أكدت القوات المسلّحة المصرية أمس أنها لن تقف صامتة أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه، محذِّرة من خطورة استمرار حالة الانقسام داخل المجتمع على الدولة المصرية وأمنها القومي. وقال القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، خلال ندوة تثقيفية بإدارة الشؤون المعنوية مساء أمس، إن "القوات المسلحة على وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأنها تعمل بتجرُّد وحياد تام، وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم". وأضاف السيسي إن "القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسؤولية في أغسطس الماضي أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي، وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها، وما تم من إنجازات في هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة". واستطرد قائلاً إن "هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، ويخطئ من يعتقد أن هذه الحالة في صالح المجتمع، ولكنها تضر به وتهدِّد الأمن القومي المصري، ولسنا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه". وانتقد تعرُّض الجيش المصري وقياداته ورموزه إلى إساءات متكرِّرة، وهي إساءات للوطنية، محذِّراً من أن القوات المسلحة المصرية "لن تقف صامته بعد الآن على أى إساءة قادمة تُوجه للجيش". ودعا القائد العام للقوات المسلحة المصرية "الجميع"، ومن دون أي مزايدات، لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، و"لدينا من الوقت أسبوعاً يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضرة ومستقبله"، منبِّهاً إلى أن القوات المسلحة وإن تجنَّبت، خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسي، "إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتِّم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة". الى ذلك قُتل صبي في الثانية عشرة من العمر أمس في اشتباكات بين منتمين للتيار السلفي وبين معارضين للنظام المصري بمدينة المحلة الكبرى. وقال شاهد عيان إن الصبي لقي مصرعه برصاصة في الرأس خلال اشتباكات بين محتجين على النظام الحاكم وبين منتمين لحزب "النور" السلفي بمحيط مقر الحزب في منطقة بنزايون بالمحلة. وأضاف الشاهد أن مجهولين وصلوا إلى منطقة الاشتباكات وأطلقوا النار في الهواء من أسلحة آلية فارتطم رشق رصاص بجسر معدني في المنطقة وارتدت رصاصة أصابت الصبي برأسه فسقط قتيلاً. وأوضح أن الاشتباكات بدأت حينما عاتب اثنان من المُلتحين، مجموعة من معارضي النظام كانوا جالسين في مقهى بميدان "الشون" في وسط المحلة الكبرى على شتائم وجهوها للنظام الإسلامي، فوقعت ملاسنات بين الجانبين، وقام المعارضون بمطاردة المُلتحيَن حتى دخلا مقر حزب "النور" فقام المحتجون الذين تزايد عددهم برشق المقر بزجاجات المولوتوف الحارقة قبل اقتحامه وتدمير محتوياته. وفي غضون ذلك وصلت عناصر من الأمن المركزي مدعومة بآلية مدرعة وفرضت طوقا أمنيا حول مقر حزب النور. وتشهد محافظات مصرية عدة حالة من الاحتقان بين قوى إسلامية تؤيِّد الرئيس محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وتطالب باحترام شرعيته كرئيس للبلاد، وبين معارضين يطالبون بإسقاط النظام ورحيل مرسي عن السلطة.