البيئة كلمة أو مفهوم من المفاهيم التي يدركها كثير من الناس، لكن هذه الكلمة تعني مدلولات مختلفة حسب ثقافة الشخص ومكانته في المجتمع. ومن الناحية العلمية فإن البيئة تعني ذلك المحيط الذي يعيش فيه الإنسان مع بقية الكائنات الحية من حيوانات ونباتات، وكل ما يحيط به من هواء وماء وتربة وصخور ومركبات وعناصر تتفاعل مع النظام البيئي تفاعلاً مستمراً. وقد سخر الله هذه البيئة ملاذاً وسكناً للإنسان من أجل تعميرها ولاستخراج ما فيها من ثروات وموارد حتى يسعد في الحياة عليها، ويعيش بكرامة ليستثمرها لصالحه. وقد أوجد الله تعالى ترابطاً بين الإنسان والبيئة، ودعاه لحمايتها وإعمارها، ونهاه عن تخريبها أو تشويهها أو العدوان عليها، قال الله تعالىا:( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا* إِنَّ رَحْمَة اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) سورة الأعراف (الآية 56). ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تأثرت البيئة بشكل مستمر ومتسارع، حيث ازدادت معدلات التلوث البيئي بشكل كبير. وسارعت كثير من الدول وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة باستحداث أجهزة حكومية لوضع السياسات والآليات المناسبة لحماية البيئة من التلوث وحمايتها من الاعتداء والتشويه. وفي المملكة العربية السعودية أنشئت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والتي تعنى بالمحافظة على البيئة، والتنسيق بين جميع الجهات من أجل حماية البيئة وتطويرها. أما الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها فهي تركز على المحافظة على الحياة الفطرية البرية والبحرية، النباتية والحيوانية، والتأكيد على إنماء هذه الحياة بما يكفل التوازن البيئي بشكل مناسب. ونظراً لما تشهده البيئة السعودية في بعض المناطق مثل الحدائق العامة والمتنزهات وسواحل البحار وغيرها من تشويه وإساءة استخدام للمرافق العامة فإنني أقترح إنشاء جمعية أو لجنة باسم لجنة أو جمعية أصدقاء البيئة ويكون من مهام هذه اللجنة أو الجمعية ما يلي :- - المحافظة على البيئة السعودية من التشويه أو التلوث ... الخ. - متابعة المخالفات ضد من يقومون بتشويه أو تلويث البيئة. - تحسين مظهر البيئة والحد من المخالفات. - نشر الصور التي توضح مقدار ونسبة الاعتداء على البيئة. - القيام بحملات توعية مركزة ضد إساءة استخدام الحدائق العامة والمتنزهات البرية والسواحل البحرية. إن تدمير وتشويه البيئة السعودية هو تدمير لحياتنا وقيمنا الدينية ووجودنا على هذه الأرض الطيبة. أما إصلاح البيئة فهو إصلاح لحياتنا، ومحافظة على قيمنا الدينية والاخلاقية، وترقية لنفوسنا وحياتنا.. فهل نرى تفعيلاً لدور المواطنين والدولة من أجل حماية البيئة في كل جزء من أجزاء بلادنا الغالية ؟!