إذا استحضرنا في الذاكرة رجال نادي الشباب التاريخيين، وعلى رأسهم شيخ الرياضة والرياضيين الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد - متعه الله بالصحة والعافية – وهو من أسس أول ناد في مدينة الرياض عام 1367ه - 1948م تحت اسم (شباب الرياض) بعد الانفصال عن فريق الموظفين ثم رأس أول مجلس إدارة له، وكان معه في الفريق المغفور لهم - إن شاء الله (عبدالله بن احمد، صالح ظفران، عبدالحميد مشخص، محمد صائغ، حامد نزهت)، فإن المباركة الكبرى بتحقيق نادي الشباب بطولة جديدة تكون لرجال الشباب الكبار، الأمراء خالد بن فيصل بن سعد وخالد بن سعد بن فهد وخالد بن سلطان وعبدالرحمن بن تركي وفهد بن ناصر - رحمه الله - والأساتذة محمد جمعة الحربي وسليمان المالك ومحمد النويصر وسليمان النفيسة وطلال ال الشيخ والأخ حسان صالح ظفران، التبريكات أيضا تتجه إلى رئيس النادي خالد البلطان ولنائبه خالد المعمر وهو أيضا المشرف على فريق الشباب الاولمبي، ولأمين عام النادي عبد الله القريني، ولبقية أعضاء الإدارة: فهد العليان، على الشيباني، حسين آل عمر، فهد الشعلان، ناصر الكنعاني، مؤيد المحيميد، فهم من يجب أن يشكروا على جهودهم ووقتهم وعطائهم. فريق الشباب ببطولته تلك عبر عن الواقع الذي تعيشه أوضاعه الكروية التي ظلت تسجل تواجدها على صعيد جميع مسميات المسابقات المحلية، وإذا كان الفوز الشبابي ببطولة دوري كأس الأمير فيصل بن فهد الممتاز تحت 21 سنة لموسم 2010/2011 أتى بفارق كبير من النقاط عن صاحب المركز الثاني، مسجلا رقما (قياسيا) في تاريخ كرة القدم السعودية بمجموع (70) هدفا سجلها وصولا إلى الأهداف الأربعة التي سجلها في آخر مباراة له تُوج فيها رسميا بكأس البطولة يوم الجمعة الماضية، فإن توليفة الطاقم الإداري الشبابي الحالي التي تضم أسماء سبق لها أن عملت في أندية أخرى، وفي مناصب رفيعة، تؤكد للمتابع الرياضي أن صانعي القرار الشبابي لديهم معنى راقياً لمفهوم الممارسة الرياضية، ومعنى وقيمة رسالة الرياضة السامية، بل وتأكيد معاني وقيم المنافسة الرياضية وسمو الروح الرياضية، واذكر هنا من بينهم نائب رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد المعمر الذي اعتقد أنه من أفضل العقول الإدارية التي عملت في الأندية السعودية، وكذلك ناصر الكنعاني مشرف الفئات السنية بالنادي. الشيخ الشبابي يكون بفوزه قد رفع عدد بطولاته المسجلة إلى (23) بطولة، تأتي به في ترتيب عدد بطولات لعبة كرة القدم مباشرة خلف الهلال ثم الاتحاد ... هذا دون احتساب البطولات غير الرسمية التي أحرزها الشباب في مشواره الطويل مثل (بطولات المناطق وبطولة الدرجة الأولى وبطولات الدورات التنشيطية)، بحيث أصبحت أرقامه تسجله كأحد ثالث أضلاع مثلث الفرق الكبيرة على صعيد كرة القدم السعودية إلى جانب الهلال والاتحاد، وأنا هنا أتكلم عن أرقام مسجلة عجز البعض عن تسجيلها رغم الدعم (اللوجيستي) الذي يجدونه. وإذا حللنا تناول مسيري نادي الشباب للممارسة الإعلامية، فسنكتشف فورا أن الرقي هو أسلوب تعامل يعبر به الشبابيون عن أرائهم بقدر من الصراحة لا يخدعون فيها جماهيرهم أو يحاولون تزييف الحقائق أو إعادة تركيبها بطريقة بعيدة عن المفهوم السامي للمنافسة الرياضية، وبالطبع لا يكثر ضجيج الشبابيين أو لغطهم أو صياحهم عبر محاولات الاحتكاك بالآخرين، ولا أجد غرابة في ذلك، فالشباب له تقاليده التي استمدها من خصال محبيه، وهي خصال تنبئ عن تواضع وصبر وكرم وشهامة، بل انه يندر أن تجد من يقول إن الشباب قد أساء التعامل في قضية من القضايا الرياضية، أو انه خرج عن النص عبر استعمال أساليب أو عبارات لا تتفق مع الأخلاق الرياضية، وهو أمر يعود لتقاليد شبابية عريقة بنتها التجارب وأثبتتها المحن ... أبارك للشبابيين بطولاتهم، ولا عزاء لفرقة (يحلمون).