق. اما السبب الثالث والكلام ما زال للشيخ المعبي: هو اقتران زواج الكبيرة بزواج الصغيرة، بمعنى رفض الصغيرة للزواج قبل ارتباط الشقيقة الكبرى وفي ذلك ظلم للصغيرة التي يبقى نصيبها معلقاً ما دامت اختها الكبرى لم تتزوج حتى الآن. بعد الخاطبة.. الفضائيات والكمبيوتر حلّ المشكلة ويشير د. المعبي الى انه في السابق كان الاهل يعتمدون على الخاطبة التي كانت تقوم بتوفير الشباب والفتيات للاهل الباحثين عن تزويج ابنائهم اما اليوم ومع اختفاء الخاطبة بسبب التقنيات الحديثة التي اصبحت في متناول البنات تحديدا لم يعودوا يحتاجون الى الخاطبة كما في الماضي والسبب الفضائيات التي حلت مكانها وبرامج الزواج التي ساهمت في توعية الفتيات بطرق الارتباط والزواج، وكيفية اختيار الشاب المناسب لهن بعيداً عن الاهل والطرق التقليدية، ولا ننسى الشات والماسنجر الذي اصبح سهلاً على الفتاة اليوم محادثة الشاب والتأكد من اخلاقه والمواصفات المطلوبة، وكل هذه التقنيات ساعدت على اختيار الفتاة لفارس احلامها ومن ثم الارتباط به. الجامعيات يؤيدن الفكرة فكرة ان تبحث الفتاة بنفسها عن الانسان المناسب لاقت استحساناً وتأييداً من كثير من الشابات خاصة وانهن يؤيدنها في ظل الظروف السعودية التي لا تعطي الفرصة لهن في عملية الالتقاء بالرجل المناسب وبالتالي الارتباط به، من هذا رأي الشابة جهينة . ع التي قالت مؤيدة بشدة: الحقيقة ان بنات اليوم لم يعدن يوافقن على الارتباط عن طريق الخاطبة او الاهل وهي الطرق التقليدية التي كانت متبعة في الماضي، لكن اليوم اصبح للفتاة رأي مستقل وخاص بها، وترفض ان يفكر احد عنها، او يختار عنها ما قد ترفضه هي في حال تعلق الامر تحديداً بالزواج، وتكوين اسرة جميلة. وعن نفسي فقد تعرفت على خطيبي عن طريق صديقتي التي اخبرتني بان لها جارًا في العمارة التي تسكنها ويرغب بالزواج بمواصفات هي تقريبا موجودة بي، وعليه وبعد تفكير قصير اخذت رقمه من صديقتي وكلمته عدة مرات حتى تأكدت من وجود نفس المواصفات التي ارغبها ايضا في فارس احلامي وبعدها طلبت منه التقدم لاهلي وخطبتي منهم وهكذا تم الارتباط والحمد لله اني وجدت فيه الرجل الذي كنت ابحث عنه في الماضي والذي كان من اهم أسباب موافقتي عليه هو موافقته التامة لإكمال تعليمي، بل وايضا السفر للخارج للابتعاث انا وهو لاكمال دراستنا العليا في تخصص كل منا. تزوجت صديق أخي حدث ذلك عندما كنت مع شقيقي في السيارة وصادف مرور صديقه الذي رآني واعجب بي وتقدم لاهلي للارتباط به لكنني رفضت ذلك بحجة اني لا ارغب في الزواج الآن، ولكن في حقيقة الامر والكلام للطالبة الجامعية افنان محمد كان رفضي الحقيقي لذلك الشاب هو اني لا ارغب في الزواج التقليدي وتضيف: بعد مرور اشهر فوجئت صدفة بشقيقة هذا الشاب تتصل بي وتطلب مني ان اكلم شقيقها اذا لم امانع في ذلك، وعندما سألتها عن السبب قالت انه يرغب في ان نتعارف لان نيته سليمة في الارتباط، فلم امانع وحادثته، وكم فوجئت بحسن خلقه وطيبته والتزامه، فطلبت منه ان استخير الله وافكر في الامر، والحمد لله ان الله وفقني في هذا الاختيار وتم الارتباط وكان فعلاً الزوج المثالي الذي تمنيته. نرفض الزواج التقليدي بهذه الجملة علقت مجموعة من الفتيات الشابات اللاتي يبحثن عن فارس الاحلام بعيدا عن الزواج التقليدي فتقول سعاد عابد