لعبت الأقدار الإلهية دورا رئيسيا في إبقاء أسعار النفط في مستوى مرتفع طيلة هذا العام، فبعد الأعاصير المدارية التي اجتاحت خليج المكسيك وأجبرت شركات النفط الأمريكية على إغلاق منشآتها النفطية لفترات متكررة أثرت على كمية الإنتاج القادمة من هذه المنطقة التي تساهم في 30٪ من الواردات الأمريكية من النفط، جاء دور الحرائق فلم تمر أربع وعشرون ساعة على الحريق الذي شب في مصفاة الشركة الهندية للبترول وتسبب في وقف إنتاج حوالي 110 آلاف برميل يوميا حتى تعرضت مصفاتين للنفط في الولاياتالمتحدة لحريق جدد المخاوف من تراجع المعروض الأمر الذي صعد بأسعار النفط إلى ما فوق 60 دولاراً لخام وست تكساس. وقد تزامن حريق المصفاة النفطية بولاية تكساس المملوكة لشركة «بي بي» البريطانية الذي شب في وحدة للمعالجة الهيدروجينية لمخلفات التقطير والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 460 ألف برميل يوميا مع حريق آخر بمصفاة شركة «ميرفي أويل» في «لويزيانا» ثالث أكبر مصفاة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أدى إلى إغلاق وحدة المعالجة الهيدروجينية للكيروسين التي تبلغ طاقتها 18 ألف برميل يوميا مما أفضى إلى تصاعد أسعار النفط بصورة كبيرة حيث صعد خام ناميكس القياسي بمقدار 1,3 دولار للبرميل ليصل إلى 60,80 دولار للبرميل . وعلى الرغم من أن الشركة البريطانية أعلنت انه تمت السيطرة على الحريق إلا أن خام مزيج برنت ارتفع 60 سنتا إلى 59,58دولارا للبرميل كما زاد الخام الخفيف في سوق لندن إلى 59,35 دولار للبرميل. وتأثر سعر خام وست تكساس بهذه الأنباء ليصعد إلى 60,56 دولار للبرميل. كما ارتفع سعر الغاز الطبيعي إلى 7,78 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وعزز من ارتفاع أسعار البترول هبوط إنتاج المصافي في آسيا نتيجة إلى تراجع الطلب من الدول الرئيسية في آسيا وخاصة الصين واليابان والهند مما اجبر الشركات المالكة للمصافي على تخفيض عملياتها ومراجعة اقتصادياتها في ضوء تراجع النمو وتناقص هامش الربح حيث أجرت المصفاة الكورية خفضا على إنتاجها بنسبة 4٪ وفي اليابان خفضت مصفاة «نيبون» التابعة للشركة اليابانية للزيت إنتاجها البالغ 974 ألف برميل يوميا بنسبة 7٪ ويعتقد أن هناك مصافي في هذا الجزء من العالم سوف تحذو حذوها. وتجاوبت أسعار المعادن النفيسة مع هذا الارتفاع حيث زادت أسعار الذهب بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 435 دولار للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى سعر 7,24 دولارات وارتفع البلاتين إلى 898 دولار للأوقية.