شهد عام 2008م تأسيس شركة سعودية متخصصة في صناعة الحديد والصلب، لتساهم مع بقية شركات قطاع الأعمال في المملكة لخدمة قطاع الإنشاءات، تلك هي شركة صلب ستيل، التي ولدت في عنفوان النهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة، مما فتح لها آفاق التطور والنمو. وتلعب صلب ستيل اليوم دوراً فاعلاً في خدمة قطاع الإنشاءات من خلال الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الشركة خدمة لاقتصاد المملكة، كما عملت الشركة على إعداد خطط توسعية، لرفع قدرتها الإنتاجية، وتنويع منتجاتها وذلك لتلبية حاجة السوق المحلي بالإضافة لتحقيق التوازنات المطلوبة في سوق الحديد والصلب. في الحوار التالي يتحدث المهندس محمد الدرجم نائب رئيس مجلس الإدارة ....عن مسيرة الشركة والدعم الذي تلقته من صندوق التنمية الصناعية في سبيل تحقيق رسالتها .. وأهدافها .. بدايه هل لنا بنبذة عن شركة صلب ستيل من حيث التأسيس والبدايات؟ صلب ستيل (حديد الجنوب سابقاً) هي شركة مساهمة سعودية مقفلة تأسست عام 2008م، قامت شركة عبر المملكة للاستثمار بتطويره في مدينة جازان الاقتصادية لإنتاج كتل الصلب وحديد التسليح حيث بينت دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع أن المنطقة الجنوبية تشهد نهضة غير مسبوقة على مستوى المشروعات الحكومية والخاصة والتي تُقدر بمليارات الريالات. وقد تشرفت صلب ستيل بقيام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى والتي تشمل إنتاج مليون طن(1,000,000طن) من كتل الصلب وخمسمائة ألف طن (500,000 طن) من حديد التسليح. وقد تم بدء الإنتاج التجاري في أبريل عام 2012م وخلال العام نفسه تم التحضير لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع بإضافة خط لإنتاج حديد التسليح ولفات الأسلاك بطاقة تصميمية 500,000 طن. تجدر الإشارة إلى أن جميع خطوط الإنتاج تم توريدها من شركة إس إم إس الألمانية كما تم استقطاب كفاءات سعودية مكنت صلب ستيل من الحصول على شهادات الجودة والاعتماد من قبل الوزارات والجهات الحكومية المعتمدة، الأمر الذي استطاعت به صلب ستيل الظفر بحصة من المشاريع الحكومية أهمها مشروع توسعة صحن الطواف في الحرم المكي بعد منافسة قوية مع مصانع محلي وعالمية عريقة حققت من خلاله صلب ستيل المركز الأول من حيث الجودة. ماذا عن ابرز خطوات الانتاج من حيث طبيعة المنتجات؟ كما ذكرنا سابقا تم تشغيل المرحلة الأولى والتي تشمل مصنع وحدة الصهر والتي تصل طاقته الإنتاجية إلى مليون طن سنويا ومصنع الدرفلة تصل طاقته الإنتاجية إلى خمس مائة طن سنويا من مقاس 8ملم الى مقاس40ملم، وكما تقوم الشركة بإنشاء مصنع اخر للدرفلة بنفس الطاقة الإنتاجية يتوقع ان شاء الله بداية انتاجه خلال نهاية العام الجاري، لتصل طاقة المصنع الإنتاجية إلى مليون طن من حديد التسليح. الرهان على الجودة يمثل هاجساً لدى المستهلك كيف يمكننا اقناع المستهلك بجوده المنتج الوطني؟ إن الجودة بمفهومها الشامل كان هاجسنا الأول فلأجلها كما ذكرنا سابقاً تم اعتماد شركة إس إم إس الألمانية العريقة لتوريد جميع خطوط الإنتاج ذات التقنية العالية وكذلك استقطاب كفاءات سعودية وعاليمة لتشغيل المصانع ونحن في صلب ستيل أيضاً نستخدم أجود المواد الاولية لإنتاج أفضل المواصفات المعتمدة في صناعة الحديد الصلب. فخلال أشهر قليلة استطاعت صلب ستيل أن تكسب ثقة المستهلك بمنتجات ذات جودة عالية. من خلال تجربتكم ماهي ابرز الصعوبات التي تعاني منها الصناعة الوطنية؟ صناعة الحديد والصلب تُعد من الصناعات الثقيلة المكلفة والتي تتطلب جهودا مضنية ووقتا كبيرا بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى بنية تحتية متكاملة. نستطيع الزعم أن صلب ستيل حققت ما يشبه المعجزة كي يُبصر إنتاجها النور وتتبوأ مكانة مرموقة في السوق. فكما أن المنطقة الجنوبية تُعتبر سوقا واعدة فهي من جهة أخرى منطقة بعيدة لم تكن مهيئة لاستقبال مثل هذه الصناعات الثقيلة كالبنية التحتية المتطورة من الطرق والمواصلات والاتصالات والمرافق الأخرى. كيف تجدون الدعم الحكومي من قبل صندوق التنمية الصناعية السعودي ؟ الدولة بشكل عام قدمت دعماً سخياً من خلال تخصيص أراض صناعية وبأسعار رمزية وتوفير خدمات الكهرباء والوقود بأسعار تفضيلية كما أن صندوق الموارد البشرية له جهود مشكورة في الدعم المادي لتطوير وتأهيل الشباب السعودي. ساهم صندوق التنمية الصناعية السعودي مساهمة فعّالة من خلال القروض الميسرة والمتابعة المستمرة كما كان للاشتراطات والمتطلبات لكل مرحلة من مراحل الإنشاء الأثر الفعال في تأكيد الحفاظ على البيئة والسلامة الصناعية. ما مدى مساهمة الشركة في توطين الوظائف ؟ من أهم العوامل الرئيسية في اختيار منطقة جازان لإنشاء مصنع صلب ستيل هو وجود الشباب السعودي المثابر للعمل في المنطقة والتي بالإمكان تدريبهم وتأهيلهم للعمل في صناعة الحديد والصلب حسب خطة معدة لذلك. وبالمشاركة مع صندوق الموارد البشرية فقد تم ابتعاث 100 شاب فني إلى مصنع قطر ستيل لمدة ستة أشهر للتدريب على رأس العمل كما تم ابتعاث مهندسين سعوديين لمصانع الحديد والصلب في أوروبا. كما أنه يوجد برنامج تطويري متكامل للتدريب المستمر للشباب السعوديين الموجودين على رأس العمل. تجدر الإشارة إلى أن الشباب السعودي أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية متى ما أُعطوا الفرصة الكافية وهو ما شهدناه في صلب ستيل حيث احتلوا مراكز إدارية وإشرافية خلال فترة وجيزة. الكلمه الاخيرة ؟ في الختام نحمد الله سبحانه وتعالى على ما منّ علينا بعد ستة أعوام من العمل المستمر والجهود المضنية إلى أن رأينا عجلة إنتاج صلب ستيل أكملت عامها الأول بنجاح منقطع النظير وقد تبوأت مراكز متقدمة على مثيلاتها.