أمراض كثيرة تطوق خاصرة المجتمع، يأتي في مقدمتها مرض السكري والضغط، بسبب عدم ممارسة الرياضة، وقلة الحركة والخمول، إلى جانب نمط الغذاء المتبع والذي تفرضه عادة العادات والتقاليد. وتتهدد هذه الأمراض صحة أفراد المجتمع، وسط تحذيرات إخصائيين وخبراء من أن تتحول هذه الأمراض إلى وباء. وبحسب الدراسات التي صدرت مؤخرا عن اللقاء العلمي الرابع الذي نظمته الإدارة العامة للخدمات الطبية في وزارة الداخلية، حول العوامل المسببة لأمراض القلب في المملكة، وصلت نسبة أمراض القلب إلى 5.5 في المائة، فيما بلغت نسبة أمراض السكري 24 في المائة، والضغط 26 في المائة. وأظهرت هذه الدراسات أن 50 في المائة من المرضى الذين يعانون من مرض السكر لا يعلمون بإصاباتهم به، وأن 50 في المائة من المراجعين لعيادات السكر، و75 في المائة من مرضى الضغط لم يتم التحكم في المرض لديهم، فيما وصلت نسبة السمنة 70 في المائة، والتدخين 33 في المائة عند الرجال و10 في المائة عند السيدات. وحسب الدراسات نفسها يعاني 50 في المائة من أمراض الكولسترول، و97 في المائة من عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة، في حين يكلف علاج السكر سبعة مليارات، إضافة إلى الأمراض الأخرى التي تتزايد تكاليف علاجها. في دراسة أجراها الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة في منطقة مكةالمكرمة، وجد أن جميع الدراسات التي طبقت على مواطنين لمعرفة نسبة السمنة لديهم، توصلت أن تلك النسبة تبلغ نحو 65 في المائة في المتوسط، إلا أنها يمكن أن تتراوح بين 95 و83 في المائة حسب الفئات المختلفة من الأفراد والمناطق التي ينتمون إليها. ويؤكد المدني في ذات السياق أن الغذاء المتوازن يشتمل على جميع العناصر الغذائية الأساسية من البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والمعادن والماء، ويتحقق ذلك بتنويع مصادر الغذاء مع التركيز على زيادة الكمية المستهلكة من الخضراوات والفواكه، كما يجب أن يكون الغذاء كافيا ولكن دون إفراط، أي أن تكون الكمية المستهلكة من الطعام موازية للطاقة التي يبذلها الجسم أو على الأقل متناسبة معها، وأن يكون الغذاء نظيفا، إذ أن العديد من الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام الملوث، مشيرا إلى أن صحة الفرد وتغذيته تؤثر تأثيرا مباشرا على إنتاجيته ونمط حياته، كما أنها تعد دليلا غير مباشر على مدى التطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع، وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكولسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية، إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ويرى المدني ألا تزيد نسبة الدهون في الطعام على نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. مؤكدا على وجوب الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة والبقوليات. ويرى أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، إضافة للانتظام في ممارسة الرياضة، والفحص الطبي الشامل، والامتناع عن التدخين، وعدم تناول المشروبات الكحولية. كما يوضح المدني أيضا على أنه لا توجد أطعمة جيدة وأخرى سيئة، بل هناك أنظمة غذائية جيدة وأخرى سيئة. ورغم اعتقاد الكثيرين أن مكافحة السمنة مسألة غاية في التعقيد، إلا أن خبراء التغذية يرون أن الأمر سهل جدا، إذ أن التركيز في نظرهم يجب أن يكون على الاهتمام بالتوازن بين الكيف والكم في الغذاء، ما يعني النظام الغذائي الأمثل الذي يجب اتباعه للوصول إلى تلك المعادلة بتنويع الأطعمة التي يشملها هذا النظام، مع تخفيض الكميات التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة وزيادة تلك التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة. وقد حذر الأطباء من مرض السمنة المزمن الذي تترتب عليه آثار خطيرة، لاسيما بين الأطفال، فهي ليست حالات بسيطة يقتصر ضررها