إذا كان هناك لجنة مكلفة بتطوير مطار الملك خالد الدولى فإن مهمتها في نظري سهلة لأنها واضحة جدا فالمشكلات والسلبيات ومستوى الخدمات معروفة ولن نتعب فى التشخيص لأن الكثيرين منا شاهدوا مطارات دولية متطورة وبالتالى يدركون احتياجات هذا المطار ما يثير التساؤل حول تأخر مشروع التطوير. الوضع الراهن للمطارلا يتفق مع معايير المطارات الدولية ولا يليق بعاصمة المملكة ولا يوفر بيئة عمل تحفز على التألق والابداع وتقديم الخدمات بالمستوى الذى يحقق رضا العملاء. مشاكل المطار واضحة بداية من مواقف السيارات مرورا بمداخل قد تفتح وقد لا تفتح ثم بقية القصة من حيث مستوى الأرضيات والمقاعد ونوعيتها وتوفر دورات المياه ومساحتها ونظافتها ولا ننسى سير الحقائب ومستوى العربات المخصصة لها وغير ذلك من خدمات يطول شرحها وبشكل عام نقول إنه يمكن النظر لتطوير المطار من جانبين : - الجانب الأول هو بيئه العمل المادية (المبنى، التصميم، المطاعم، دورات المياه، الخدمات بشكل عام) - الجانب الثاني هو السلوك الاداري المتمثل في تعامل الموظفين وفي اجراءات العمل والتنظيم بكل تفصيلاته. في الجانب الأول يبدو الحل أكثر سهولة لأنه يتطلب توفير ميزانية وادارة ومهندسين ورؤية ينطلق منها مشروع اصلاح المبنى بطريقة جذرية تحوله الى مطار حديث بمساحاته وخدماته ومقاعده واستراحاته وأبوابه الكهربائية المهترئة وكل مكوناته المادية. الجانب الثاني هو الأصعب لأنه يتعلق بالادارة ومنطلقاتها الثقافية والتنظيمية وما ينبثق عنهما من اجراءات وأساليب وتقنيات وكل ذلك لا يكفي بدون وجود الانسان القادر على التعامل مع الناس برحابة صدر وأريحية وفي إطار الأنظمة والاجراءات المتبعة فى كل أنحاء الدنيا. مشكلة السلوك الاداري موجودة فى المطار وغير المطار وهي لا تنحل بتطوير المبنى. أقول هذا رغم قناعتي بتأثير البيئة المادية وتوفير أجواء عمل صحية تساهم فى الرضا الوظيفى الذي ينعكس على الانتاجية لكن الأهم منها هو بيئة العمل الايجابية بجوانبها الانسانية سواء بين العاملين أو بينهم وبين العملاء. إن معالجة سلبيات المطار من حيث المبنى ومرفقاته سوف ترتبط بجدول زمني ولكن هل توجد خطة عمل أو برنامج لتطوير السلوك الادارى؟