رغم أن فكرة بيع شاهي الجمر في عسير لم يمض على تطبيقها إلا عام واحد، إلا أن متنزهات المنطقة والطرق المؤدية إليها، لا تكاد تخلو هذا العام، وتحديدا مع حلول موسم الصيف، من عشرات المواقع التي تبيع الشاهي بنكهات وأذواق مختلفة، في إشارة إلى زيادة الإقبال عليها، وأنها ذات دخل جيد. وفي رصد ل"الوطن"، اتضح أن القائمين على تقديم شاهي الجمر للزبائن، غالبيتهم من الشباب، ويستخدمون أدوات بسيطة، تتمثل في منصة حديدية يوضع عليها الجمر، والأباريق الخاصة بغلي الشاهي، في حين يتم توفير عدد من نكهات الشاي مثل الحبق والنعناع والبردقوش، والميرمية، وكذلك السكر، فيما عمد آخرون إلى اقتناء مركبات متنقلة للبيع. ويبدأ البائعون نشاطهم من بعد الظهر إلى قرابة منتصف الليل، ويعملون على اختيار مواقع ملفتة وذات جذب للزبائن. ويشير الشاب علي الشهراني "بائع في متنزه الحبلة" إلى أن فكرة بيع شاهي الجمر تنامت في فترة قصيرة، وذلك بسبب اختلاف مذاقه عن الشاهي الذي يتم تخزينه في حافظات الحرارة لفترة طويلة، معتبرا أن شاهي الجمر يتميز في مذاقه عن الشاهي المعد على الغاز، مما أدى إلى زيادة الإقبال عليه من مختلف الفئات. أما الشاب مشافي عسيري "بائع في متنزه السودة"، فأكد أن بيع شاهي الجمر أسهم في توفير دخل جيد للشباب، وغالبيتهم من طلاب المدارس، إذ حرصوا على قضاء وقتهم فيما ينفعهم، وأخذوا يتدربون قبل وقت الصيف على تجهيز أدوات الشاهي، وتحديد متطلبات الزبائن؛ ليتمكنوا من تلبية كافة الأذواق، مضيفاً: أن سعر الكوب الواحد من شاهي الجمر ريالان، وهذا متعارف عليه في أوساط البائعين. فيما بين المواطن عبدالله بن علي العمري "زائر لعسير" أنه لاحظ فرقا كبيرا في أعداد بائعي شاهي الجمر عن العام الماضي، إلا أنه يؤكد على ضرورة العناية بنظافة الأدوات المستخدمة، وكذلك الابتعاد لمسافة كافية عن مسار الطريق إذ أن بعض الباعة يقترب من طرق السيارات، وبالتالي يحدث ازدحاما غير مبرر. وكان أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل، أكد في تصريح سابق أن الأمانة اعتمدت خطة عمل خلال موسم الصيف، بالاشتراك مع جهات حكومية أخرى تتمثل في تكثيف الرقابة على البسطات التجارية لاسيما الغذائية، وأن تكون خاضعة للاشتراطات الصحية اللازمة، وبما يحقق الصحة والسلامة للمواطنين والمقيمين وزوار المنطقة. إلى ذلك، استغل عدد من الشباب أوقات فراغهم ببيع الأكلات الشعبية ومستلزمات التنزه والرحلات على المصطافين والزوار، إذ نصبوا خياما صغيرة على الطرق المؤدية للمتنزهات بمركز الواديين، ويعرضون بضاعتهم من خلالها. الشاب محمد القحطاني أوضح أن هذه المحلات تعود عليهم بالنفع والفائدة، وأنه استغل وقت الإجازة الصيفية لبيع مستلزمات الرحلات كالحطب وأدوات الطبخ وبعض المواد الغذائية التي يحتاجها المتنزه، مشيراً إلى أنها خدمة لزوار المنطقة، حيث يجد كل زائر بعض المستلزمات التي يصعب عليه وجودها بالقرب من المتنزهات. فيما طالب الشاب عبدالله القحطاني، البلدية بتجهيز أماكن البيع للشباب وقت الإجازات، مشيراً إلى أن أغلب البائعين في المتنزهات من طلاب المدارس. من جانبه، قال رئيس بلدية مركز الواديين مسعود محمد القحطاني: إن هؤلاء الشباب يقضون أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم، مستغلين فترة الصيف التي تشهد أعدادا كبيرة من الزوار، مبيناً أن البلدية ستضع آلية للبيع من خلال إقامة محلات متحركة لكل بائع من هؤلاء الشباب، بشكل منظم ومرتب، ونحن الآن ندرس وضع سوق خاصة بهم أثناء موسم الصيف والإجازات الدراسية.