وتأثيرها على المظهر الخارجي للجسم فقط، بل هو مرض له عوارضه وتداعياته الصحية ومضاعفاته. ولفت الأطباء إلى أهمية اتباع الحمية الغذائية التي تعتبر من أهم سبل الوقاية من السمنة والتي تسبب العديد من الأمراض المزمنة وعلى رأسها السكر وارتفاع نسبة الدهون في الدم، إضافة إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين. ونوه الأطباء إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود وعلى كل المستويات وبمشاركة واعية مدروسة وحثيثة من قبل الأهالي وخصوصا الوالدين والحذر من الوجبات السريعة لما فيها من أضرار على الأبناء، ويتوجب على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مكافحة السمنة وزيادة الوزن، لاسيما في مجتمعنا الذي ليس ببعيد عن التأثيرات التي تجري في العالم من حوله لهذا تعرض أفراده لارتفاع نسبة الإصابة بالبدانة بشكل ملحوظ خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة. مرض وراثي عبد الله محمد النجاشي الذي يعاني منذ عشرين عاما من السكري، يراجع مركز جدة لرعاية مرضى السكري وضغط الدم، يقول: أصبح الأمر عاديا بالنسبة لي، لأن والدي يرحمه الله كان يعاني من نفس المرض، ولقد أكد لي الأطباء الذين راجعتهم أن السكري مرض وراثي، ولكنني أشعر براحة الآن بعد أن أخذت بنصيحة الأطباء في ممارسة الرياضة والحركة بشكل أفضل. مريض بالصدفة يشير غرم الله الغامدي (71 عاما) إلى اكتشاف إصابته بالسكري قبل أربعة أعوام في أحد المستشفيات عن طريق الصدفة، مرجعا أسباب إصابته بالمرض إلى الراحة الزائدة، والطريقة السيئة في الغذاء وعدم ممارسة الرياضة. ويذكر العم محمد سعيد، الذي جاء لمراجعة مركز رعاية مرضى السكري، بصحبة زوجته التي تعاني من بعض المتاعب: شعرت زوجتي ببعض المتاعب، وخشينا أن يكون لديها السكر أو الضغط، فلم نتردد في مراجعة المركز لإجراء التحاليل المخبرية والتي جاءت النتائج سليمة. ويذكر فواز الحربي أنه اكتشف إصابته بمرض السكري منذ ثلاثة أشهر، وهو الآن يراجع مركز رعاية مرضى السكري، ويتبع حمية للسيطرة على نسبة السكر في الدم، وبرنامجا غذائيا محددا للمحافظة على معدله الطبيعي. الوجبات السريعة سمير عبدالرحيم، الذي يعاني من البدانة، ويحاول جاهدا إنقاص وزنه بالمشي يوميا ساعتين على الأقل يقول: طريقتنا في الأكل مع الأسف طريقة سيئة، ولا أخفيك أنني كنت مفرطا في الأكل وخاصة المأكولات التي تحتوي على الدهون، فضلا عن الوجبات السريعة. الإصابة بالسكري عن النسبة الحقيقية للإصابة بمرض السكر في المملكة، يؤكد من جانبه رئيس الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء في الدمام عبدالعزيز التركي أن النسبة في ازدياد مستمر، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة سنوية لا تقل عن 1 في المائة، مرجعا أسباب استمرار الإصابة بهذا المرض إلى ارتفاع نسبة السمنة لدى المواطنين من الجنسين، فضلا عن قلة ممارسة الرياضة لدى شريحة واسعة، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة متقاربة في مختلف المناطق، وإن كانت بعض الإحصائيات تشير إلى ارتفاع الإصابة في المنطقة الغربية. ويشير في سياق ذلك إلى الاعتقاد السائد بأن نسبة الإصابة بالمرض في المملكة تبلغ 25 في المائة وهو ما يمثل الربع، موضحا أن الإصابة بمرض السكر هو من النوع الثاني المرتبط بالسمنة والغذاء غير الصحي وقلة النشاط، مؤكدا أن عامل الوراثة يلعب دورا ضعيفا في الإصابة بمرض السكر، كما أن الإصابة بمرض السكر ليست مقتصرة على جنس دون الآخر، فالمرض يصيب المرأة والرجل معا، مؤكدا أن الإصابة بالمرض تبدأ بالأشخاص فوق 30 عاما. وكشف أن الجمعية رصدت إصابات بين الطلبة في المراحل الإعدادية والثانوية منذ أعوام قليلة، وأن الإصابة لدى هذه الشريحة في ازدياد مستمر، مطالبا بتوفير الغذاء الصحي قليل الدسم لجميع الطلبة في جميع المراحل العمرية، والتشجيع على ممارسة