ظلت أسعار النفط تحوم حول مستوى 60 دولاراً للبرميل التي بلغته أمس الأول واستمرت عليه طيلة التداول الصباحي في الأسواق الآسيوية يدفعها استمرار المخاوف من شح يعتري الأسواق بسبب قلة المنتجات البترولية المكررة. غير انه تراجع في الفترة المسائية بالأسواق الأمريكية إلى 59,80 دولاراً لخام ناميكس تسليم عقود أغسطس القادم بعد قلة نشاط الشراء للعقود المنتهية الشهر الحالي. ويقول مراقبون في سوق النفط إن المصافي العالمية غير قادرة على تكرير الخام المتوفر بكميات كبيرة في الأسواق وذلك لكونها تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية إضافة إلى أنها بلغت من الكبر عتيا الأمر الذي لن يمكنها من مواجهة الطلب المتزايد على المواد البترولية المكررة وخاصة من البلدان ذات الكثافة السكانية المتزايدة والاقتصاديات المنتعشة مثل الصين والهند واليابان. وطالب عدد من الاقتصاديين بضرورة توسيع الاستثمارات في المصافي النفطية ورفع القيود المفروضة عليها من قبل الدول الغربية بذريعة النظم البيئية من أجل سد حاجة العالم من نواتج التقطير والتي تعتبر المحرك الأساسي لارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية مع أن هناك من يقول بأن النفط لا يزال سلعة رخيصة مقارنة بارتفاع أسعار السلع العالمية وقيمته المضافة بعد مراحل التكرير. ومع أن الأسعار قد ارتفعت بنسبة 60٪ عن مستويات العام الماضي غير أنها لم تصل إلى أسعار عام 1980م عندما اندلعت الحرب الإيرانية - العراقية حيث إنها تعادل 90 دولاراً للبرميل مقارنة بحجم التضخم الذي اعترى الأسواق من تلك الفترة وحتى الآن. وقد شهد الخام في سوق لندن للتعاملات اليومية حركة بيع نشطة مما جعل أسعاره تصل إلى 58,27 دولاراً للبرميل كما ارتفع خام برنت ليصل إلى 58,31 دولاراً للبرميل وتراجع خام وست تكساس إلى 59,20 دولاراً بيد أن أسعار الجازولين ارتفعت إلى 1,68 دولار للجالون ، وارتفع مؤشر أسهم شركات النفط العالمية إلى 903,08 نقاط. وبقي الغاز عند سعر 7,2 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. بينما تراجع الذهب بمقدار 2,3 دولار إلى 441,3 دولاراً للأوقية كما تراجعت الفضة إلى 7,2 دولارات وصعد البلاتين إلى 896 دولاراً للأوقية.