موظفة في احدى المستوصفات الخاصة وتبحث عن الرجل المناسب لكن بعيدا عن تدخل الاهل والزواج التلقليدي القديم تقول: مثل الشاب تماما من حقي اختيار الرجل الذي سوف ارتبط به لاني انا التي سوف تعيش معه وليس اهلي الذين قد تكون رؤيتهم للرجل.. مختلفة عن رؤيتنا نحن البنات، وبتأييد لفكرة ان تبحث الفتاة بنفسها للزواج، ترى سعاد ان هذه الفكرة ليس فيها انقاص لحياء المرأة او خجلها، فشباب اليوم اختلف عن الامس والذي هو بدوره يرغب في ان يلتقي بالشابة ويتعرف عليها بعيداً ايضا عن الاهل، فقد لا يكون هناك توافق مشترك بين الطرفين وهذا ما يسهل عملية الانفصال المبكر قبل الدخول في عقد النكاح وتدخل الاهل في الزواج. اما الشابة خريجة الاقتصاد والادارة نهى العمري فتقول : نحن في القرن الحديث وهذا معناه ان العادات القديمة اصبحت لا ترضي شباب وشابات اليوم، فما كانت تقبله امي وجدتي في الماضي لا نقبله نحن الفتيات في المستقبل الذي تغير كليّاً واصبح بحاجة لتعديل الكثير من مفاهيمه، وافكاره، ومن الصعب على الاهل اليوم اقناع الفتاة بالارتباط برجل دون ان تراه او تجلس معه او حتى تكلمه لتعرف هل هو متوافق معها فكريّاً واجتماعيّاً وعقليّاً ام لا. وعن نفسي افضل قبل الارتباط ان اعرف كل شيء عنه فهذا من حقي لاني لا اقبل من الارتباط بشخص اقل مني ثقافة وفكرا وروحاً وعقلا. الشباب لهم رأي نعرف أن شباب اليوم يؤيد كل شيء هو في صالحهم وفكرة بحث الفتاة عن الشباب المناسب لها قبل تدخل الاهل لاقت الكثير من الآراء من قبل الشباب فماذا قالوا في ذلك: - جمعة الاحمري: اؤيد هذه الفكرة شرط ألاَّ تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا التي ما زالت سائدة وتحكمنا، اي بالامكان للفتاة الإلمام بكل التفاصيل عن الشاب المطروح عليها للزواج ما دام ذلك لا يخدش حياءها او يخرجها عما تربينا عليه من دين وخلق وحسن التعامل الذي لا يخرجها عن الاصول والواجب في مثل هذه الامور. معتز الرومي لقد تغيرت الدنيا، فلو وجه لي مثل هذا السؤال فسأقول بأني شخصيا ارفض الارتباط بفتاة لا اعرف عنها اي شيء فما بال الفتاة نفسها، لقد اصبحت الفتيات اليوم اكثر تعقلا وفكرا واتزانا عما كن عليه في السابق، وعليه فان الاهل لا يجب عليهم ارغامها للارتباط بشخص لا تعرفه هي او هم انفسهم لمجرد انه شاب طرق الباب للزواج، وهذا يسهل للجميع من تخفيض نسبة المطلقات اللاتي ينفصلن عن الزواج باشهر قليلة بل واحياناً اسابيع لعدم تكافؤ الطرفين في الزواج. مهند عامر لا يؤيد هذه الفكرة وهي ان تبحث الفتاة بنفسها عن الشريك ويعلل هذه النظرة ان الفتيات عموما والشابات خاصة يفتقرن للخبرة في معرفة معادن الناس وكثيرة هي القصص التي توضح ذلك، لذا فان اختيار الاهل للشاب المناسب لابنتهم افضل بكثير من اختيار الفتاة له، فنحن في بيئة لا تملك فيها الفتاة الحرية لاختيار ما يناسبها للعادات والتقاليد المعروفة، لذلك انصحها بترك هذا الامر لوالدها الذي حتما قبل ان يفكر في اعطاء الموافقة سيبحث عن مكان عمله ويسأل عنه، ولو حدث شيء في المستقبل لا قدر الله من خلافات ومشاكل، يسارع الاب باصلاح اي خطأ وقع في هذا الشأنه لكن عندما يكون ذلك من اختيار الفتاة سيقول اهلها بان هذا اختيارها من الاول وعليها تقبل الامر بخضوع تام، واعتقد ان الجميع يفهم قصدي.