ما هي البيئة؟ سؤال بسيط قد يسأله أي شخص غير متخصص، ولهذا فإن الإجابة عن هذا السؤال تختلف من شخص لآخر حسب ثقافته وحسب تعرضه لأي مشكلة أو كارثة بيئية. ومع ذلك فإن البيئة تعني بوجه عام ذلك المحيط الذي يعيش فيه الإنسان مع بقية الكائنات الحية من حيوان ونبات، وكل ما يحيط به من ماء وهواء وتربة وصخور ومُركّبَات مختلفة تتفاعل مع النظام البيئي. وقد سخر الله البيئة من أجل مصلحة الإنسان لتكون ملاذاً وسكناً ولتعميرها بما يلاءم ظروف البيئة، ولاستخراج ما فيها من ثروات وموارد مختلفة. والغرض من ذلك أساساً هو التوازن البيئي الذي يجعل الإنسان سعيداً في وجوده، وأن يعيش حياة كريمة له، وأن تكون هذه البيئة مستدامة للأجيال القادمة. والمملكة العربية السعودية هي إحدى الدول التي اهتمت بالبيئة اهتماماً كبيراً، حتى إن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني يولون البيئة المزيد من الرعاية ويشجعون كلّ ما يحسِّن هذه البيئة ويدعمون ذلك مادياً ومعنوياً. ويكفي أن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – كان سباقاً إلى فتح جميع الملفات الخاصة بمشكلات البيئة والتي تفاقمت بعد فاجعة جدة، بالإضافة إلى إيقاف تصدير الرمل والبحص خارج المملكة بعد أن تمت دراسة الآثار البيئية السيئة الناتجة عن ذلك. وكما نعلم فإن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة هي الجهة الأولى التي تعنى بالمحافظة على البيئة والتنسيق بين جميع الجهات من أجل حماية البيئة من التلوث وتطويرها. أما الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، فهي تركز على المحافظة على الحياة الفطرية البرية والبحرية النباتية والحيوانية، والتأكيد على إنماء هذه الحياة بما يكفل المزيد من التوازن البيئي. وقبل حوالي ثلاث سنوات صرح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن الرئاسة تنوي الإعلان عن جمعية أصدقاء البيئة في المملكة. أما مهمة هذه الجمعية فستكون القيام بالتوعية البيئية، وعمل مشاريع بيئية في كافة أرجاء المملكة، بالإضافة إلى دراسة وضع البيئة على مستوى المملكة. ومع ذلك فلم أر حتى الآن دوراً لهذه الجمعية إذا كانت قد أنشئت، أما إذا لم تنشأ حتى الآن، فإنني أرى أن الوقت قد حان لإنشائها لتكون لبنة من لبنات حماية البيئة وتوعية الناس بالمخاطر البيئية المختلفة مثل تلوث الهواء، تلوث التربة، تلوث المياه، الكوارث الطبيعية، النفايات الصلبة بأنواعها، التلوث الضوضائي، الأمراض المنقولة، تغير المناخ، التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية ... الخ. بقي أن أذكر بأن الإمارات العربية المتحدة هي أول دولة من دول مجلس التعاون قامت بإنشاء أول جمعية لأصدقاء البيئة في عام 1991م، والتي تركز على العمل التطوعي لأفراد المجتمع، وتهدف إلى الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها من جميع أشكال التلوث بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي البيئي. إننا في انتظار جمعية أصدقاء البيئة في المملكة لتقوم بدورها مع بقية أجهزة الدولة الخاصة بالبيئة، وستكون هذه الجمعية إضافة جيدة لدور المملكة الرائد في حماية البيئة ورفع المستوى البيئي للمواطنين والمقيمين في بلادنا الحبيبة ...