الحملة التي تقوم بها أمانة مدينة الرياض ممثلة بالبلديات التابعة لها على المطاعم أصبحت حديث المجالس والكل يُشيد بها ويثني عليها ولعلي أختصرها في الأسباب التالية: - إنها حملة فعّالة وصارمة وأتت أًكلها ولمسنا أثرها فورا وشعر بها الجميع. - شاهدنا أمامنا عملاً ميدانياً نتج عنه إقفال الكثير من المطاعم إما لأسباب صحية أو تنظيميّة - إنها تتعلق بشيء أساسي في حياة الناس وهو طعامهم، فهو شيء لا يمكن الاستغناء عنه في حياة الإنسان كالكماليات مثلا. - إن عدم جودة ونظافة الأكل يترتب عليه أمور خطيرة تتعلق بصحة الإنسان فقد ينتج عنها أمراض أحيانا خطيرة قد تلازم الإنسان طوال حياته وينتج عن آثار نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية سلبية على الدولة والإنسان وأسرته نفسها، ناهيك عن حالات التسمم التي نسمع عنها كل فترة بسبب عدم الالتزام الاشتراطات الصحية للطعام. - إن الأكل في المطاعم أصبح ثقافة لدينا فقد أصبح جزءاً من الترفيه والمتعة ومن النادر أن تجد أسرة لا تذهب للمطاعم بشكل أسبوعي إذا لم يكن يومياً، أضف إلى ذلك أن كثيراً من الشباب حياتهم مرتبطة بالمطاعم، ناهيك عن العزّاب من المواطنين المغتربين عن أهاليهم والمقيمين من أبناء الدول الأخرى - إن الواقع لكثير من مطاعمنا واقع محزن من حيث النظافة والجودة والعمالة المدربة والالتزام بالشروط الصحية، وأحيانا شبهات تدور حول مصادر ونوعية هذا الأكل من اللحوم والخضار.. الخ. وبالمناسبة هناك من يطالب بالأكل بالبيت وهو كلام جميل لكنه مثالي أكثر منه واقعي، فنحن أمام واقع هو ما يجب أن نعالجه على الميدان وليس العلاج بتلك المثاليات وأحيانا قد لا يطبقها من يطالب بها، والدليل أنني أتصور أن أكثر دولة فيها مطاعم هي السعودية ومن النادر أن يفشل مشروع مطعم وكل يوم نشاهد عشرات المطاعم تُفتتح لذلك يجب أن نتعامل مع واقعنا وهو ما تقوم به الأمانة. ختاما أتمنى ألا تكون هذه الحملة مجرد ردة فعل، فيجب أن تكون عملاً يومياً للمراقبين؛ لأن كثيراً من أصحاب تلك المطاعم سوف يرجعون لسيرتهم الأولى لو أحسوا بتراخٍ أو توقف لتلك الحملة، فيجب أن تستمر ولا تتوقف خاصة أن كثيراً من القائمين على تلك الحملة من مسؤولي الأمانة والبلديات هم وأسرهم وأطفالهم من أوائل زبائن تلك المطاعم وقبل ذلك كله هي أمانة يا مسؤولي الأمانة.