الرياضة في المدارس. أمراض السمنة من جانبه، يؤكد رئيس اللجنة العلمية في الجمعية الدكتور عبدالعزيز الملحم أن هناك ارتباطا مباشرا بين انتشار السمنة ومرض السكري (النوع الثاني) وأمراض الجهاز التنفسي وضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية، موضحا أن السمنة تؤدي إلى قلة تجاوب الخلايا مع الأنسولين المفرز، وزيادة مقاومة الأنسولين، وقلة إفراز الأنسولين من البنكرياس، وبطء إفرازه من البنكرياس، وهذا كله يحدث مبكرا عند الأشخاص البدينين والمرتبط كذلك بتوزيع الدهون (السمنة الوسطية أكثر من السمنة الفرعية)، مشيرا إلى أن السمنة تكلف الدولة نحو 20 مليار ريال سنويا. الثقافة الصحية السؤال الذي يطرح نفسه، ما مسببات هذه الأمراض، وما الذي أدى لانتشارها بهذه المعدلات المرتفعة، وكيفية الوقاية منها وسبل علاجها؟ إلى ذلك، يوضح استشاري الباطنية في مستشفى قوى الأمن في الرياض الدكتور نايف البقمي أن من أسبابها عدم تطبيق النظام الغذائي السليم، حيث تعود معظم الناس على أكلات بعينها، وساعد على ذلك ضعف الرسالة الإعلامية، في توصيل الثقافة الغذائية الصحية للمواطنين والتوجيه الإعلامي والتثقيف الصحي، فيما أرجع استشاري الأسرة والمجتمع الدكتور عصام الغامدي أسباب ذلك إلى انتشار مطاعم الوجبات السريعة. ويرى الدكتور عبدالباسط أبو كريشة من مركز صحي قوى الأمن في حائل أن الأطعمة المعلبة تفقد الطعام قيمة كبيرة من فائدته قد تصل إلى 50 في المائة ما يؤدي لظهور بعض الأمراض نتيجة نقص بعض العناصر الغذائية. فيما يشير باتع البدراني (أخصائي تغذية في حائل) إلى أن الأرقام والإحصاءات حول الأمراض الناتجة عن العادات الغذائية الخاطئة لابد من إعداد خطط العمل لمواجهتها، ذلك بتوجيه المجتمع نحو نظام غذائي سليم وفق معايير مدروسة وآلية دقيقة تتولاها جميع جهات ذات الاختصاص، وهو الأمر الذي حذر منه أيضا رئيس قسم الغذاء والحمية في جدة الدكتور غسان عبدالمقصود، الذي أشار إلى خطر الأغذية المعلبة، وخصوصا على الأطفال لما تحتويه من مكسبات اللون والطعم، موضحا أن مثل هذه الأغذية تسبب أمراضا خطيرة أبرزها الورم الكبدي والسرطان والفشل الكلوي بسبب الملوثات الكيمائية داخل هذه الأغذية. وأشار من جانبه خبير غذاء الأسرة في جدة الدكتور سلطان بكر سليمان، إلى أن هناك مخاطر كثيرة تتربص بمجتمعنا جراء الأغذية المعلبة، إضافة لما هو معروف بالأطعمة المدخنة كالمضبي والمندي والكباب المشوي التي تعتبر أحد أسباب انتشار أمراض السرطان في المملكة، لافتا أن تفاعل الزيت المشبع مع الأدخنة المتصاعدة من الفحم المشتعل ينتج مادة خطيرة، وتعتبر مسؤولة عن أنواع من السرطانات بنسبة كبيرة ومثبتة علميا. في هذا الصدد نصحت دراسة محليه حديثة بأهمية التخفيف من الأغذية المدخنة، وأهمية طبخ اللحوم قبل شويها للتخلص من الدهون التي تسبب خطرا على حياة البشر. وقال استشاري طب العائلة في وزارة الصحة الدكتور صالح الحربي إن هناك دراسات عالميه تؤكد أن اعتماد الفرد على الأغذية المعلبة أو المخزنة، قد يكون سببا في إصابته بالعديد من الأمراض أبرزها السرطان بأنواعه، لذلك لابد من الاعتماد على الأغذية الصحية والطازجة. وأضاف أن الأغذية المكشوفة التي يتجول بها بعض الباعة أو تعتمد بعض المطاعم بيعها في الهواء الطلق بعيدا عن أي احترازات وقائية، هي التي تسبب الأمراض، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى التسمم الغذائي بسبب البكتيريا وأبرزها التسمم بالبكتيريا العنقودية ومصدرها بكتيريا يحملها الإنسان في الأنف والحنجرة وعلى الجلد وعلى الأيدي المتقرحة، وعند دخولها الأمعاء تكون سما، يؤثر على المعدة والأمعاء ما يؤدي إلى التسمم بالسالمونيلا. وحذر الحربي من الاعتماد في تغذية الطفل على الوجبات السريعة أو المعلبة، مشددا على أفضلية الرضاعة الطبيعية في غذاء الأطفال والأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والخضراوات