لم تكن «عائشة عبدالله» التي اعتادت على السفر بين مطارات المملكة وحيدةً في طموحاتها الرامية إلى إصلاح الخدمات التي تقدمها المطارات الدولية والإقليمية في المملكة؛ إذ يتشارك مع طموحاتها كثيرٌ من العاملين في مجالات الطيران وخدمات المطارات والسياحة وغيرها من القطاعات الهامة في القطاعين العام والخاص، خاصة أن تلك الجهات تعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على الخدمات التي تقدمها المطارات التي تقل المسافرين، فيما تدون «الهيئة العامة للطيران المدني» رؤيتها الكامنة بالاستمرار في تطوير الأجواء الآمنة وفق أدق معايير السلامة، تحت شعار «تميز مطاراتنا في خدمة عملائنا»، بينما تظهر سلبيات في مجال خدمات المطارات، يرى عاملون عبر تحقيق «الرياض» أنها تؤثر على سير العملية المنشودة التي ينشدها المسافر، وأهمها في الجانب الإداري. السياحة والآثار وترى «الهيئة العامة للطيران المدني» أن تطوير النقل الجوي يأتي من خلال بناء وإدارة وتوفير وتشغيل التجهيزات الأساسية للمطارات والملاحة الجوية، وصيانتها وفق أحدث النظم وأدق المعايير، وتطبيق الأنظمة واللوائح والإجراءات الكفيلة بسلامة وأمن النقل الجوي. متى يشعر المواطن أن هناك عروضاً تنافسية بين الشركات تنقله بأقل سعر؟ وعلى الرغم من تحقيق النجاح الكبير في سلامة الأمن الجوي، إلاّ أن هناك قطاعات حكومية مثل «الهيئة العامة للسياحة والآثار» ترى أهمية تطوير الخدمات المقدمة للمطارات، كما أكد «م.أسامة الخلاوي» - مدير عام تطوير المواقع السياحية في المملكة - على أن السياحة منظومة، وأحد أهم النقاط الأساسية التي تكملها هي البنية الأساسية، متمثلة في الطرق، والطيران، مضيفاً»: «إن لم نجعل السائح يصل إلى المنطقة التي طورناها لم نستفد شيئاً، وخدمات المطارات بالنسبة لنا تتكامل مع التطوير»، واصفاً خطوة «الهيئة العامة للطيران المدني» بالسماح للطيران الخليجي بتسيير رحلات داخلية ب»الجبّارة»، كونهم يسعون إلى تحقيق السياحة الداخلية المرتبة الأولى؛ مما يزيد من التدفق السياحي على المواقع السياحية تماشياً الخطط المستقبلية، مشيراً إلى أن رُقي الخدمات التي تقدمها المطارات يمكّن من إيجاد دائرة سياحية اقتصادية متكاملة، إلى جانب توفر عائد اقتصادي، كون السائح السعودي أقوى شرائياً من غيره، مما يعزز أهمية تطوير خدمات المطارات الداخلية. الطاقة الاستيعابية لبعض المطارات غير مهيأة لاستقبال المزيد من المسافرين وبيّن أن هناك اتفاقات بين «الهيئة العامة للسياحة» و»الهيئة العامة للطيران المدني» يتم بموجبها تحديد ماهيّة المطارات التي ينبغي أن تكون منشأة في المملكة، من ضمنها مطارات قائمة، مثل مطار الُعلا الذي تمت صيانته مؤخراً، وسيتم صيانة مطاري القنفذة، كاشفاً أن أرض مطار جزيرة فرسان أصبحت جاهزة لانشاء المبنى على أرض الواقع، متأملاً خيراً في الميزانية الجديدة أن تسهم في سرعة بناء المطار؛ ليكون واحداً من أهم المطارات الاقتصادية، خصوصاً أنه في منطقة سياحية تملك مقومات عالية لاجتذاب السياح من جميع الأرجاء، منوهاً أن المطار سيقام ضمن شروط بيئية، حفاظاً على البيئة. سفر مرير وروت «عائشة عبدالله» تجربتها في الرحلات الجوية، واصفة إياها ب»المريرة»؛ بسبب طوابير مزدحمة أمام «الكاونترات»، وحين يأتي دورها في الطابور يفوتها آوان إقلاع الرحلة، رغم وقوفها في طابور الانتظار أكثر من ساعة و45 دقيقة، وتنتهي بقول الموظف «الرحلة قفّلت..»، مشددة على أن بعض المطارات في المملكة غير مهيأة؛ لتكون مطارات دولية ك»مطار الملك عبد العزيز بجدة»، لصغر حجمه مقارنة بعدد الحجاج والمعتمرين الذين يفدون عليه طوال العام والمساحة لا تستوعب حتى طوابير كوانترات موظفين إنهاء إجراءات المسافرين، موضحة أنها واجهت ذات يوم موقفاً جعلها تخسر تذكرة سفرها، وتحجز من جديد في شركة طيران مختلفة لتصل لمقر عملها في الوقت المحدد بسبب انتظارها الطويل في طابور قطع التذاكر في المطار، مما جعل الرحلة تفوتها قبل قطع التذكرة رغم تواجدها في المطار قبل الرحلة بأكثر من ساعة، مضيفة: «ازدحام المطار بالمسافرين يربك حتى موظفي المطار، ويزيد من حالة التوتر لدى المسافرين الذين يخشى كل واحد منهم