ما زال مرض الفشل الكلوي يعتبر مشكلة صحية عالمية ويمثل تحدياً صعباً لجميع دول العالم بما في ذلك المملكة، وقد تجاوز عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي النهائي والذين يعتمدون على التنقية الكلوية بنوعيها الدموي والبريتوني في المملكة اكثر من 14 ألف مريض، ويعرف الفشل الكلوي (Renal failure) على انه قصور كامل في وظائف الكلي عندما تقل كفاءة الكليتين عن 15% من حجم وظيفتها وهو ما يعرف بالفشل الكلوي المزمن. وتتعدد اسباب الاصابة بالفشل الكلوي لكن من اهمها في المملكة الاصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري بالإضافة الى السمنة والتدخين وانسدادات المسالك البولية الناجمة عن الحصوة وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن المضاعفات الكلوية لداء السكري تحدث بنسبة 50% لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول، بينما لا تتجاوز 10% لدى المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. البروفيسور احمد المتولي استشاري جراحة المسالك البولية اوضح أن داء السكري وداء ارتفاع ضغط الدم يشكلان نسبة 73 % من مسببات الفشل الكلوي مشيرًا ان كلية الإنسان هي أعظم مرشح ومنظم للسائل الحيوي في العالم، إذ تحتوي على مليون وحدة تنقية تسمى النيفرونات، وهي ذات تصاميم عجيبة تمكّن العلماء من كشف كثير من أسرار تركيبها وآليات عملها وهم يعملون جاهدين لصنع مرشحات صناعية لأجهزة غسيل الكلى تحاكي النيفرونات في عملها. واشار الى ان الكلية أيضا تتحكم في : نسب الكالسيوم والفوسفات في الجسم، إنتاج الدم، خلايا الدم الحمراء، تحويل فيتامين (د) إلى الصيغة النشطة، التحكم في مستوى حموضة الدم وجعلها مناسبة للحياة وفي حال (الفشل الكلوي) فان الفضلات والسموم (البولينا ) تتجمع في الدم. واوضح ان العمل الأساسي والرئيسي للكلى هو التخلص من الفضلات والسموم وزيادة الماء باستمرار لتبقى خلايا الجسم والسوائل حولها في حالة كيميائية طبيعية ومناسبة للحياة، والمحافظة على التوازن الحامضي القاعدي للدم بحيث تجعل الأس الهيدروجيني (ph) في الدم عند مستوى (7.4) وذلك بإعادة امتصاص الصوديوم والبوتاسيوم والبيكربونات والفوسفات. وفي مثل هذا الوسط تقوم الخلايا بمختلف عملياتها الحيوية على أكمل وجه، أما إذا زاد أو نقص الأس الهيدروجيني عن هذا الرقم السحري فإن عمل الخلايا يبدأ بالاختلال تدريجيا وإذا ما تجاوزت قيمته (7.8) أو قلت عن (6.8) فإن الخلايا تتوقف عن العمل وبالتالي موت الإنسان. كما تحافظ الكلية على التأثير الأسموزي للدم وإحداث التوازن بين المحتوى الملحي للدم والمحتوى الملحي للخلايا وإخراج الكميات الزائدة منه. وتستلم الكليتان ما نسبته عشرين بالمائة من الدم الذي يضخه القلب وذلك لتنقيته من الفضلات الضارة وتعالج الكليتان في اليوم الواحد ما يقرب من 180 لتراً من الدم، وتخرج ما معدله لتر ونصف لتر من البول في اليوم. ولخص البروفيسور المتولي أعراض ارتفاع نسبة البولينا في الدم في عدة نقاط تتمثل في الاعياء، الضعف، الغثيان والقيء، فقدان الشهية مع نقص الوزن، حكة وطفح جلدي، آلام في العظام، ضيق في التنفس مع تجمع للسوائل في الجسم، فقدان للتركيز، وصرع أو إغماء. وبالنتيجة فان هذه الاعراض تفقد الكلية قدرتها على العمل كفلتر ليخلص الجسم من الفضلات والسموم الناجمة عن هضم الطعام خاصة الطعام الذي يحتوي على بروتين، بوتاسيوم، صوديوم، فوسفور، وسوائل. وقال: يحصل الفشل الكلوي نتيجة تجمع الفضلات والسوائل في الجسم، عندها يحتاج الانسان الى تدخل طبي لمساعدة الجسم على التخلص من الفضلات والسوائل المتجمعة، ويحتاج المريض إلى الديلزة؛ الغسيل الكلوي الدموي أو البريتوني بطريقة مستمرة منظمة وإلى أدوية معينة. ونصح البروفيسور المتولي مرضى الفشل الكلوي بضرورة التحكم في كمية الطعام ونوعيته ليكون كافيًا ومناسبًا للحفاظ على الوزن المناسب للمريض، مع اعطائه كمية ونوعية مناسبة من الطعام تكفي لنشاطه اليومي، مع إضافة الفيتامينات اللازمة والضرورية للمريض معوضا عن بعض الفيتامينات التي قد يفقدها خلال الغسيل.