لم نتخيل في يوم من الأيام رؤية عراب الشبابيين ورئيسهم الذهبي الأسبق محمد جمعه الحربي الذي ارتبط اسمه بمجد (شيخ الأندية) حين قاده كرئيس لتحقيق أول بطولة للدوري في تاريخه عام 1411ه يخرج عن صمته في حديث صحفي جريء الاثنين الماضي ليلقي باللائمة على الادارة الشبابية الحالية برئاسة الأستاذ خالد البلطان بل ويشكك في انتمائها للشباب بعدما تجاهلت تاريخه - في عقده الثامن – ورفضت دخوله مقر النادي طبقا لما جاء على لسان ( أبو حامد). إن أفضال جمعه الحربي على الشباب لا تعد ولا تحصى منذ أن ارتدى شعاره كلاعب أول مره قبل 58 عاماً ولعب أدواراً تاريخية كبيرة في كثير من قضايا الشباب بجانب تضحياته خلال مسيرته الطويلة يقدرها كل شبابي غيور . وربما لايدرك شبابيو اليوم أن جمعة الحربي كانت له اليد الطولى في لمِّ شمل فريقهم واستمراريته حتى اليوم بعد أن انقذه من الضياع وهذه حقيقه مشرفة سجلها التاريخ له قبل 55 عاما حين اتخذ رئيس الشباب انذاك الشيخ عبدالله بن أحمد (رحمه الله) قرارا مفاجئا بحل نادي الشباب وتسريح لاعبيه لضائقة مالية مر بها وسافر الى القاهره في رحلة عمل عام1379ه وكان جمعة أحد لاعبي الفريق الذين اتجهوا للتدريب مع اهلي الرياض (الرياض حالياً) تقديراً لرئيسه ابو عبدالله الصائغ (رحمه الله) وبعد فترة وجيزة قام جمعة الحربي بإعادة ترميم صفوف الفريق الشبابي بلاعبين صغار في السن واشرف على تدريبهم بمعية مساعده لاعب الشباب ثم الهلال -فيما بعد- عبدالرحمن الأحمد الملقب ب (الدينمو) رحمه الله وفي ذلك العام نما الى علم الحربي أن ادارة الشؤون الرياضية بوزاره المعارف تنوي البدء في التسجيل الرسمي لأندية المنطقه الوسطى بالعام التالي 1380ه فاقنع رئيس الشباب عبدالله بن أحمد (رحمه الله) الذي كان قد عاد من رحلته بضرورة الغاء قرار حل الفريق واعادته الى الساحة الرياضيه خوفاً من تداعيات القرار السلبية اذا لم يسارع بإعادة الشباب تمهيدا لتسجيله لدى الشؤون الرياضيه فوافق بن أحمد واعاد الفريق الأخضر والأبيض وكان هذا شعاره آنذاك وسط مباركة رفيق صباه ودربه الرياضي رائد الحركة التأسيسة للرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) الذي ذكر لي شخصيا هذه الحادثه وزودني بوثيقتين بهذا الشأن ممهورة بامضاء ابن احمد الأولى: صورة قرار حل النادي وايقاف نشاطه والاخرى: قرار الغاء الحل والطلب من رئيس الهلال خوض مباراة وديه للإعلان رسمياً عن عودة الشباب الى الساحة الرياضية. واثنى (شيخ الرياضيين) وأول رؤساء الشباب عبدالرحمن بن سعيد في مذكراته التاريخية التي انفردت بها "الرياض" قبل سنوات على الدور الكبير الذي لعبه جمعة الحربي في مسيرة الشباب ونجاحه في اقناع ابن احمد باعادة الشباب الى الحياة . وحين سألت (ابو حامد) عن هذا الأمر اجابني بالقول : " لو لم نعيد الشباب في تلك الحقبه قبل التسجيل الرسمي للأندية لأصبح اليوم أثرا بعد عين . هكذا كانت ادوار عمالقة التاريخ الرياضي وتضحياتهم مشرفة، وجمعة الحربي احد الرجال المخلصين الذين عشقوا (شيخ الأنديه) وضحوا من اجله وقادوه الى قمة النجاح والمجد الخالد وكان آخر انجاز قدمه ابو حامد لعشقه الشباب ميدالية الاتحاد القاري الذهبية التي تمنح لمن خدم الكرة في اسيا وكرمه الاتحاد بها في حفله بالدوحه قبل ثلاث سنوات بمعيه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله والعم عبدالوهاب صبان متعه الله بالصحة.