والفواكه الطازجة، دون اللجوء إلى الأطعمة المحفوظة بأي حال من الأحوال. استشاري الطب النفسي في جدة الدكتور سامح مقدادي يبين التأثيرات النفسية على الشخص المصاب بالسمنة، فالكل يلتفت إليه، ولا يخلو الأمر من بعض المزاح والتلميحات والتصريحات، ماينتج عنها إصابته بالكآبة والانطواء والانعزال عن المجتمع، لمجرد شعوره بأنه يختلف عن الآخرين في تحركاته ومظهره، يضاف إليها فقدان الثقة بالنفس في بعض الحالات. ويشير إلى أن هناك العديد من المسببات النفسية التي تؤدي للسمنة، ومن أهمها الهوس وحالاته والانفجارات المصاحبة له وحالات النوم الزائدة التي ترافقها شهية شرهه واضطرابات الحمل والولادة، منوها بأهمية تغيير نظرة المجتمع للسمنة، إذ مايزال البعض ينظر إليها كدليل على العافية والصحة الجيدة، إضافة لفئة تريد الخلاص من أعراض السمنة بحثا عن المظهر (الإستايل) ومعايير الجمال الجسدي. وينصح أخصائي التغذية في جدة محمد عزام، أنه ينبغي على الجميع الحرص على تناول الأطعمة التي تعود بالفائدة على الصحة ومنها الخضراوات والفواكه، حيث تعتبر من المصادر الرئيسة للفيتامينات، واحتوائها على مضادات الأكسدة التي لها القدرة على مقاومة الأمراض، مشيرا إلى الفوائد الكبيرة للفواكة والخضراوات على البشرة، وفي التقليل من خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب والسرطان وغيرها، وهي تحتوي على كمية قليلة من السعرات الحرارية، إذ أنها لا تزيد من الوزن، مطالبا بغسل الفواكه والخضراوات جيدا قبل استهلاكها. وقال رئيس لجنة التثقيف بجمعة السكر والغدد الصماء في الدمام الدكتور باسم فوته إن هناك دورا كبيرا لمؤسسات المجتمع المدني في زيادة التوعية بمخاطر مرض السكر، مطالبا كافة الجمعيات الخيرية بضرورة القيام بدورها في ما يتعلق بمكافحة الأمراض التي تحاصر المجتمع، داعيا كافة الجمعيات النسائية بلعب دور كبير في مكافحة الأمراض التي تصيب المرأة مثل هشاشة العظام وأمراض السرطان الناجمة عن أسلوب الغذاء وقلة الحركة، معتبرا النوادي الرياضة رافدا حيويا في الحد من انتشار مرض السكر، وذلك من خلال فتح أبوابها أمام كافة الفئات العمرية للانخراط فيها، بما في ذلك كبار السن، وفق برنامج زمني، والمشاركة الفاعلة في التعريف بمفهوم الغذاء الصحي، فضلا عن خفض رسوم الاشتراك بحيث تكون في متناول الجميع. ترى أخصائية التغذية بثينة رضوان السعيد من جانبها أن المشكلة تكمن في عدم تطبيق نظام غذائي يستطيع الفرد من خلاله الحصول على المغذيات التي تجعل الجسد سليما وصحيا، وبالتالي قدرته على القيام بوظائفه على أكمل وجه، مشيرة إلى أن هناك 50 من عناصر ومواد مغذية يحتاجها الجسم، وأن أخذها وفق معايير محددة وبكميات تتواءم مع قدرة الجسد، تساعد على إبراز صحة جيدة وتعمل على بناء الجسم وتحسين القدرة على الصفاء والتركيز وتحسين نوعية النوم ومقاومة الأمراض أو أي عدوى. الحمية الغذائية في هذا السياق يوضح مدير مركز جدة لرعاية مرضى السكري وضغط الدم محمد باعبيد أن الاحتياجات من الطاقة لمريض السكري البالغ غير المصاب بالسمنة هي نفس احتياجات الشخص الطبيعي في نفس السن والجنس والطول ونوع العمل، وإن كانت هناك توجيهات بأن يحافظ مريض السكر على وزن أقل من المثالي بقليل، أما مريض السكري المصاب بالسمنة، فيجب أن يتبع نظاما لإنقاص الوزن حتى يصل إلى الوزن المثالي أو أقل، عن طريق إنقاص السعرات الكلية، أما في الأطفال والمراهقين وغير المصابين بالسمنة، فتكون احتياجاتهم من الطاقة هي نفس احتياجات رفاقهم الطبيعيين دون نقص حتى تفي بمتطلبات النمو، ولا تسبب تأخيرا فيه، ولكن يفضل إنقاص الوزن عن المثالي بعد سن المراهقة وخاصة عند الفتيات. وبين باعبيد أن اتباع الحمية الغذائية يساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم ويتعين على المرضى المصابين بالسكري اتباع برنامج غذائي ملائم لحالاتهم.