لم يكن متوقعاً ان تمتد الاثار السلبية لتداعيات الهزة العنيفة التي تعرض لها شيخ الأندية مطلع هذا الأسبوع بخسارته الرباعية المذلة من فارس القصيم: الرائد، لتصل الى الإساءة لرموز النادي وشخصياته التاريخية، حين خرج بعض المحسوبين على الشباب ليوجهوا سهام نقدهم لرجل يعدّ من أفضل الاداريين الذين مروا على هذا النادي العاصمي العريق، وشخصية شبابية مرموقة مثل الأستاذ محمد جمعة الحربي، لمجرد انه انتقد بعض الأخطاء الادارية التي وقع فيها الرئيس الحالي عقب الهزيمة الرباعية، ومطالبته بالقرب من اللاعبين بدلاً من معاتبتهم في الملعب عقب المباراة مباشرة برغم تأثرهم جراء الخسارة أكثر من غيرهم.. ومواجهة الأخطاء بعيداً عن الإعلام وتمنّيه الا تصل الأمور الى مرحلة الاتهامات والتشكيك بحكاية الطابور الخامس!. الادارة الشبابية أحوج ما تكون اليوم إلى مثل هذه التوجهات الادارية الحكيمة، سيما وأنها صادرة من (عراب الشباب) الخبير الرياضي محمد جمعة، الذي ارتبط أسمه بنادي الشباب قبل (53) عاماً لاعباً حتى عام 1387ه تحول بعدها الى العمل الاداري، وتدرج الى ان تولى سدة رئاسته عام 1410ه التي امتدت لسنوات ثلاث شهد النادي خلالها طفرة إنجازات كروية غير مسبوقة توّجها بفوزه بأول بطولة للدوري (1411ه)، وانطلاقته الذهبية على إثرها الى عالم الانتصارات والألقاب المحلية والخارجية. ولا ينسى التاريخ الرياضي لمحمد جمعة الحربي دوره الفاعل في إعادة الشباب بعد قرار رئيسه الراحل الشيخ عبدالله بن أحمد - رحمه الله - بحله في عام 1379ه وكان لعراب الشباب شرف كبير في إعادته وتسجيله رسمياً ضمن اندية الوسطى في العام التالي ولولاه لكان نادي الشباب نسياً منسياً، وذلك بشهادة رائد الحركة التأسيسية للرياضة بالمنطقة الوسطى وأول رؤساء الشباب الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - متعه الله بالصحة والعمر المديد - في مذكراته التاريخية التي انفردت "الرياض" بنشرها في الاعوام الماضية. إن احترام تاريخ هذه القامة الشبابية السامقة وتقدير تضحياتها مطلوب من أولئك الذين يحاولون الإساءة إليه .. واذا كان قد تم تجاهل عطاءات (ابو حامد) المخلصة وتثمين دوره الكبير ولم يُستَفد من خبراته الرياضية المتراكمة وحكمته الادارية في معالجة الجوانب السلبية ف (كرّموه) - على أقل تقدير - بعدم الإساءة إليه!!!.