من أعالي قمم المملكة، ومن متنزهات منطقة عسير، يقف الباعة الشباب من أبناء المنطقة بكل شموخ واعتزاز وهم يقدمون "شاي الجمر" لزوار ومصطافي المنطقة بنكهاته المتعددة، سعياً منهم في سد أوقات فراغهم بعائد مادي يدعم متطلبات حياتهم اليومية. وشاهدت وكالة الأنباء السعودية انتشار باعة "شاي الجمر" في عدد من المتنزهات، وعلى جنبات الطرق بالمنطقة، وقد علت محياهم عبارات الترحيب والابتسامة. يقول الشاب منصور الحنيشي أحد باعة الشاي بمتنزه "هام السحب" "إن المهنة تدر عليه دخلاً إضافياً ثابتاً في أوقات الصيف والإجازات، حيث تتجاوز إيراداته اليومية خمسمائة ريال، نظراً للإقبال على "شاي الجمر" من قبل زائري المنطقة والمصطافين. ويضيف الشاب حاتم بن عبدالله أنه وجدها فرصة كبيرة لاستثمار وقت فراغه وتجمع المتنزهين على الطرقات المؤدية لمتنزهات الفرعاء ودلغان والحبلة والجرة وغيرها، ليستغل وقته في بيع "شاي الجمر" والمأكولات الشعبية مثل "خبز التنور، والسمبوسة، والفطائر، "معتمداً بذلك على ما تنتجه أسرته وتتفنن في طهيه في المنزل وهذا ما شجعه على العمل على بيع كل ما تنتجه من مأكولات متقيدا بمتطلبات وشروط النظافة، حتى يكسب ثقة المشتري ليعاود شراء ما يعرضه من مأكولات. وحظيت هذه الفكرة التي بدأت في التوسع والانتشار بقبول العديد من السياح وأهالي المنطقة، خاصة فئة الشباب الذين يقبلون على شراء الشاي بنكهات الطبيعة المتنوعة. ويسترجع محمد النعمي ذكريات شاي الجمر، مشيراً إلى أنه لم يكن يحتسيه إلا في طلعات البر فقط، وقال: بعد أن رأيت هذه الفكرة أصبحت متداولة قمت بشراء مجموعة من الحطب وبعض الأباريق المخصصة للشاي بالإضافة إلى جلب المياه المحلاة وخصصت عددا من أنواع الشاي حسب كميات السكر المطلوبة من قبل الزبائن وقمت ببيعه بسعر ريالين بنكهات متعددة مثل الحبق، والنعناع، الدوش أو الوزاب كما يسميه البعض، والميرمية، والبردقوش مضيفاً أنها تقضي على أوقات الفراغ فيما ينفع. ويوضح البائع علي سليمان أن عملية البيع تتم من بعد صلاة العصر وحتى الساعة 11 مساء ، مؤكداً أن إعداد الشاي بالحطب أو الجمر يختلف في مذاقه عن طريقة إعداده بالأجهزة الأخرى. ويحرص جابر القيسي على بيع شاي الجمر بنكهاته المتعددة وأنواعه المختلفة والشاي الأخضر والقهوة العربية بالإضافة إلى بيع خبز التنور والسمبوسة والفطائر المتنوعة، مشيراً إلى أنها لاقت إقبالا متزايداً من المصطافين.