فوات رحلته قبل إنهاء إجراءات سفره، ما يجعل الحال في المطار أشبه بالصراع»، مشيرة إلى أن «مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة» أسوأ حالاً من مطار جدة، رغم أنه هو الآخر يستقبل زواراً كثر بشكل دائم، مشبهةً مطار المدينة ب»بهو فندق» إشارة إلى صغر مساحته، وتقارب الكونترات، وضيق قاعة الانتظار ذات الكراسي المحدودة، مبينة أنه يزدحم في أغلب أيام العام حتى في الأيام العادية، وفي المواسم لا يطاق المطار من زحامه، ورحلاته المتأخرة لذات السبب. هيئة الطيران المدني تسعى إلى استثمار «إمكانات المطارات» وتطوير الموارد البشرية سوء إدارة ويرى «محمد الفردان» -مدير الصيانة في إدارة التمويل- أن إدارة وتنظيم المسافرين في مطار الملك فهد الدولي ليست هي الطموح المنتظر، موضحاً: «توجد الآن إدارة جديدة في الهيئة العامة للطيران المدني، على رأسها صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله، وعلى هذه الإدارة أن تحل مشاكل الموظفين عموماً في المطار سواء في قطاع الطيران أو الشحن أو في أي قطاع، فالجميع عبارة عن حلقة واحدة مرتبطة، كما أن أي تأثير سلبي على أي موظف سينعكس على العمل»، مبدياً تذمره من تهميش بعض الموظفين الذين لا يؤدون وظائفهم على أكمل وجه، مشدداً على أن عمل الهيئة مترابط؛ كونها جهة تنظيمية، إلاّ أن الجهات الخدمية التي تساعد الجهة التنظيمية يوجد بها مشاكل. عبدالرحيم نقي وكشف أنه وعدد من الموظفين رفعوا خطابات لكبار المسؤولين في الخطوط السعودية موثقاً بجميع المستندات التي تثبت عدم انصافهم بين نظرائهم الموظفين، مما قلّل من عطائهم في العمل، وانعكس على تعاملهم مع الركاب، مطالباً بتحقيق هدف «الهيئة العامة للطيران المدني في تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والرضا الوظيفي الممتاز. خدمات مُحدّثة وشدد «عبدالرحيم نقي» -أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي- على أن من أساس الخدمات والتوسع في الطيران توفير مرافق حيوية ومحدثة تُمكّن من استقبال حركة الطيران، منوهاً أن أعداد السياحة الداخلية الخليجية تلاقي اهتماماً واسعاً، مما يدعو إلى إيجاد مرافق وبُنى تحتية تليق بمكانة دول مجلس التعاون، مضيفاً: «بشكل عام هناك مخططات كثيرة لإعادة تنظيم وتطوير البنية التحتية للمطارات في دول الخليج كافة، وتنطلق هذه العملية التطويرية من منطلق استقبال المسافرين، ومن المؤكد أنها ستلعب دوراً في عملية جلب المسافرين، كما أنها ستمنح تسهيلات كثيرة للخدمات داخل تلك المطارات»، مبيناً أن هناك مطارات جيدة في بعض دول الخليج، إلاّ أن هناك مطارات لا تزال تحتاج رؤية متقدمة بشكل أكبر؛ للتماشي مع المتغيرات الحديثة، في وقت أصبحت فيه السياحة وصناعتها من أهم الأشياء بالنسبة للمستقبل في دول الخليج. ونوه بأهمية تطوير المطارات، إلى جانب تفعيل القرارات الخاصة بتنقل المسافرين، وفتح حركة الطيران بين دول الخليج كافةً؛ لإضفاء المنافسة الشريفة، مضيفاً: «العنصر البشري مهم نحو المنافسة، ففي الخليج يوجد نحو 40 مليون إضافة إلى الأجانب وزوار السياحة الدينية، وهذا يحتاج إلى أجهزة وطاقماً بشرياً متطوراً، ولن يأتي ذلك من دون خلق روح منافسة»، مطالباً بمراعاة الأسعار؛ لجذب المسافر بالأسعار المنافسة، موضحاً أن فتح المجال للتنقل في المملكة لشركات الطيران الأخرى، أخذ بعين الاعتبار عنصر المنافسة، وللتقليل من تكاليف بعض المطارات حالياً، مثل «مطار الملك فهد بالدمام» الكبير بحجمه وخدماته، بيد أن استخدامه ما زال أقل من الحد المتوقع، منادياً أن تكون هناك نظرة ورؤية مستقبلية لتطوير هذه المرافق الهامة؛ لكي تتلاءم مع المتطلبات المستقبلية وطبيعة الاحتياجات. وشدد «نقي» على أهمية تفعيل عنصر الطيران للاستقطاب السياحي، كون صناعة الطيران والسياحة عنصر جذب لمواطني دول الخليج ليحصلوا على فرصة عمل، مطالباً طيران دول مجلس التعاون الخليجي أن يمنحوا مواطنيهم فرص العمل، كون الطيران والمطارات تخلق فرصة وظيفية ضخمة تستوعب أعداداً كبيرة من العاطلين عن العمل، والقفز إلى مرحلة المواطنة الخليجية في هذه المرافق، مبيناً أن الفائدة تعود إلى المواطن الخليجي أولاً وأخيراً.